موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٢٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
مازالت القدس تهان وليس فقط الدير!

د. بولا وجيه – مصر :

منذ سنتين عندما طلبت مني ادارة الجامعة أن أكتب قصيدة لأقدمها على مسرح الجامعة عن الوطن العربي حتى أقدمها على مسرح الجامعة في يوم الصداقة بين الشعوب، كنت اقترحت أن تكون القصيدة عن القدس المقدسة وعن ما اتمنى أن يحدث في القدس من تحريرها من ايدي الكيان الصهيوني المحتل للأراضي المقدسة هناك.

ولكن رفضت ادارة الحفل عندما قدمت قصيدة "على قبة الصخرة" لهم، حتى يتم مراجعة الترجمة الخاصة بها، ولبدء الاستعداد وعمل التدريبات الخاصة بيوم العرض في الجامعة، وقالوا: "إن هذا من الممكن أن يثير عاطفة الطلاب، ويدرس في البلد هنا عامة الكثير من طلاب الذين يحملون الجواز الاسرائيلي من أصل عرب، وهم عرب 48".

فغيرت القصيدة وغيرت أيضًا عنوانها إلى "إنجيل العروبة" وقدمت يوم العرض وحصلت على أفضل مشاركة في الحفل، ولكن لا أنكر أني أيضًا وجهت رسالة في آخر القصيدة وتفاعل معي كل الحضور، وبكى الكثيرون عندما قلت "أرضنا أمانة ولازم عمرنا ما ننسى أننا كلنا اخوات ولينا اخواتنا في الأقصى"، ورفعت شال فلسطين عاليًا ثم قبلته.

ربما تربيت أنا من صغري على فهم الكيان الصهيوني المحتل للأراضي المقدسة في فلسطين، ومن صغري وأنا لا تذهب عن بالي صورة الشهيد "الدرة" وصور أخرى كثيرة في مواجهة الفلسطنيين للكيان الصهيوني المحتل هناك، وكيف يقاومون ويواجهون الكثير من بطشهم هناك ولو بالحجارة الصغيرة التي يلقونها عليهم في المواجهات بينهم وبين جيش المحتل.

ولكن الغريب هو انتفاضة البعض تلك الأيام فقط، عندما شاهدوا الاعتداء على دير السلطان المملوك لطائفة الأقباط الأرثوذكس، ولا أدري!، هل تلك أول مرة يتم الإعتداء على أحد في القدس!، كل يوم يتم الإعتداء على صغار وشيوخ ونساء، لا يملكون حق المقاومة حتى أو الدفاع عن أراضيهم المحتلة، ولا في أيديهم سوى حجارة يلقونها على قوات الاحتلال.

وهذا ما ذكرني بقصيدة الشاعر المصري "هشام الجخ" عندما قال: "ضحك جحا ضحكة مواشي.. مادام بعيد عن غيطي ماشي"، لم يشعر البعض بقوة ما يحدث إلا عندما رأى شيئاً مقدساً في معتقده يهان ويداس بأقدام قوات الكيان المحتل!

وهل من يتم اراقة دمائهم وقتل أرواحهم مقدسين!، أليست النفس مقدسة وغالية جداً عند الله!، ألن نسأل عن موقفنا تجاه كل ما يحدث تجاه الأرواح التي تستشهد يومياً على يد أتباع القوات التابعة للكيان المحتل؟!

قبل أن تفكر في الأماكن والمباني التي تهان، عليك أن تتذكر يا عزيزي، أن هناك الكثير من الأرواح التي يتم انتهاكها، وعليك أن تتذكر نحن الهياكل المقدسة لله، قبل أن تكون هناك مباني خاصة بالعبادة!، ولكِ الله يا مدينة الله المقدسة.