موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٢
كنائس أرثوذكسية في أوكرانيا تحتفل بعيد الميلاد في 25 كانون الأول
وسط تعمق الخلاف مع روسيا...
احتفالات عيد الميلاد توسع الهوة بين الأرثوذكس الأوكرانيين ونظرائهم الروس

احتفالات عيد الميلاد توسع الهوة بين الأرثوذكس الأوكرانيين ونظرائهم الروس

وكالات :

 

رغم أن المسيحيين الأوكرانيين الأرثوذكس اعتادوا على الاحتفال بعيد الميلاد في السابع من كانون الثاني، فقد بدأت معظم الاحتفالات هذا العام في 25 كانون الأوّل بعد أن قطعت الكنيسة الأرثوذكسية الرئيسية في أوكرانيا علاقتها مع موسكو وحولت دفتها نحو الغرب.

 

وبعد أن كانت فكرة الاحتفال بعيد الميلاد في كانون الأوّل مستقرة حتى وقت قريب في أوكرانيا، فإن الحرب الروسية غيرت القلوب والعقول. ونالت الفكرة هذا العام مباركة قادة الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، التي لا تتماشى مع الكنيسة الروسية، وقررت في تشرين الأوّل الماضي السماح لتابعيها بالاحتفال في 25 كانون الأوّل.

 

ويحمل اختيار التاريخ دلالات سياسية ودينية واضحة في أمة تضم كنائس أرثوذكسية متنافسة، كما يمكن أن تحمل المراجعات الطفيفة للطقوس مغزى قويًا في حرب ثقافية تسير بالتوازي مع معركة النيران التي تدور رحاها في أماكن متفرقة في أوكرانيا.

 

فبالنسبة للبعض، فإن اختيار تاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر، يمثل انفصالاً عن روسيا وثقافتها ودينها. وقالت أولينا بالي، البالغة من العمر 33 عامًا، المقيمة في بوبريتسيا: "ما بدأ في 24 شباط من غزو شامل لبلادنا، هو إيقاظ وفهم أننا لم نعد نستطيع أن نكون جزءا من العالم الروسي".

 

وتستمر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي تدعي السيادة على الأرثوذكسية في أوكرانيا، وبعض الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الأخرى في استخدام التقويم اليولياني القديم، حيث ترى أن عيد الميلاد يأتي حاليًا بعد 13 يومًا مما هو عليه في التقويم الغريغوري الذي تستخدمه معظم الكنائس والجماعات العلمانية.

 

وفي كانون الأوّل الماضي، أصدر المجمع الكنسي للكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا مرسومًا ينص على أن مسؤولي الكنائس المحلية يمكنهم اختيار الموعد مع مجتمعاتهم، مشيرًا إلى أن القرار جاء بعد سنوات من النقاش، لكنه نتج أيضًا عن ظروف الحرب.

 

وعندما تم إجراء تصويت الأسبوع الماضي في بوبريتسيا، أبدى 200 شخص من أصل 204 موافقتهم على اعتماد يوم 25 ديسمبر يوما جديدا للاحتفال بعيد الميلاد.

 

وكما هو الحال في جميع مناطق كييف، بدأ صباح يوم الأحد في بوبريتسيا بصوت صفارات الإنذار من جراء القصف الروسي الذي يطال البنية التحتية، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، لكن هذا لم يمنع الناس من التجمع في الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد في 25 ديسمبر لأول مرة. وفي عظته، استخدم الأب روستيسلاف كورتشاك كلمات "الحرب" و"الجنود" و"الشر" أكثر من كلمتي "يسوع" و"المسيح".

 

وكانت أوكرانيا تتبع دينيًا القيادة الروحية الروسية منذ القرن السابع عشر على أقرب تقدير، لكن قسمًا من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية انشق عن موسكو عام 2019 على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعمها انفصاليين في الشرق الأوكراني، مما أدى إلى احتجاج الكنيسة الأرثوذكسية الروسية حينها بشدة.

 

وفي أيار من هذا العام، أي في الشهر الثالث للغزو، أعلن فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المدعوم من روسيا أيضًا قطع العلاقات مع موسكو.

 

أوكرانيون يحتفلون بعيد الميلاد قرب كنيسة

"مرحلة انتقالية"

 

تجدر الإشارة إلى أن الكنيسة نفسها ستقيم قداسًا ميلاديًا في 7 كانون الثاني لأولئك الذين لا زالوا غير جاهزين للتغيير، وفق الكاهن أندري.

 

وقال الكاهن "برأيي، إنها مرحلة انتقالية، هناك أمور لا يمكننا أن نغيّرها بشكل جذري بلحظة واحدة"، متوقّعًا أن يستغرق الأمر سنوات عدة لنقل الاحتفالات بعيد الميلاد بشكل تام إلى 25 كانون الأول. وتابع "في الحقيقة، علينا أن نتذكّر أننا لا نحتفل بالموعد بل بالحدث وهو ولادة المخلص. نحن لا نعلم الموعد بالتحديد لذا ليس هناك ما يدعو لإيلاء الأمر أهمية كبرى".

 

وأقر أوميليان بأن التخلي عن الاحتفال بعيد الميلاد في 7 كانون الثاني لا يعكس إرادة الجميع ولا حتى غالبية الأرثوذكس في أوكرانيا. ولا أرقام رسمية متاحة على هذا الصعيد، لكنه قال إن "أقلية" من الكنائس أقامت قداديس عيد الميلاد الأحد.

 

وقال في تصريح لفرانس برس إن "قسما كبيرا من المجتمع لا زال يريد الاحتفال في 7 كانون الثاني". وتابع "نعم، كثر عبّروا على فيسبوك عن تأييدهم للاحتفال في 25 كانون الأول وبشكل قاطع. لكن الناس غالبًا ما يكتبون ونادرًا ما يحضرون إلى الكنيسة".