موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
مؤتمر مركز اللقاء: التربية على التعددية في المجتمع الفلسطيني
بيت لحم - زياد شليوط :

<p dir="RTL">عقد مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة، الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر &quot;اللاهوت والكنيسة المحلية في الأرض المقدسة&quot;، بعنوان: &quot;التربية على التعددية في المجتمع الفلسطيني&quot; على مدار ثلاثة أيام وذلك من يوم الخميس حتى السبت من 1-3/12/2016 في فندق جراند بارك في بيت لحم.</p><p dir="RTL">افتتح المؤتمر بصلاة وتأمل قدمها الأب د. رفيق خوري وتلاها كلمات ترحيبية لغبطة البطريرك ميشيل صباح، رئيس مجلس أمناء مركز &quot;اللقاء&quot;، وسيادة المطران عطالله حنا والدكتور يوسف زكنون، مدير مركز اللقاء. تمحورت الكلمات الافتتاحية حول موضوع المؤتمر والتحديات التي تواجهها المؤسسات الدينية والتربوية والمجتمعية في الأرض المقدسة، في ظل مظاهر التكفير والارهاب ليس العسكري فحسب بل الفكري والعقائدي الذي يجتاح الوطن العربي وخاصة في البلدان المجاورة.</p><p dir="RTL">حضر المؤتمر عدد من رجال الدين المسيحي وفي مقدمتهم غبطة البطريرك ميشيل صباح، رئيس مجلس أمناء مركز اللقاء وسيادة المطران عطالله حنا، عضو مجلس أمناء مركز اللقاء وسيادة المطران بطرس المعلم، اضافة الى عدد من كهنة الرعايا والراهبات الفاضلات. وشارك في أعمال المؤتمر عدد كبير من العلمانيين، أكاديميين ومربّين ومهتمين بقضايا شعبهم ومجتمعهم جاءوا من عدة مناطق في الوطن وخاصة من الجليل والساحل والمثلث اضافة الى منطقة بيت لحم. وما ميّز المؤتمر حضور ومشاركة واسعة للإخوة والأخوات المسلمين والدروز، الذين ساهموا في محاضرات المؤتمر وأغنوا الأفكار من خلال مناقشات بنّاءة وحوارات معمّقة أثْرَت الموضوع المطروح للبحث.</p><p dir="RTL"><strong>سير أعمال المؤتمر</strong></p><p dir="RTL">ابتدأت جلسات المؤتمر مساء الخميس الأول من ديسمبر بمحاضرة بعنوان &quot;التعددية: رؤية لاهوتية&quot; قدمها الأب د. جمال خضر وأدارتها السيدة هنادي سوداح &ndash; يونان.</p><p dir="RTL">وافتتح اليوم التالي الجمعة بصلاة وتأمل قدمها القس منذر اسحق. وكانت المحاضرة الأولى فيه بعنوان &quot; الواقع الراهن في فلسطين والمشرق العربي&quot; قدمها المحاضر د. عاصم خليل وأدارها الأب د. رفيق خوري.</p><p dir="RTL">وكانت المحاضرة الثانية بعنوان &quot; صعوبة التربية على التعددية وامكاناتها&quot; قدمتها د. ديانا دعبول، محاضرة وباحثة تربوية في جامعة بيت لحم، أدارها د. قسطندي شوملي.</p><p dir="RTL">وبعد الظهر عقدت ندوة بعنوان &quot; التربية على التعددية في الرعية والمؤسسات المجتمعية&quot; شارك فيها كل من: الأستاذ زغبي زغبي، مدير مركز وئام للسلام والدكتور عمر مزعل، أستاذ في معهد الكاردينال مارتيني للقيادة والأب ابراهيم نيروز، راعي الكنيسة الأسقفية في نابلس ورفيديا، أدار الندوة وقدم لها السيدة سوسن بيطار.</p><p dir="RTL">واختتم اليوم الثاني بندوة بعنوان &quot; خبرات في مجال التربية على التعددية&quot; شارك فيها الأب د. إياد طوال، مدير مدارس البطريركية اللاتينية في الأراضي المقدسة ود. فوزي بركات القصراوي، باحث وأستاذ في الفكر الاسلامي، أدارها وقد لها الأستاذ ميشيل روك.</p><p dir="RTL">أما في اليوم الثالث والأخير فقد عقدت ندوتان، بعد الصلاة والتأمل التي قدمها الأب عيسى حجازين. تناولت الندوة الأولى &quot;دور مدارسنا في التربية على التعددية&quot; وشارك فيها الأخت لوسي قيقي، مديرة مدرسة راهبات الوردية الثانوية في بيت حنينا والسيدة شيرين مغنّم، مديرة مدرسة راهبات مار يوسف الثانوية في رام الله والسيدة سعاد يونان، مديرة مدرسة هيلين كيلر للتربية الخاصة في القدس، قدم للندوة وأدارها الأستاذ زياد شليوط.</p><p dir="RTL">أما الندوة الأخيرة فجاءت تحت عنوان &quot;دور الكنائس في ترسيخ ثقافة قبول الآخر والحوار في ظل مجتمع متعدد&quot; شارك فيها الأساقفة: المطران وليم الشوملي، النائب البطريركي اللاتيني العام في القدس، والمطران عطالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس والمطران منيب يونان، أسقف الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة. قدم للندوة وأدارها د. يوسف زكنون.</p><p dir="RTL">وفي ختام اليوم قدم الدكتور يوسف زكنون، الشكر لرئيس مجلس أمناء مركز اللقاء وأعضائه وأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر على كل ما بذلوه من أجل اقامة المؤتمر وانجاحه، كما شكر الوافدين من كل المناطق وخاصة البعيدة، كما شكر المحاضرين والمقدمين والمتناقشين على ما قدموه من مداخلات وأفكار أغنت المؤتمر بأبحاثه ومواضيعه. وقرأ الأستاذ زياد شليوط البيان الختامي للمؤتمر الذي حاز على موافقة المشاركين.</p><p dir="RTL"><strong>البيان الختامي: ضرورة قبول التنوع والتعدد في مجتمعنا</strong></p><p dir="RTL">مجتمعنا متعدد من حيث الديانات. متعدد من حيث الأحزاب السياسية، والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، متعدد من حيث العائلات والحمائل. التربية على التعددية بمعناها الأوسع والأشمل هي التربية على قبول الآخر، وقبوله مختلفًا كما هو، لا كما نريده نحن أن يكون. قبول الآخر هو قبوله مع اختلافه، واعتبارُه أخًا وصديقًا وشريكًا في بناء وطن واحد ومجتمع واحد، يكون كلّ واحد فيه مساويًا للآخر، وسندًا له، وغنًى له بقيمه الخاصة به، فلا يُعتبَر الآخر لا غريبًا أو عدوًّا، ولا يتم تجاهله لأنه مختلف أو لأنّه عدد قليل.</p><p dir="RTL">الرؤية اللاهوتية أو الموقف الديني المسيحي مبني على أمرين: أولا، الله خلق الجميع ويحبّ الجيمع، ويسهر على الجميع. وثانيا على وصية المحبة التي تشمل جميع الناس ولا تفرق بين أحد. بالمحبة يقتدي المؤمن بالله خالقه، فيحبّ الجميع ويحسن إلى الجميع ويعيش مع الجميع، ومع الجميع يبني مشروعًا اجتماعيًّا وطنيًّا واحدًا.</p><p dir="RTL">الواقع في فلسطين والمشرق العربي ليس كلّه واقع محبّة. بعضه محبّة. وبعضه سلبيّات كثيرة. فيه تنافر على أساس الانتماء إلى دين مختلف. وفي المجتمع عدم مساواة في الحقوق المدنية بسبب الدين المختلف. وقد تكون في الواقع أيضًا محسوبيات على أساس الانتماء إلى الحمولة أو الحزب. التعدد الديني هو الأكثر حساسية وتهديدا لوحدة المجتمع. وتحويل الاختلاف إلى قوة متوقف على التربية الدينية التي يقدمها المجتمع الفلسطيني للمؤمنين، سواء المسلمين أو المسيحيين.</p><p dir="RTL">مختلف مراكز التربية (البيت والمدرسة والجامعة والكنيسة أو المسجد أو الخلوة) مسؤولة. وحتى الآن ليس هناك تركيز بصورة واضحة على أخوّة الجميع وعلى واجب وضرورة قبول الآخر المختلف.</p><p dir="RTL">الصعوبات في التربية على التعددية تأتي من المواقف الدينية الذهنية الموروثة والمتناقلة عبر الأجيال في البيت والمجتمع، والتي تؤكد عليها المناهج المدرسية ذات القطب الواحد. موقف المسجد أحيانًا يهاجم، ولا يهيّء للتعددية. موقف الكنيسة موقف خوف ومدافع ولا يهيئ كذلك لقبول الآخر، فالتربية الدينية مغلقة بغالبيتها، وأحيانًا إقصائية ومعتدية.</p><p dir="RTL">الإمكانات: توجد في مواقع التربية المشتركة في المدارس العامة أو الخاصة حيث يتواجد الطلاب من كلا الديانتين. فيعلَّم الطلاب جميعًا أنّ قبول الآخر غنًى للكل. وقوة للكل. وحاجز دون الفتنة ودون دخول أي طرف ثالث بيننا، مع العلم أن الطرف الثالث موجود في الوضع السياسي الذي نعيشه في العالم العربي بفعل التدخل العالمي الخارجي.</p><p dir="RTL">لمدارسنا حيث يتواجد الطلاب المسيحيون والمسلمون دور رئيسي فعال في هذا المجال. لا يكفي أن يعيش الطلاب معا. يجب أن يُعَلَّموا غنى القبول المتبادل والاحترام المتبادل. المدرسة يجب أن تأخذ المبادرات لتشجيع القبول (في ندوات التوعية الخاصة، في درس الدين المشترك أو المنفصل، في المشاركة في الأعياد).</p><p dir="RTL">وكذلك الجامعات وكليات التربية الفلسطينية خاصة، لها دور في التربية السليمة على التعددية من خلال مناهج العلوم الإنسانية والأخلاقية.</p><p dir="RTL">دور الكنائس والمساجد أيضًا حاسم. لا بد من توجيه صريح أن الآخر أخ وأخت ولو اختلف في دينه. ومن ثم يجب العمل على تفكيك عقد الرفض أو الاعتداء المتوارثة.</p><p dir="RTL">المرحلة التي نعيش فيها اليوم في فلسطين تقتضي وحدة جميع الفلسطينيين، وحدة بها يحترم كل واحد الآخر ويتعاون معه لتحقيق الحرية والاستقلال. ولا يحاسب أحد أحدا على معتقده، بل يستقبل كل تنوع في جميع أبناء الوطن الواحد ويحولها إلى قوة بانية للوطن الواحد.</p><p dir="RTL"><strong>أمسية خاصة لذكرى الدكتور جريس خوري</strong></p><p dir="RTL">في اليوم الأول من مؤتمر اللاهوت والكنيسة المحلية، أقيمت أمسية تكريمية لذكرى مؤسس مركز &quot;اللقاء&quot; ومديره الأول المرحوم د. جريس سعد خوري، تولى عرافتها الأستاذ زياد شليوط، عضو مركز اللقاء في الجليل وافتتحها بالقول: &quot; من منا لم يفجع بوفاته المفاجئة؟</p><p dir="RTL">من منا لم يصدم برحيله غير المتوقع؟ من منا لم يقف عاجزا أمام القدر ومشيئة الله؟ من منا لم يتمن أن يكون ما يمر عليه كابوس بشع؟ عشرة أشهر مرت ولا نصدق بعد أنك فارقتنا ولم تعد بيننا! عشرة أشهر مرت ولا نتصور مركز اللقاء ومؤتمراته ونشاطاته تتم بدونك! عشرة أشهر ونحن ننتظر مكالمة منك.. جلسة تشاورية.. دعوة.. أهذه تكون أمسية تكريم.. يا من أحسنت تكريم الآخرين؟ أم هي أمسية ذكرى وأنت ما زلت حاضرا بيننا؟&quot;</p><p dir="RTL">وتحدث في الأمسية عدد من أصدقاء الراحل كان أولهم سيادة المطران بطرس المعلم الذي استحضر أغنية فيروز &quot;سألوني الناس&quot;، والتي قدمتها لزوجها عاصي بعد رحيله، وفيها تقول &quot;لأول مرة ما بنكون سوا&quot;، قائلا ونحن لأول مرة نعقد مؤتمر اللقاء بدون الدكتور جريس الذي غيبه الموت المفاجىء عنا.</p><p dir="RTL">وتلاه الأستاذ موسى درويش، نائب مدير مركز اللقاء الذي قال عن صديقه &quot; كان يتمتع بالجرأة الأدبية يقول ما ينبغي أن يقال.. كان له وجه واحد. كان يسعى باستمرار الى التأكيد على احترام الآخر. كانت الوحدة الوطنية هاجسه وسعى الى التأكيد على احترام الآخر.&quot;</p><p dir="RTL">وتحدث صديقه المحامي علي رافع عنه فقال &quot; رغم مشاغله الكثيرة والدائمة في مركز اللقاء، الا أنه اهتم بقطف الزيتون في قريته في موسمه، واكتشفنا أن هذا الانسان لم يهمل عائلته وبيته.&quot; وتحدث الأستاذ يوسف مطر عن علاقته بالدكتور جريس التي تعود الى ما قبل تأسيس مركز اللقاء وعدد بعض مناقبه ووجه العزاء لعائلته ولأسرة اللقاء بهذه الخسارة الجسيمة. كما أكد الشيخ فواز حسين على أهمية ما أنجزه المرحوم لمجتمعه وللفكر ودعا الى مواصلة مسيرة اللقاء. واستذكر الدكتور محمد حبيب الله علاقته مع المرحوم عندما كان نائبا لمدير الكلية العربية للتربية في حيفا، وجاء د. جريس ليدرس التعليم المسيحي فيها والحوارات التي تدور بينهما، وتأكيد المرحوم على الحوار والعيش المشترك. وألقى كل من الشاعر عطالله جبر والأستاذ نظمت خمايسي قصيدة في رثاء المرحوم كانتا مشبعتين بالمشاعر الشخصية والتنويه لمزايا المرحوم الشخصية. &nbsp;</p><p dir="RTL">وكانت الكلمة الأخيرة للمحامي بشارة جريس خوري، نجل المرحوم التي شكر فيها مركز اللقاء ومجلس أمنائه على كل ما فعلوه لمواصلة المسيرة التي ابتدأها والده، وأكد على مواصلة السير على نهج والده الوطني والانساني.</p><p dir="RTL">وتخلل الأمسية عرض مقاطع مصورة لعدد من كلمات الدكتور جريس في مؤتمرات اللقاء. وفي ختامها قدم مجلس أمناء مركز اللقاء وادارته درعا خاصا لزوجة د. جريس وعائلته.</p>