موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ يوليو / تموز ٢٠١٨
مائة عام على ميلاد مانديلا: الأبطال هم أولئك الذين يصنعون السلام ويشيدونه

أبونا :

تحتفل الأسرة الدولية اليوم 18 تموز بمرور مائة عام على ميلاد نيلسون مانديلا الذي وقف 67 عامًا من حياته لخدمة الإنسانية كمحامٍ لحقوق الإنسان، وسجين ضمير، وصانع سلام دولي، وأول رئيس منتخب ديمقراطيًا لدولة جنوب أفريقيا.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت عام 2009، يوم 18 تموز يومًا دوليًا لنيلسون مانديلا، لمساهمته في ثقافة السلام والحرية، وتقديرًا لما تحلى به من قيم وتفانٍ في خدمة البشرية، واهتمامه بالقضايا الإنسانية في ميادين حل النزاعات والعلاقات العرقية وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، والمصالحة والمساواة بين الجنسين وحقوق الأطفال وسائر الفئات المستضعفة، وتحسين أحوال الفقراء والمجتمعات.

وبهذه المناسبة المئوية، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، رسالة قال فيها: "لا يزال نيلسون مانديلا يلهم العالم من خلال المثال الذي جسّده في الشجاعة والرحمة، والتزامه بالعدالة الاجتماعية وثقافة الحرية والسلام... ومن أهم الدروس التي يمكننا أن نتعلمها من نيلسون مانديلا هي أننا يجب، من أجل إحراز تقدم، أن نتطلع إلى الأمام، مهما كان ذلك شاقًا".

وتابع: "عُرف مانديلا بالسجين رقم ٤٦٦٦٤ لمدة ١٨ سنة. لكنه لم يُصبح قط أسير ماضيه. ومع الحكم عليه بالأشغال الشاقة والسجن الانفرادي في جزيرة روبين، فقد تسامى على المعاناة والإذلال ليقود بلده، وعالمنا، إلى يوم أكثر إشراقًا. لم يستسلم للمرارة أو العداء الشخصي، بل كرّس طاقته الهائلة من أجل تحقيق رؤيته لجنوب أفريقيا التي تنعم بالسلم وتعدد الأعراق والديمقراطية. وقد قال نيلسون مانديلا ذات مرة يمكن تعريف القديس بأنه مذنب لا يفتأ أن يحاول. وهذه رسالة أمل قوية، في عالم يمزقه الخوف والشك. ولم يفت الأوان أبدًا لمواجهة المستقبل، والسعي مُجددًا".

وختم الأمين العام رسالته بالقول: "ونحن نُحيي ذكرى نيلسون مانديلا في خدمة الآخرين طوال حياته، فإن أفضل إشادة بهذا الرجل العظيم ليست بالكلمات والاحتفالات، بل بأفعال تُحسّن عالمنا. ويمكن لكل منا أن يُحدث أثرًا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة والحياة الكريمة للجميع. ويمكن لكل منا أن يستلهم مثال نيلسون مانديلا، وعبارته الشهيرة: الأمر يبدو دائمًا مستحيلاً إلى أن يُنجز. ولنبن جميعًا على إرث نيلسون مانديلا".

ومن أبرز خطاباته في بناء السلام، تلك الكلمات التي صدح بها في العاصمة الهندية عام 2004، حيث قال: "السلام ليس مجرد انعدام القتال؛ بل إن السلام هو تهيئة بيئة يزدهر فيها الجميع، بصرف النظر عن عرقهم أو لونهم أو معتقدهم أو جنسهم، أو طبقتهم، أو طائفتهم أو أي سمة اجتماعية مميزة. فالدين والعرق واللغة والممارسات الثقافية عناصر تغني الحضارة البشرية، وتضيف إلى ثراء تنوعنا. فلماذا نسمح لها بأن تكون سببًا للتفرقة والعنف؟ إننا نحط من قدر إنسانيتنا المشتركة إن سمحنا بذلك".

وكذلك تلك التي نطق بها في جنوب أفريقيا عام 2009: "لا يزال ثمة قدر مفرط من الشقاق والكراهية والتفرقة والصراع والعنف في عالمنا هذا في بداية القرن الحادي والعشرين. ولعل العناية الأساسية بالآخرين في حياتنا الفردية والجماعية من شأنها أن تسهم إسهامًا كبيرًا في جعل هذا العالم مكانًا أفضل يراودنا بقوة حلم تحقيقه... فما أسهل التخريب والتدمير. بيد أن الأبطال هم أولئك الذين يصنعون السلام ويشيدون".