موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣ يونيو / حزيران ٢٠١٥
لقاء موحد للقادة الروحيين في لبنان بحضور الكاردينال مامبرتي

بكركي - أبونا :

عقد في الصرح البطريركي الماروني في بكركي، اليوم الأربعاء، لقاء للقادة الروحيين في لبنان، مع الكاردينال دومينيك مامبرتي، رئيس محكمة التوقيع الرسولية العليا في الفاتيكان، الذي يزور البلاد موفداً من البابا فرنسيس للإطلاع على الأوضاع السياسية في لبنان.

وألقى الكاردينال بشارة الراعي، بطريرك أنطاكية للموارنة، كلمة ترحيبية عبّر فيها عن تقدير اللبنانيين العميق لمواقف البابا فرنسيس الذي يوجه دائماً نداءات من أجل إنهاء الحرب في سوريا والعراق واليمن والأراضي المقدسة"، لافتاً أنه "يحمل همّ الأوضاع التي يعيشها اللبنانيون"، فالكنيسة الكاثوليكية "تعوّل على لبنان ودوره المتميز بين الدول العربية في العيش معاً مسلمين ومسيحيين، في دولة فصلت الدين عن الدولة وهي نموذجية لعيشنا في هذا الشرق".

من جانبه قال الكارينال مامبرتي "إن البابا فرنسيس عبّر مراراً في الآونة الأخيرة عن قلقه من الوضع في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن "هذا القلق يتقاسمه الكثيرون، لأن معاناة الشعوب تثير عطف الناس أجمعين. فهذا التهديد لا يطال شعوب هذه المنطقة فقط، وإنما الأمر أبعد من ذلك بكثير، لهذا فإنه من الضروري أن يتوقف العنف وأن تعلو المصالحة فوق كل شيء".

وأضاف "إن الجماعات المسيحية تتحمل مسؤولية خاصة، وكذلك دعوة خاصة كما قال البابا، دعوة للشهادة في بلدان المنطقة، وإحداث تأثير في الجماعات التي يعيشون معها، وعليهم أن يبثوا المصالحة ويكونوا فاعلي سلام". وتابع "إن المسيحيين ليسوا وحدهم بالتأكيد ضحايا للعنف والإضطهاد الذي يدفعهم إلى ترك ارضهم، وإنما شعوب العالم تعاني أيضاً من العنف ومن الإعدامات، ولكن بما ان المسيحيين هم أقلية في هذه البلدان فهم يشعرون بوزر ثقيل".

ولفت المسؤول الفاتيكاني "في هذه المنطقة حيث الكثير من الصعوبات والحروب، فإن لبنان يظهر كجزيرة تواجد وعيش مشترك وإيمان بالمستقبل. فالصيغة اللبنانية سارية دائماً، وهي اليوم كما في الأمس طريقة للعيش معاً، وهي مثمرة، لأنه يمكنها أن تحمل السلام والإزدهار. ويجب علينا، كما يجب عليكم، وبأي ثمن، أن نقوم بكل ما أوتينا من قدرة لتتمكن هذه الصيغة من الإستمرار"، و"هي ما اختصرها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بقوله أن لبنان هو أكثر من بلد إنه رسالة".

وفي ختام كلمته قال الكاردينال مامبرتي "أن الكرسي الرسولي قريب من اللبنانيين"، لافتاً أن البابا "ينتظر منهم التضامن والوحدة التي تتيح لهم الإستمرار لكي يكونوا نموذجاً لبلاد المنطقة، لاسيما افي المجال المؤسساتي". وقال "حان الوقت لكي تعود المؤسسات إلى عملها الطبيعي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك بواسطة الحوار والبحث عن حلول مشتركة".