موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٥ فبراير / شباط ٢٠٢٠
ليس لدينا مَن يكسر الخبز
يا يسوع الطيّب، نحن اليوم أيضًا جياع، فاكسر كل يوم هذا الخبز للجائعين

يا يسوع الطيّب، نحن اليوم أيضًا جياع، فاكسر كل يوم هذا الخبز للجائعين

بودوان دو فورد، كاهن سسترسيانيّ :

 

«ثُمَّ أَخذَ الأَرغِفَةَ السَّبعَةَ والسَّمَكات، وشكَرَ وكسرَها وناوَلَها تَلاميذَه» (مت 15: 36)

 

كسر الرّب يسوع الخبز. لو لم يكسر الخبز، كيف كان يمكن أن يصل الفُتات إلينا؟ لكنّه كسره ووزّعه؛ "وَوَزَّعَ وأَعْطى المَساكين" (مز112[111]: 9). لقد كسره بواسطة النعمة، ليزيل غضب الآب وغضبه. فقد قال الله: إنّه كان بإمكانه أن يُهلكنا، لولا أنّ وحيده، "مُخْتارَه، وَقَفَ في الثُّلمَةِ أَمامَه لِيَرُدَّ غَضبَه" (مز 106[105]: 23). لقد وقف أمام الله ليسترضيه؛ فبقوّته غير المتزعزعة، ظلّ واقفًا ولم ينهزم.

 

لكنّه هو نفسه، بإرادته، كسر جسده ووهبه، كسره بواسطة الألم. هنا "كسر بريق الأقواس" (مز 76[75]: 4)، "حطّم رؤوس التنانين" (مز 74[73]: 14)، كلّ أعدائنا، بغضبه. هنا، حطّم نوعًا ما ألواح العهد الأوّل (راجع خر 32: 19)، لكي لا نبقى تحت حكم الشريعة. هنا، حطّم نير أَسرنا. حطّم كلّ ما كان يحطّمنا، لكي يُصلح فينا كلّ ما كان محطّمًا، ولكي "يُطلِق المسحوقين أحرارَا" (إش 58: 6). في الواقع، كنّا "أَسْرى البُؤسِ والحَديد" (مز 107[106]: 10).

 

يا يسوع الطيّب، نحن اليوم أيضًا جياع، رغم أنّك أزلْتَ الغضب، وكسرتَ الخبز لأجلنا، نحن الشحّاذين المساكين. فاكسرْ كلّ يوم هذا الخبز للجائعين، لأنّنا اليوم وكلّ يوم نلتقط بعض الفتات، وكلّ يوم نحن بحاجة من جديد إلى خبزنا اليوميّ. "ارزُقنا خبزنا كفاف يومنا" (لو11: 3). فإن لم تعطِه أنت، مَن عساه يعطيه؟ في فقرنا وحاجتنا...، ليس لدينا مَن يكسر الخبز، ولا مَن يُطعِمنا، ولا مَن يُصلحنا، لا أحد سواك، يا ربّنا. ففي كلّ تعزية ترسلها إلينا، نلتقط فُتات هذا الخبز الّذي تكسره من أجلنا ونتذوّق "رحمتك الصالحة" (مز 109[108]: 21).