موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٦ مارس / آذار ٢٠٢٠
كنيسة أم الأحزان في بغداد، بعد صيانتها لؤلؤة شاهدة لتاريخ مسيحيي العراق
كنيسة أم الأحزان في العاصمة العراقية بغداد

كنيسة أم الأحزان في العاصمة العراقية بغداد

إعلام البطريركية الكلدانية :

 

شيدت كنيسة (كاتدرائية) السيدة مريم العذراء أم الأحزان، في منطقة الشورجة الشعبية بالعاصمة العراقية بغداد عام 1843، حيث كان يُقيم عدد كبير من العائلات الكلدانية بهذه المنطقة، وتعتبر من الكنائس التاريخية النادرة في بغداد.

 

لقد كانت بغداد عاصمة الخلفاء العباسيين ولهذا السبب نقل البطريرك طيمثاوس الاول (780-823) إليها الكرسي البطريركي سنة 799. وكان للمسيحيين حضور ودور مهم فيها: في بيت الحكمة وتطبيب الخلفاء والادارة، فمثلا أبو نوح الانباري كان واليًا للأنبار. إنما نفوذهم ووجودهم قد تقلص بعد غزو المغول لبغداد بقيادة هولاكو  سنة 1258 ونهبها، لينتقل الكرسي البطريركي إلى مراغا في إيران، ثم إلى أربيل، وكرمليس والقوش والموصل، وعاد إلى بغداد سنة 1961.

 

كنيسة أم الاحزان، كنيسة جميلة بفنها المعماري العراقي، ومذبحها المشرقي، ومنبرها الخشبي (للقراءات والوعظ) وأعمدتها المرمرية وسعتها.. وهي ثالث أكبر كنيسة في العراق، بعد كنيسة الطاهرة في قره قوش وكنيسة القلب الأقدس في تلكيف، لكنها الأقدم. أصاب الأذى هذه الكنيسة بسبب المياه الجوفية وتحوّل بعض الكنائس الملاصقة لها إلى محلات استثمارية.

 

قامت البطريركية الكلدانية بصيانتها مرتين. المرة الأولى تجاوزت المصاريف 200 مليون دينار عراقي، وهذه المرة نحو 120 مليون. هذه الكنيسة الكلدانية القديمة هي وحدها التي تبقت، لأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قام بهدم كل الكنائس القديمة في الموصل وبعضها كان يعود إلى القرن الخامس والسابع والعاشر. وقريبًا سيتم ترميم كنيسة القديسة ترازيا في السنك، وهي خليط من الفن العراقي والروماني.

 

كان من المفترض الاحتفال بإعادة تدشينها، لكن التظاهرات وتفشي وباء كورونا حالا دون القيام بذلك.