موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
كلية تراسنطا في عمّان تحتفل بعيد القديس فرنسيس
عمّان – أبونا ، تصوير: أسامة طوباسي :

ترأس المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، القداس الإلهي في كنيسة كلية تراسنطا التابعة لحراسة الارض المقدسة الفرنسسكانية، في العاصمة عمّان، وذلك بمناسبة عيد القديس فرنسيس الأسيزي، شفيع الكلية والرهبانية.

وشارك في القداس الإلهي مدير الكلية الأب رشيد مستريح، والمستشار في السفارة البابوية المونسنيور روبيرتو كونا، وعدد من الآباء، ولفيف من الرهبان والراهبات، ومعلمي ومعلمات وطلاب الكلية، وعدد من المؤمنين من مختلف الرعايا.

ومسطرًا معاني الفقر الروحية، قال المطران لحّام في عظته: "إن يسوع المسيح عاش الفقر المادي نوعًا ما، لكنه لم يُحرم من أساسيات الحياة من أكل وشرب ومسكن كريم. لكنه عاش فقرًا روحيًا. فهو لم يملك إرادته ولا وقته ولا تعليمه ولا حتى حياته. كان كل شيء بيد الآب. الفقر بالنسبة ليسوع هو أن نعيش بأيدي مفتوحة كي نقبل كل شيء من الله ولكي نعطي ما أخذناه، كل ما أخذناه، للآخرين. ولأن يسوع أفرغ ذاته من كل شيء، ملأه الله من كل شيء. وعلى هذا الأساس نبني ونفهم فقر الإنسان المكرّس. فقر المكرس هو أولاً وآخرًا استعداد جذري وكامل للعطاء. ليس معنى الفقر: أنا لا أملك شيئًا، بل أنا أهب كل ما أملك. وبالتالي السؤال المهم في موضوع الفقر ليس: كم أنفقت؟ بل هل بذلت ذاتك؟. لا يوجد فقر أكثر من أن يكون الإنسان في خدمة الجميع وبشكل كامل. يقال أن الكاهن والراهب "إنسان مأكول".

وأضاف: "بُعدٌ آخر من الفقر المسيحي هو احترام الآخر. ماذا يعني ذلك وما علاقته بالفقر؟ كان يسوع يستقبل ويحترم كل أنواع البشر (الطفل والمريض والأبرص والأعمى والزانية والوثني وجابي الضرائب) وكان يسوع يعرف كيف يجعل الآخر يشعر أنه مهم وغني. يحملنا نذر الفقر على أن ننظر إلى كل إنسان، وبالخصوص إلى الفقير والمعاق والبائس، ككنز. مار منصور، أبو الفقراء، كان يقول: الفقراء هم أسيادنا. ويقول مار بولس: اقد افتقر يسوع من أجلكم لتغتنوا فقره.

تابع النائب البطريركي: "الفقر فعل شكر. كان يسوع يقف دائمًا موقف شكر أمام أبيه السماوي. شكر عند تكثير الخبز وعند إقامة لعازر ومع تلميذي عماوس. فقر الإنسان المكرس، الكاهن والراهب والراهبة، هو فعل شكر لأن كل شيء يملكه هو هبة من الله، ويقبل كل شيء من الله: الصحة والمرض، النجاح والفشل. يقول مار بولس: ’أشكروا الله على كل حال‘. وبالشكر يصبح المر حلوًا والمرارة تصبح شكرًا".

وخلص المطران لحّام عظته بتقديم التهاني للأب رشيد مستريح وللأب رامي عساكرية، طالبًا لهم المزيد من نعمة القداسة والفرح الفرنسيسكاني، والحكمة والقوة ليقودوا مركب الكلية العريقة، فيغنوا الكنيسة والأردن بأجيال وأجيال من الشباب الذين سيشكلون كنيسة الغد، ومواطني الأردن فيساهموا في تقدّمه وعزتنه وأمنه وأمانة". وفي نهاية القداس، شكر الأب مستريح العاملين من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات وكورال الكلية، وكل من حضّر القداس، وأكد على نعمة الله التي وهبها للعالم عن طريق فرنسيس، رسول السلام.