موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٩ ابريل / نيسان ٢٠١٢
مؤتمر دولي في الفاتيكان حول "قسطنطين الكبير.. جذور أوروبا"

الفاتيكان - وكالات :

هل يكون الإمبراطور قسطنطين باعثاً لمكانة جديدة للدين في المجتمع؟ ففي وقت تبرز فيه العلمانية في أوروبا، ينظم الفاتيكان مؤتمراً حول هذا الإمبراطور الروماني واعتناقه المسيحية قبل 1600 سنة.

وتنظم اللجنة الحبرية للعلوم التاريخية حتى السبت المؤتمر العالمي هذا، المكلف الإحاطة بهذا المنعطف التاريخي الذي حصل العام 312. والمؤتمر بعنوان «قسطنطين الكبير، جذور أوروبا».

يقول رئيس اللجنة الحبرية للعلوم التاريخية الأب الفرنسي برنارد أردورا أن اعتناق قسطنطين للمسيحية ساهم في «رسم معالم أوروبا المسيحية المستقبلية التي ازدهرت فيها القيم مثل الكرامة الإنسانية والفصل بين الكنيسة والدولة والتعاون بينهما وحرية المعتقد والدين وإقامة الشعائر». وأضاف «بذلك بدأ تشييد التراث الإنساني والثقافي لأوروبا».

ويرى البروفيسور جوفاني ماري فيان، مدير صحيفة «اوسيرفاتوري رومانو» ومؤرخ تلك الفترة أيضاً، أن قسطنطين كان «السياسي الذي تمتع بأكبر حس ثوري في أوروبا». ويضيف أن الرابط الدائم بين المجالين الديني والسياسي في العصور القديمة «قضى على إرشادات المسيح» الذي كان يبشر «باستقلالية بين المجالين بشكل جديد على الإطلاق» هو القائل «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». واليوم تدافع الكنيسة والبابا بندكتس السادس عشر في مقدمتها عن الاستقلالية بين هذين الحقلين.

ستتناول المداخلات خلال المؤتمر ارتداد قسطنطين، معموديته وموقفه من المسيحيين في أعقاب معركة "بونتيه ميلفيو" التي انتهت في الثامن والعشرين من تشرين الأول 312، حيث شكلت رمزاً لولادة عالم جديد، أبصر النور من خلال لقاء الإمبراطور قسطنطين مع المسيحية ونهاية اضطهاد المسيحيين وبزوغ فجر الكرازة بالإنجيل في الإمبراطورية الرومانية كلها.

- معركة "بونتيه ميلفيو"

أعد الإمبراطور قسطنطين جيشاً قوامه أربعين ألف جندي ودخل معركة مع ألد خصومه ماكستينيوس، إمبراطور الشطر الآخر من الإمبراطورية الرومانية. وأشار أحد مستشاريه أن يتم وضع علامة XP التي حلم بها على دروع الجنود، حيث قال أن السيد المسيح ظهر له في الحلم وأمره باللاتينية in hoc signo vinces، ومعناه "بهذا الشعار سوف تنتصر". وكانت المسيحية يومها لا تشكل أي حجم جغرافي، بل وكانت مضطهدة وملاحقة.

بعد فوز الإمبراطور قسطنطين في المعركة، صار الحاكم الأوحد لكل الإمبراطورية بشطريها، وأصبحت الديانة المسيحية من بعدها ديانة الإمبراطورية الرومانية الرسمية.