موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأحد، ١٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
لماذا يفتخر صديقي القديم بالمسيح؟!

سدني - انطون سابيلا :

بعث لي صديق مقدسي قديم يعيش في استراليا برسالة نصية يقول فيها: "أفتخر لأنني مسيحي ولكنني لا أعرف كيفية التعبير عن مشاعري، ولماذا كل هذا الفخر يغمرني منذ طفولتي وحتى الآن؟"

أجبته كالتالي:

أولاً، انت تربيت في عائلة مسيحية تسير حسب تعاليم المسيح وليس بالضرورة حسب توجيهات الكنائس المختلفة. فلكل كنيسة بروتوكول وأنظمة وأيضاً هفوات تاريخية خاصة بها قد نتفق أو نختلف عليها لكننا لا نستطيع أن نختلف مع أقوال السيد المسيح لأنها اقوال تدعو إلى المحبة والحب والتسامح والإلتزام بالقوانين الحكومية ومساعدة الفقير وزيارة المرضى والمساجين واحترام حرية ومكانة المرأة وكل ما هنالك من أقوال لا يستطيع الإنسان إلا أن يفتخر بها كي لا نقول يعشقها.

وقد أكون يا صديقي مثلك حيث وبالرغم من أنني تلقيت في صغري دروس التعليم المسيحي التي لا زلت أذكرها جيدًا فإنني لست لاهوتيًا ولذا لا أستطيع أن أناقش افتخاري بالسيد المسيح على أسس لاهوتية، علمًا أني أعرف مبادىء الكنيسة الكاثوليكية جيدًا وقانون الإيمان والصلاة الربانية وكل الصلوات الرئيسية الأخرى.

ولأنني لست لاهوتيًا لأناقش الآيات المقدسة فقد وجدت من الأفضل أن أترك ذلك لكنيستي الكاثوليكية صاحبة التاريخ العريق في المجال اللاهوتي من إغناطيوس انطاكية إلى القديس يوحنا الدمشقي والقديس فرنسيس الاسيزي، ثم أخيرًا وليس آخرًا القديس أغسطين الذي ولد في الجزائر وتحوّل من زعيم عصابة إلى أعظم مفكر في تاريخ المسيحية حيث أثرت كتاباته في تطور الكنيسة الغربية والفلسفة الغربية وبطريقة غير مباشرة أثرت في تطور المسيحية الغربية بجميع فئاتها.

ثانيًا، يا صديقي أنا متأكد أنك في صغرك تأترت بمشاهد صلب السيد المسيح وتضحياته اللامتناهية ومسامحته لمن قتلوه بقوله "يا أبت اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون!" قبل هذه المقولة من السيد المسيح لم يكن هناك في تاريخ البشرية من يغفر لقتلته وهو على الصليب، وذلك لأنه سفك دمه من اجل خطايا جميع البشر من صالحين وطالحين ومن فجر التاريخ وحتى أيامنا هذه!

ولا اريد الإطالة لكنني على يقين أن اكثر شيء أثر فيك هي موعظة المسيح على الجبل. ومن أقواله:

"طوبى للحزانى. لانهم يتعزون. طوبى للودعاء. لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر. لانهم يشبعون. طوبى للرحماء. لانهم يُرحمون. طوبى للانقياء القلب، لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام، لانهم ابناء الله يدعون.

قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل. ومن قتل يكون مستوجب الحكم. واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم. ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع. ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك.

وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. واما انا فاقول لكم ان من طلّق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني. ليكن كلامكم نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير.

سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا. ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سألك فاعطه. ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده.

ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين. فانهم يحبون ان يصلّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم. واما انت فمتى صلّيت فادخل الى مخدعك واغلق بابك وصلّ الى ابيك الذي في الخفاء. فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم. فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم. لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسألوه.

فصلّوا انتم هكذا. ابانا الذي في السموات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. خبزنا كفافنا اعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا. ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد. آمين.

لا تدينوا لكي لا تدانوا. لانكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.

اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسأل يأخذ. ومن يطلب يجد. ومن يقرع يفتح له".

ثالثًا وأخيرًا، هذا غيض من فيض من أقوال المسيح، أنت يا صديقي ترعرعت ونشأت عليها، وأنا أيضًا وكل الأحبة والاصدقاء وكل من يفتخرون بالسيد المسيح، فالشعور واحد والإنتماء واحد والمحبة لجميع الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم واحدة.

مع اطيب تحياتي واحد مبارك للجميع.