موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ١٢ ابريل / نيسان ٢٠١٣
لأسباب سياسية واقتصادية.. هجرة نصف مسيحيي فلسطين

عوض الرجوب - الجزيرة :

تشير معطيات فلسطينية إلى تزايد هجرة المسيحيين من الأراضي المحتلة إلى الخارج بشكل لافت خلال العقد الأخير والعقود التي سبقته، مما يهدد الوجود المسيحي في الأراضي المحتلة.

ووفق قيادات مسيحية ومسؤولين فلسطينيين فإن لهجرة المسيحيين عدة أسباب، تأتي في مقدمتها العوامل السياسية، تليها العوامل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

ويتركز المسيحيون الفلسطينيون في مدينتي القدس ورام الله وبيت لحم في الضفة الغربية، إضافة إلى تجمعات أخرى في الأراضي المحتلة عام 1948، وتعتبر أوروبا والولايات المتحدة الوجهة الرئيسية للمهاجرين والباحثين عن عمل.

تراجع مستمر

وحمل الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لرعاية المقدسات الدكتور حنا عيسى الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن هجرة المسيحيين للأراضي الفلسطينية، موضحا أن الاحتلال يتحكم في المناطق التي توجد بها الأماكن المقدسة ويتحكم في الوصول إليها، محذرا من عواقب هجرة المسيحيين على هويتهم ولغتهم وبالتالي مستقبلهم.

ويؤكد عيسى في معطيات تضمنها بيان صحفي له أن عدد المسيحيين في الأراضي المحتلة عام 1967 تناقص منذ عام 2000 بنسبة 50%، موضحاً أن عددهم كان يقدر عام 2000 بنحو 2% من عدد السكان، إلا أنه تراجع اليوم إلى نحو 1% فقط.

وتاريخياً ذكر المسؤول الفلسطيني أن أعداد المسيحيين بدأت تتراجع بشكل ملحوظ منذ النكبة عام 1948 حيث كانت نسبتهم آنذاك 8% من مجموع السكان.

ويقدر عيسى عدد المسيحيين الفلسطينيين اليوم بنحو 46 ألفاً في الأراضي المحتلة عام 1967، ونحو 110 آلاف في الأراضي المحتلة عام 1948، مشيراً إلى أن عدد المسيحيين في القدس تراجع من 27 ألف نسمة عام 1947 إلى نحو خمسة آلاف مسيحي اليوم.

ويلخص عيسى مجموعة أسباب للهجرة بينها أسباب سياسية وأخرى للبحث عن عمل أو الدراسة أو الالتحاق بالأسرة، إضافة إلى عوامل طاردة مثل قلة فرص العمل والأوضاع السكنية الصعبة.

وفي حديثه للجزيرة نت يطالب عيسى بالعمل على تثبيت المسيحيين من خلال اهتمام الجهات الرسمية في السلطة الوطنية الفلسطينية وبلورة برنامج بين الكنائس وهذه الجهات وخاصة الحكومة لدعم بقائهم، إضافة إلى إيجاد تنسيق بين القطاعين الخاص والعام لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المسيحيين للعمل.

ويقترح أيضاً توسيع نطاق قبول الطلبة المسيحيين في الجامعات بعد تخرجهم من المدارس، ومساعدة الجامعات الفلسطينية في إعفاء الطلبة المسيحيين من الرسوم، وأخيرا وضع خطة لبناء مساكن لهؤلاء المسيحيين ودعمهم في موضوع الزواج والإنجاب بدل أن تظل الكنائس الغربية هي التي تقود الكنائس الفلسطينية.

أسباب وعلاج

من جهته يقول رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الأب منويل مسلم إن عوامل هجرة المسيحيين في قطاع غزة تتعلق أساساً بعدم امتلاكهم مقومات البقاء بعد أن أُخرجوا من أراضيهم المحتلة عام 1948، فيضطر كثيرون للخروج بحثا عن الحياة الكريمة أو التعليم أو الاستقرار وأحيانا الزواج.

أما في مدينة القدس فقال إن بعض المسيحيين تم إغراؤهم بمبالغ كبيرة مقابل بيع ممتلكاتهم والسفر للعيش برفاهية في أوروبا وغيرها بعيداً عن الملاحقة والتضييق والثقل الاقتصادي.

وأوضح أن الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا تأتي في مقدمة مستقبلي مانحي الجنسيات للمهاجرين المسيحيين من فلسطين، حيث تساعد بطريقة أو بأخرى في هجرة المسيحيين، بموازاة جهد صهيوني لتفريغ فلسطين من الفلسطينيين.

أما عن كيفية التصدي لحالات الهجرة، فأوضح منويل مسلم أن التحرك الأول هو التوجه لمسيحيي العالم والفاتيكان والطلب منهم مساعدة كل الفلسطينيين على البقاء، والثاني محاولات محلية لتثبيت المسيحيين في أرضهم وحثهم على عدم الهجرة وتحمل الظروف رغم قساوتها.