موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
"لا تخافوا!": تعزية القديس يوحنا بولس الثاني تصلح لنا اليوم أيضًا

فاتيكان نيوز :

 

فقد العالم المتضرر من تأثير الوباء الكثير من ضماناته. ويتمثل الإغراء في هذه المواقف في إيجاد طرق للخروج بدون ترتيب معين، ولهذا السبب -منذ بداية فيروس الكورونا- دعا البابا فرنسيس المجتمع الدولي إلى عدم التفكك مؤكِّدًا ومصرًّا على المفهوم القائل "لا يمكننا أن نخلُص بمفردنا وإنما معًا"، وهي دعوة تعود في العديد من كلماته، وفي خطاباته الرفيعة المستوى.

 

كذلك وفي منعطف تاريخي آخر، كان لصوت بابا آخر مصير مماثل. ففي 22 تشرين الأول عام 1978، وأمام آلاف الوجوه التي كانت تحدق إليه على شرفة بازيليك القديس بطرس، بدأ يوحنا بولس الثاني حبريّته بهذه الكلمات: "لا تخافوا! إفتحوا لا بل شرِّعوا الأبواب للمسيح!" دعوة -في زمن الجدران والأنظمة المتعارضة القصوى– لتسليم أنفسنا لقوّة مخلِّصة أكبر. واليوم، إذ أصبح الجدار الذي ينبغي هدمه مجرّد فيروس صغير، يتردّد مجدّدًا صدى دعوة كارول.

 

وقال طالب دعوى تقديس القديس يوحنا بولس الثاني، المطران سلافومير أودر، في مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز: تعود إلى ذهني العبارة التي وجدتها في كتاباته في بداية حبريته، عندما يستعيد قصّة حياته ويكتب: "Debitor Factus sum"، "لقد أصبحت مَدينًا"، وهذا أيضًا مفتاح بالنسبة لي لقراءة ما هي ظاهرة يوحنا بولس الثاني: لقد دفع دين الحب بحياته، خاصة تجاه المسيح، ولهذا السبب فإن الكلمات "إفتحوا لا بل شرِّعوا الأبواب للمسيح!" هي برنامج حياة، وبالتالي فهي تصلح لنا اليوم أيضًا. لأنه تمامًا كما كانت حياة يوحنا بولس الثاني دينًا مدفوعًا لمحبة الله، كذلك اليوم، بقبولنا لهذه الدعوة يمكننا بطريقة ما أن نقوم بدورنا في تسديد الدين تجاه هذا البابا، وتجاه التاريخ في نحن نعيش في. فإذا كنا اليوم أيضًا، حتى في سياق العالم الذي يضربه بالوباء، نلجأ إلى المسيح، فيمكننا أيضًا أن نفتح قلوبنا وعقولنا وضمائرنا - ونفتح النظم السياسية والاقتصادية والحكومية والثقافية والمجالات الشاسعة التي يعمل فيها الإنسان – على الرسالة المسيحية.

 

تابع المطران سلافومير أودر مجيبًا على سؤال حول الشهادة التي تركها لنا البابا يوحنا بولس الثاني في أسلوبه لعيش المرض وقال أعتقد أنه هناك صورة لا تزال قوية للجميع، تلك التي تركها لنا في نهاية حياته، يوم الجمعة العظيمة، تلك اللقطة التليفزيونية لمشاركته في آخر رتبة لدرب الصليب في الكولوسيوم: إذ لم يموجودًا جسديًا هناك وسط العديد من الحجاج وإنما في كابلة غرفته يمسك الصليب. كان الصليب بالنسبة له مفتاحًا لقراءة الألم البشري ومفتاحًا يفتح أبواب الرجاء.

 

وختم المطران سلافومير أودر حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول دور القديس يوحنا بولس الثاني كرائد في التاريخ وقال لا شك أننا قد شهدنا بالفعل تغيرات تاريخية لها جذور بعيدة. كان أحد العناصر انتخاب يوحنا بولس الثاني، الرجل الذي جاء من بلد بعيد، من بولندا، من وراء الستار الحديدي: وفجأة معه كان علينا أيضًا أن نتنبّه لوجود أوروبا الشرقية. ومع ذلك، على الرغم من كونه رائدًا بكلمته وتشجيع الآخرين، لكنّه كان متواضعا للغاية. فعندما أشير إليه أنه هو من أسقط الشيوعية، كان ينفي ذلك بوضوح. وكان يقول إنها العناية الإلهية التي استعانت به أيضًا. كان يوحنا بولس الثاني رجلاً رافق جميع هذه العمليات بصلواته أولاً، ومن ثمَّ بكلمته، وتعليمه، وشهادة شجاعته تصرفاته النبوية. لقد علّمنا يوحنا بولس الثاني ألا نستسلم للضحالة، وإنما أن نعيش ملء حياتنا بطريقة تجعل من حياتنا تحفة حقيقية.