موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٢ مارس / آذار ٢٠٢٠
للأحد الثاني.. الكنائس فارغة لكنّ الصلاة تقام، والمطران شوملي يشكر جميع الجهود
المطران شوملي: نشكر المسؤولين الذين يقدمون الغالي والرخيص من أجل المواطن
مقاعد كنيسة العذراء الناصرية في عمّان خالية من المصلين خلال قداس الأحد الثالث من الصوم، 22 آذار 2020

مقاعد كنيسة العذراء الناصرية في عمّان خالية من المصلين خلال قداس الأحد الثالث من الصوم، 22 آذار 2020

أبونا :

 

حيّا النائب البطريركي للاتين في الأردن، المطران وليم الشوملي، المسيحيين الذين تابعوا قداس الأحد من منازلهم، صونًا لسلامتهم، موجهًا كذلك تحيّة إعجاب وتقدير لقائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظّم، ولرئاسة الوزراء التي تعمل في هذه الأوقات كخلية متناسقة متحدّة، ولجميع الأجهزة الطبية في وزارة الصحة والقطاع الخاص، وللجيش العربي والأجهزة الأمنية.

 

جاء ذلك خلال ترؤسه، الأحد، القداس في كنيسة العذراء الناصرية، في الصويفية، غرب العاصمة عمّان، وقد تم بثّه عبر أثير الإذاعة الأردنيّة وموقع أبونا الإلكترونيّ التابع للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، لكي يتسنى لجميع المسيحيين المشاركة في احتفال يوم الأحد الديني من منازلهم بعد إعلان الحكومة حظر التجوال والتجمّعات بمختلف أنواعها درءًا لتفشي وباء كورونا (COVID-19). وشارك بالقداس الأب طوني إميل كاهن رعية اللاتين في الصويفية، والأب رفعت بدر كاهن رعية ناعور والمدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام.

 

ودعا النائب البطريركي في عظة الأحد إلى إعادة اكتشاف "الصلاة البيتية"، وقال: في هذه الأيام وبينما نحن متواجدون في البيت لدينا متسع من الوقت لنعزز علاقاتنا الأسرية ونكتشف قيمتها. لدينا أيضًا متسع من الوقت لنرفع صلاة أسرية يومية تُبعد عنا بقدرة الله هذه الآفة القتالة وآفات اجتماعية أشد خطرًا منها كالنميمة والكبرياء والحسد والضغينة والانانية والغرور والكذب وغيرها. وقال: بينما العالم يواجه خطرًا من نوع آخر وقد بلغ الموتى أكثر من 12 ألفًا والمصابون زادوا عن الـ300000 ألفًا، لنصلّ في بيوتنا حتى يبعد الله عنّا شر الآفات والأوبئة.

 

وحثّ المطران شوملي المسيحيين على ملازمة البيوت وإتبّاع تعليمات الجهات الأمنية وأخذ الاحتياطات اللازمة طبيًا، فهي لسلامتنا. وقال: "لنصلّ بحرارة عن نيات العالم كلها. لنصلّ كي يجد العالم الدواء الناجع. ولنصلّ لأجل المصابين والمخطرين، ومن أجل الطواقم الطبية والأجهزة الأمنية، ولكل من يعمل لصالحنا بينما نحن نقيم في بيوتنا آمنين". وقال المطران إنّ قداسة البابا قد خصص يوم الأربعاء المقبل، الموافق لعيد بشارة السيدة العذراء، إلى الصلاة الجماعية لمختلف الكنائس المسيحية في العالم، بحيث سيتلو الجميع صلاة "أبانا الذي في السماوات" بصوتٍ واحدٍ، أثناء إعلان الساعة منتصف ظهر ذلك اليوم.

 

وفي نهاية القداس رفع راعي الكنيسة الأب طوني هريمات صلاة مزمور 91 الذي يقول: "الساكن في كنف العلي يبيت في ظل القدير. يقول للرب: "أنت معتصمي وحصني إلهي الذي عليه أتوكل". هو الذي ينقذك من فخ الصياد ومن الوباء الفتّاك".

 

بدوره قال الأب د. رفعت بدر، مع نهاية القداس الذي يجري للأسبوع الثاني بدون مصلين: إننا بلا شكّ نتألم لهذا الوضع، بمعنى إغلاق الكنائس يوم الأحد، كما كانت المساجد غير محتفله بالصلوات يوم الجمعة الماضية، ولكن رغم ذلك نرفع الشكر لله القدير على وجود وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام بشكل عام التي حقّقت إيصال الاحتفالات الدينية، سواء يوم الجمعة أو الأحد، إلى المؤمنين والعائلات في البيوت.

 

وشدّد على الجهود الأمنيّة وقيادات وأفراد الجيش العربي الذين لا يتوانون من تقديم النصيحة المفيدة والبانية لهذا الوطن. وقال: نريد أن نؤّمن مستقبلا مزهرًا للأجيال المقبلة؛ للأطفال والشباب والأزواج والمسنين، ونريد أن نحفظ هذا الوطن غاليًا وعزيزًا ومتقدّمًا كما هو دائمًا بقيادته جلالة الملك عبدالله الثاني، وقيادته الهاشمية التي أصبحت دائمًا مضربًا المثل بالحكمة والحنكة والدرايّة وحُسن إدارة دفّة السفينة وتوجيهها الى برّ الأمان والسلام والاستقرار والازدهار.

 

كما حيّا الأب بدر جميع الأشخاص الذين يعملون في المجال الصحي، سواء في وزارة الصحّة أو في القطاعات الخاصة، الذين يحملون في هذه الأيام مسؤولية جسيمة في الحفاظ على حياة الإنسان وكرامته، وهما هبة من الله نحافظ عليها لأننا سنحاسب عليها يومًا بإذنه تعالى. وخلص مدير المركز الكاثوليكي في تصريحاته إلى القول: يضرب الأردن اليوم من جديد الصورة الفسيفسائية الرائعة التي تعودنا عليها على مدار تاريخنا الحافل. إننا نريد أن نبني على ما سبق، وعلى ما تمّ إنجازه لغاية الآن، ولكن نريد أن يكون المواطن، كما هو طبعًا، مدركًا لخطورة المرحلة، وأهميّة الوقت الراهن، لكي نحظى بمستقبلٍ آمن ومزهر ومشرق بإذن الله.