موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٥ يونيو / حزيران ٢٠١٩
ما أحوجنا إلى دعاء التربية

ناديا هاشم العالول :

ما حثّني على كتابة هذه المقالة هو دعاء من نوع آخر لخطيب مغربي قدّم نموذجاً لأدعية مبتكرة بدأها بـ «دعاء التربية» حيث تمّ تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، منبّهاً بوضوح إلى ثغرات بالسلوكيات المتكاثرة بسبب ضعف بالتربية..

دعاء يختلف عن كل الأدعية الأخرى المتداولة والتي نسمعها دوماً من الأئمة والدعاة والعِباد والمتعبّدين والمتبتّلين الساجدين والراكعين.. ولا عجب.. فالله تعالى يقول:

}وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ{

فالدعاء هو مِن أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى ربه، فقد علّمنا قدوتنا رسول الله أن ندعو ربَّنا بكل ما نريد وبكل بإخلاص وبنيّة الاستجابة والقبول، دونما إذن او واسطة فالشكوى لغير الله مذلّة..

إذْ لا يجوز أن ندعو الله سبحانه دون أن نكون قد فرشنا البنية التحتية المناسبة بنِيّة صادقة باذلين قصارى جهدنا لكيْ يتوج الله سبحانه عزيمتنا بالاستجابة لأدعيتنا مجسّرين بذلك الهوّة بين السائل والمجيب..

فمثلا لوْ قارنا بين الأدعية المتداولة التي يرددها الرسول الكريم ونرددها بعده مثل: «اللّهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، وإجعل المَوت راحة لي من كل شر» رواه مسلم. لوجدنا بأنه دعاء كامل متكامل يطالب بالإصلاح في الدنيا والآخرة وهذا يعتمد بالمقام الأول علينا كبشر إذ كيف نتوقع من ربِّ العالمين ان يصلح شأننا إنْ لم نكن صادقين بالبدء بإصلاح النفس أولاً عبر توبة خالصة من جانبنا سيدعمها الله سبحانه بالتيسير والفرَج..

فالدعاء حتى يكون خالصا لوجه الله تعالى لا بد وان يرتكز على قطبين أساسيين من «الأخذ والعطاء».. وإلا سيكون إصلاح الحال من المحال!

لقد نجح هذا الخطيب المغربي بالمحافظة على مفهوم الإصلاح الثابت الذي لا يتغير، والمذكور أعلاه بدعاء الرسول مع إجراء تغيير بالآليات وفق احتياجات العصر.. فأختارُ منه بهذه العجالة:

«اللهم نمِّ فينا ملَكة النقد الذاتي وارفعنا إلى مستوى النفس اللوّامة، اللهم نمِّ فينا روح العمل وابعد عنا روح التقليد وعلّمنا ترقية أفكارنا والأناقة بكل عمل نقوم به وحسن الأداء والحوار والبعد عن الصدام واحترام التعددية واحترام الوقت والإنسان والشغف بالعلم وعشْق الكتاب..اللهم علِّمنا زرع الورد وكراهية الغبار، اللهم علّمنا النظافة وروح الجمال والمحافظة على بيئتنا.. اللهم علّمنا قدرة ضبط النفس عند الغضب وتجنّب كثرة الحزن والخوف.. الخ».

وختم الخطيب دعاءه بمقارنة بيننا وبين العالم المتطور من حيث ساعات الإنتاج اليومية وإتقان العمل، وساعات القراءة، وإنفاقنا على شراء الكتب.. الخ بنتائجها المروّعة المتدنية عندنا! فتجسير الفجوة بين الأدعية «التقليدية» والأدعية» المبتكرة » وبين القديم والحديث «مطلوب مطلوب مطلوب» للوصول الى الفائدة المرجوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!

(الرأي الأردنية)