موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية المجرية حول أوضاع مسيحيي الشرق

أبونا :

 

تعقد في العاصمة الهنغارية بودابست، قمّة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمجري يانوش أدير، لبحث أوضاع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة عدد من البطاركة والأساقفة الكاثوليك والأرثوذكس من الشرق.

 

هذا والتقى كل من بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وبطريرك الروم الكاثوليك يوسف العبسي، وبطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني، بوزير الخارجية والتجارة بيتر سيارتو


 

مؤتمر صحفي

 

وفي مؤتمر صحافي عقد في وزارة الخارجية حول وضع المسيحيين في الشرق الأوسط، أكد الوزير سيارتو على أن هنغاريا تحمل راية دعم الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط من أجل أن يبقوا في أوطانهم والاستمرار في بلادهم. كما تحدّث عن التدخلات الأجنبية في سورية مما يؤثر على شؤونها الداخلية ويعطي أملاً زائفًا للمتمرّدين الذين أرادوا تدمير البلاد. كما أمل أن تتوحّد جهود المجتمع العالمي في محاربة المنظمات الإرهابية في سورية لكي لا يطال الإرهاب الغرب ويدمّر جميع البلاد. وتحدّث عن برامج المساعدات التي تقدّمها حكومته لدعم المسيحيين في تخطّي الصعوبات التي تواجههم في بلادهم.

 

وتحدّث سكرتير الدولة الهنغارية لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين تريستان أزبيي، عن شغف الشعب والحكومة الهنغارية في دعم المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط وأفريقيا، واصفًا البرامج المختلفة التي تقدّمها "Hungary Helps" تجسيدًا للتضامن والأخوة مع المسيحيين ودعمًا للكنائس المحلية. وتهدف هذه البرامج إلى إيصال المساعدات الإنسانية للمضطهدين وكذلك مساعدة المجتمع المحلّي في الثبات في بلده والحفاظ على هويته، عبر مشاريع التنمية التي تؤمّن فرص العمل والدعم المادي والإنساني اللازم.

 

قدّم البطريرك العبسي مداخلة عن أحوال ومستقبل الكنيسة في الشرق شدد خلالها على أن مستقبل بلادنا المشرقية لا يمكن أن يقوم على التقوقع والانعزال، بل على المسيحي أن يكون في خدمة مجتمعه بدون تمييز، حيث وضعه الله وطلب منه أن يشهد للإنجيل. وتحدّث عن الدستور السوري الذي يتم تشكليه الآن وعلى أهمية أن تكون التراثات الروحية لشعوب المنطقة حاضرة في قلبه. وفي الشأن اللبناني، أوضح بأن أنظار المشرقيين تتجه اليوم إلى لبنان، وتأمل ألا يقع من جديد في مشاكل، لأن ذلك سيكون بمثابة هزة لكل المشرقيين. وقال: لقد عانى هذا البلد الكثير، وآن الأوان لكي ينعم أبناؤه بالاستقرار والازدهار.

 

بدوره، شكر البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني للدعم المستمر الذي تقدّمه الحكومة الهنغارية لتمكين المسيحيين من البقاء في أرض الآباء والأجداد. ونوّه إلى أن الدول الغربية تهتمّ في استغلال موارد سورية الطبيعية في حين هنغاريا تتعامل مع الوضع الإنساني للمتضررين بشكل مكثّف. كما أعرب عن خيبة أمله لجهة المعلومات المزيفة التي تتداولها وسائل الإعلام في الغرب عند تغطيتهم المعاناة التي تصيب المسيحيين، ممّا يشير إلى وجود أجندة خاصة بهم. وتحدّث عن مختلف المشاريع التي تقوم بها البطريركية، لا سيما جامعة أنطاكية السورية الخاصة، والتي تشجّع من خلالها الشباب والمسيحيين بشكل عامّ على البقاء في بلادهم. كما تقوم الكنيسة برسالتها بأن تكون نورًا للمجتمع الذي تخدمه بالرغم من المحاربات والأزمات.

 

أما البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث فتحدّث عن الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من حالة صعبة جدًا جراء الأحداث الراهنة من أعمال العنف والتطرّف والإرهاب والاضطهادات والمعاناة التي يتعرّض لها مسيحيو الشرق، متوقفًا بصورة خاصة عند الأوضاع الراهنة في لبنان وسوريا والعراق، ومؤكدًا أنّ الوجود المسيحي ضرورة في الشرق، وأنّ المسيحيين ليسوا مستورَدين، بل هم المكوّن الأصيل والمؤسِّس لهذه المنطقة، ولهم الحقّ بالعيش والبقاء فيها والمحافظة على وجودهم في أرضهم.