موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ١٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
كيفية التعامل مع اليافعين (مرحلة الطموح)

د. هبة حدادين :

في بداية مقالتي أود أن أطرح عليكم سؤال: هل تملكون أشياء ترغبون في تغييرها؟

معظمنا يرغب بالتأكيد! فبطبيعتنا نسعى للتغيير حسب المتاح ما بين أيدينا.

بالمثل غالبًا ما يرغب الأهل بتغيير كل من حولهم ليصبحوا كما يريدون، واليافعون هم أهم ما يريدون تغييره. في رحلة اليافعة، يجب أن نوجه أطفالنا ونمنحهم خيارات. لذا دعونا نبدأ بتغيير أنفسنا من الداخل لننطلق للدائرة الحميمة التي تحتوي أطفالنا وأزواجنا، ثم إلى الدائرة الخارجية التي تتضمن العالم من حولنا.

مع بداية العام الدارسي، علينا أن نضع نصب أعيننا فكرة أن يافعينا قد كبروا ونضجوا وانتقلوا من مرحلة الطفولة الى مرحلة اليافعية. قد يصبح بعضهم متمردين وعنيدين ومندفاعين في آرائهم، لذا في هذه المرحلة علينا استخدام ذكائنا الجندري في التعامل مع هذه المرحلة الانتقالية، لأنهم نضجوا جسديًا وعقليًا وروحيًا. فالتعامل معهم الآن يحتاج إلى مهارة.

■ مفهوم اليافعية (مرحلة الطموح)

يعرف مفهوم اليافعية اصطلاحًا في علم النفس بأنه الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ولكنها ليست مرحلة النضج، ففيها يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنهم لا يصلون إلى مرحلة اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى عشر سنوات. تستمر مرحلة اليافعة في الوقت الحالي في الفترة من عشرة أعوام حتى 24 عامًا، بحسب فريق علماء، على الرغم من اعتقاد كثيرين بانتهائها في عمر 19 عامًا.

■ هنالك ثلاث تحولات بيولوجية تظهر على اليافعيين:

1- النمو الجسدي: يحدث في هذه الفترة قفزة سريعة في النمو والطول والوزن، تختلف بين الإناث والذكور، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى، وعند الذكور يزيد عرض الكتفين بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تصبح الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.

2- النضوج الجنسي: يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بالتبويض وظهور العادة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية)، تظهر العادة الشهرية عند الإناث عندما تكون الفتاة بعمر 12 أو 13 سنة حوالي وعند بعض الفتيات تحدث العادة الشهرية الأولى بعمر 8 أو 9 سنوات. أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقًا، مع زيادة في حجم العضو التناسلي ويحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في عمر 15 سنة تقريبًا.

3- التغير النفسي: التغييرات الهرمونية والتغيرات الجسدية في هذه المرحلة لها تأثير قوي على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور العادة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحيانًا، قد يحدث ذات الأمر عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول، فيمرون بمزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة. ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون عندهم علم بالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوفرة.

هناك فرق بين اليافعية والبلوغ، البلوغ أحد جوانب اليافعية، ويعني القدرة الجنسية؛ أي اكتمال نمو الغدد الجنسية وقدرتها على أداء وظيفتها، أما اليافعية فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي، كما ذكرنا لا يعني الوصول إلى النضج العقلي، إنما على اليافعين تعلم الكثير والكثير ليصبحوا راشدين ناضجين.

■ إليكم بعض النقاط في كيفية التعامل مع اليافعين:

- إبداء الاهتمام والانجذاب إلى حديثهم.
- إعدادهم وتهيئتهم لمرحلة البلوغ، بأنها من أجمل مراحل حياتهم، وأنها مرحلة مميزة من عمرهم.
- ترك مسافة لضمان حرية الاختيار، وإعطائهم فرص وخيارات عدة.
- خلق بيئة مدرسية آمنة من خلال تشجيعهم على تكوين صدقات جديدة والتعرف على أصدقاء عن قرب.
- تشجيعهم على ممارسة الرياضة التي يفضلونها.
- تجاهل سلوكياتهم وتصرفاتهم التي لا تعجبكم.
- تفعيل لغة الحوار واختيار الوقت المناسب للحديث معهم.
- مخاطبة قلوبهم وعواطفهم قبل عقولهم
- محاولة العيش داخل عالمهم لكي نفهمهم ونستوعب تحدياتهم ومعاناتهم ورغباتهم في الحياة.

إن الاستثمار بيافعينا بطريقة فاعلة ومثمرة، وتوجيههم دراسيًا، ومنحهم الدعم العاطفي والحرية ضمن حدود الدين والعادات والتقاليد، ومنحهم الثقة، سيعمل على تنمية تفكيرهم الإبداعي وتثقيفهم. كما أن حثهم على ممارسة الهويات والرياضة سيسهم في تفريغ طاقاتهم السلبية، ناهيك عن دعمهم لتحمل المسوولية ومواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص.

(من مجلة نكهات عائلية)