موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٣٠ سبتمبر / أيلول ٢٠١٣
مؤتمر المسيحيين والربيع يختتم أعماله، والأب بدر يحاضر حول الشراكة في التغيير

عمّان - أبونا :

اختتم المؤتمر الإقليمي حول "المسيحيين وربيع العرب" أعماله في العاصمة عمّان، يوم أمس الأحد، بعد يومين من نقاشات ومداخلات حول موضوع المؤتمر الهام، الذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية، بإدارة الكاتب الصحفي عريب الرنتاوي، بالتعاون مع مركز اديناور شيفتنج الألماني.

وألقى الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، كلمة في الندوة التي ترأستها باسمة بطرس، عضو مجلس البرلمان العراقي، وتحدث بها إلى جانب الأب بدر، الأستاذ جورج اسحق، المنسق العام لحركة كفاية في مصر، والأستاذ أشور كيواركيس،‏ رئيس حركة آشور الوطنية‏ في لبنان. وحملت عنوان "المسيحيون والربيع العربي شركاء في التغيير أم حلفاء للأنظمة القائمة".

وقال الأب رفعت يجد المسيحيون أنفسهم يقرعون أبواب السفارات الأجنبية، يريدون بناء حياة جديدة، أما من بقيوا منهم، فإنّهم أمام مفترقات طرق، ولا وضوح في الرؤيا أبداً، لا فيما يخص المجتمعات العربية ككل، ولا فيما يخص المسيحيين بشكل خاص. وقال مقتبساً من الإرشاد الرسولي الخاص بالمسيحيين في الشرق: إن الهجرة هي "الخيار المأسويّ لما يحمله من نتائجَ خطيرةً على الأفراد والعائلات والكنائس. ويقلّص عدد السّكّان، ويساهم في تنامي الفقر البشريّ والثّقافيّ والدّينيّ في الشَّرق الأوسط. فالشَّرق الأوسط بدون- أو حتّى بعدد ضئيل من المسيحيِّين- ليس الشَّرق الأوسط، لأنَّ المسيحيِّين يشاركون مع باقي المؤمنين في صُنع الهُويّة الخاصَّة للمنطقة".

وقال: إن الأردن يمثل صوت العقل والاتزان، وهو بلد نموذجي في التآخي والعيش المشترك الأصيل بين مكونات المجتمع الواحد. واستذكر المؤتمر الدولي الهام الذي عقد قبل شهر تقريباً، وناقش التحديات التي يواجهها المسيحيون العرب، في ظل التغيرات الحالية، وقد دعا إليه جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قال فيه إنّ "مسألة الحفاظ على الهوية التاريخية العربية المسيحية، ليست ترفاً، وإنّما هي واجب". مشيراً إلى أن جلالة الملك قد استذكر المؤتمر قبل أيام في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد تحدث جلالته كذلك عن المؤتمر الإسلامي الذي عقد كذلك في عمان، وقيل فيه إنّ الدولة الإسلامية الحديثة هي "الدولة المدنية التي تحترم حقوق الإنسان، وأهمها حق التعبير وحرية العبادة".

وجواباً على سؤال المحاضرة، حول وضع المسيحيين مما يدور في العالم العربي، قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، مقتبساً من الأب سمير خليل اليسوعي: يدفع الخوف من المستقبل بالمسيحيين إلى تفضيل الأنظمة السياسية القائمة والديكتاتورية بطبيعتها، وهذا إثم بالفعل. فإذا كانت الحكومة تشارك في أعمال العنف، علينا نحن المسيحيين أن نعلن رفضنا للعنف مهما كان مصدره، سواء أكانت المعارضة أم المواطنين العاديين أم الجيش. وختم بقوله: إن المسيحيين غير مرتبطين وجودياً بنظام حاكم معيّن. إنّهم يريدون التغيير لكن حتماً نحو الأفضل.

وفي نهاية أعمال المؤتمر، تحدث السيد الرنتاوي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، حول دور المسيحيين العرب في تعزيز المواطنة والاندماج، وكذلك حول مستقبلهم كشركاء "في بناء المستقبل... مواطنون لا أهل ذمه".