موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الثلاثاء، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠١٧
كيف سيكون تأثير سياسة الولايات المتحدة على مسيحيي الشرق؟

خدمة الأنباء الكاثوليكية ، ترجمة: عنكاوا كوم :

مجموعة كبيرة من القضايا الداخلية والخارجية أثيرت في فترة الانتقال الرئاسي. إحدى هذه القضايا التي لم تحظى بالاهتمام الكبير كانت قضية المسيحيين المحاصرين في الشرق الأوسط. ونظرًا للاهتمام والتغطية الإعلامية التي حظيت بها تلك المسائل الأخرى، يبقى السؤال المطروح: ما الذي ستفعله الولايات المتحدة للأقلية المسيحية في الشرق الأوسط في فترة رئاسة دونالد ترامب.

يقول في هذا الصدد كريس سميث، ممثل ولاية نيو جيرسي، بأنه يعيد تقديم مشروع قرار كان قد قدمه مسبقًا في أيلول الماضي والذي يضمن وصول المساعدات الأمريكية بشكل خاص للمهجرين والنازحين المسيحيين في المنطقة. وأضاف أنه أعطى نسخة من مشروع القانون لنائب الرئيس المنتخب مايك بينس في الربع من كانون الثاني الحالي، وأخبره إن كل ما يتضمنه مشروع القانون يمكنه أن ينفذه إداريًا.

ومن المفترض أن يتوجه ستيف كوليشي، وهو مدير مكتب العدل الدولي والسلام في مجمع الولايات المتحدة للاساقفة الكاثوليك في واشنطن، في منتصف الشهر الجاري في رحلة تقصي الحقائق في المنطقة، والمقرر أن تكون محطته الأولى في أربيل – العراق، وهي منطقة يسيطر عليها الأكراد وتقع في الجزء الشمالي من البلاد حيث لجأ اليها الكثير من مسيحيي العراق.

اثنان من رفاق السفر سيكونان معه: المطران أوسكار كانتو من لاس كروسيس في نيو مكسيكو، وهو رئيس لجنة العدل الدولي والسلام في مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، وبيل اوكيف، نائب مسؤول العلاقات الحكومية في مركز خدمات الإغاثة الكاثوليكية CRC.

ويضيف كوليشي "أتصور أننا سنقابل عدد لا بأس به من المسيحيين العراقيين المهجرين داخليًا، كما وسنلتقي بعدد من اللاجئين السوريين الذين هربوا إلى إقليم كردستان بسبب العنف القائم في بلدهم. وأخبر وكالة الخدمة الكاثوليكية للأنباء أنه وضمن خط سير رحلتهم سيزورون مشاريع CRC التي تساعد كل الجماعات ومن ضمنهم الايزيديين والشيعة المسلمين الذين تأثروا بالصراع الرهيب.

ويتابع حديثه: إن موقف أساقفة الولايات المتحدة تجاه المسائل السياسية يعتمد بشكل كبير على خبرة وتجارب أساقفة المناطق أو البلدان المتأثرة. نحن نبحث عن حالات حدثت في مكان يوجد فيه تعاليم كنسية مسترشدة من قبل الكنيسة المحلية. نحن نتشاور مع الكرسي الرسولي لنضمن أن يكون موقفنا متناسق مع الكرسي الرسولي. ونبحث عن الحالات في المناطق التي بإمكان الولايات المتحدة أن تصنع فيها الفارق. الولايات المتحدة متورطة في المنطقة وبشكل كبير وعليها أن تتولى قيادة عملية مساعدة أولئك الذين يعانون.

من جانبه، يقول ميكايل لاكفيتا، مدير الاتصالات في جمعية الرعاية الكاثوليكية في الشرق الأدنى، وهي وكالة فاتيكانية، أنه هناك الكثير من الارتباك خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالتوافق على الحلول. فهناك الكثير من الناس من الذين يطالبون قومهم بالعودة إلى موطنهم الأصلي الذي تم تحريره مؤخرًا. إنما المشكلة تكمن في كون 80% من تلك المناطق مدمرة، وهناك الكثير من الانقاض. ومن أجل عودة الناس إلى مدنهم وقراهم، يجب توفير المسكن الملائم لهم. ويجب إعمار البنى التحتية، وتوفير الأمن لهم وتقديم الضمانات بعدم تهجيرهم مرة أخرى كما حدث معهم قبل سنوات قليلة.

ويضيف: لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل، هل ينبغي أن يكون لدينا ملاذات آمنة؟ فالمسيحيون يقولون: كلا. كيف يمكننا أن نكون شهود مسيحيين للإنجيل إذا كنا نعيش في أرض لا يعيش فيها سوى المسيحيين؟ آخرون يدعون إلى الهجرة السريعة للمسيحيين للخروج من الشرق الأوسط. واشنطن ستتحدث وتتحدث بقدر ما تفعل، لكن أستطيع أن أقول: العمل أحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة في ذلك الجزء من العالم سيكون لديه تبعات على المجتمعات الضعيفة.

أما فيليب ناصيف، المدير التنفيذي لجماعة الدفاع عن المسيحيين، فيقول: كان إعلان وزارة الدولة عن أن ما قامت به الدولة الإسلامية منذ عام 2014 بأنه إبادة جماعية، قد سمح للمجتمع الدولي فهم خطورة الوضع الكبيرة. المجتمعات تتعرض للإبادة من على وجه الارض. ويضيف: إن مصير المسيحيين سيتحسن في بعض المناطق، ولكن قد لا يتحسن في مناطق أخرى، مستشهدًا بالتعصب الديني ضد المسيحيين الأقباط في مصر.

ولدى جماعة الدفاع عن المسيحيين فكرة إنشاء منطقة حكم ذاتي للمسيحيين في منطقة سهل نينوى كواحدة من أولوياتها القانونية. فكرة أخرى للجماعة تتمثل بالحصول على اعتراف الكونغرس بالإبادة الجماعية وتقديم مساعدات مالية للتخفيف من آثارها. أما الأمر الثالث فيتمثل بدعم الأمن والاستقرار في لبنان البلد الذي قال بأنه الأكثر اكتظاظًا بالسكان المسيحيين والذي يمكن أن يمثل أنموذجًا للتعاون السياسي بين المسيحيين والمسلمين في أي مكان آخر في المنطقة.

ويتابع: لكي أكون صادقًا، وجدت سياسيين من كلا الحزبين ومن الكونغرس ممن يبدون اهتمامًا كبيرًا بالأزمة التي تمر بها المنطقة. وأعلم أنه يوجد هناك زيادة دراماتيكية بالمساعدة الأمريكية. مع ذلك، اشتكى سميث لدى CNS حول مساعدات الولايات المتحدة المالية والتي ترسل إلى مخيمات اللجوء التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة كونها -المخيمات- تحوي عددًا قليلاً من المسيحيين.

ويعيد ستيف كوليشي ليقول: "ما أخشاه هو أن تتصادم الالتزامات السياسية بالتحديات المالية. من أولى اهتماماتنا هو إعادة تماسك النسيج المجتمعي وسيكون شيئًا رائعًا أن نرى هذا الأمر يتحقق. إذا سألت معظم المواطنين الأمريكيين ستجد أنهم داعمين وبشكل جدي للمساعدات الاتحادية ويتعقدون أنها تبلغ حوالي 20% من الموازنة الاتحادية. وعندما تسألهم كم يجب أن تكون، يقولون أنها يجب ألا تتجاوز الـ10%. وعندما تخبرهم أنها تبلغ أقل من 1% من الموازنة يشعرون بالصدمة.

وشعر لاكيفيتا بالامتنان من الملايين التسع التي أتت من مجموعة خاصة في عام 2014 والمخصصة لمساعدة مسيحيي الشرق الأوسط. وقد استلمت CNEWA ما يقارب 25% من المبلغ في حين ذهبت الـ75% الباقية إلى CRC. ولكن في ظل غياب الاستقرار تبقى المساعدات المالية لا تمثل علاجًا للجميع. بغض النظر عما إذا كان المسيحيون في العراق أو في سوريا أو في الأراضي الفلسطينية، فإذا كانت آفاق الاستقرار الاقتصادي والسياسي متجهمة، إذا كذلك هو الحال بالنسبة لمستقبلهم.