موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠١٣
كلمة صدق في الفنان عفيف شليوط

الدكتور منير توما :

شاهدت عشية عيد الميلاد المجيد برنامجًا ترفيهيًا منوّعًا على أحد القنوات التلفزيونية، قام بإعداده وتقديمه الكاتب والممثل الأستاذ عفيف شليوط الذي اشتُهِرَ بالتمثيل الفكاهي الكوميدي على المسرح وعُرِفَ عنه خفة الظل والمواقف السّاخرة من سلبيات هذا المجتمع.

وأودّ في هذه العجالة أن أتطرّق إلى أسلوب وطريقة تقديم البرنامج المذكور من جانب الأستاذ عفيف شليوط الذي بدا في هذا البرنامج مقدِّمًا أنيقًا في مظهره وكلامهِ حيث غلب على كلماته الطابع الرّشيق مع كل ما تتضمن ذلك من الرّوح الفكاهية الملموسة والمحسوسة في أسئلتهِ الخفيفة للفنانين المشاركين في هذا البرنامج، فقد استطاع أن يكون مقدِّمًا خفيفًا على القلب، عفويًا وتلقائيًا لا يعتريه التكلّف أو التّصنّع وبالتالي فإنّ المشاهد يشعر بالراحة النفسية عند مشاهدته كمقدِّم باسمٍ يمتاز بطبيعةٍ مُحِبَّةٍ للآخرين خالية من الوعورة والتعقيد، وهذا الأمر قد لمسناه دائمًا في الأستاذ عفيف شليوط عند لقائنا به في المنتديات والندوات الأدبية والفنية والثقافية حيث لا تبدو منه أيَّ خشونة أو فظاظة في حديثه أبدًا، بل على العكس فإنّه يكون في كل مناسبة لطيفًا وحلو المعشر، إنساني النزعة، يعرف كيف يعامل الآخرين بإشراق وإحساس الفنّان المتمكّن الأصيل دون استخفاف بعقول الناس أو الانتقاص من آرائهم وأفكارهم، وعليهِ فإنّه من خلال فنّه وأدبه قد اكتسب منزلةً رفيعةً في عالم الفن والتمثيل الفكاهي المسرحي في وسطنا العربي الذي يتشوّق دائمًا لمشاهدة أمثالهِ من الفنانين والممثلين الناجحين المتألقين في هذا المضمار.

وهكذا كان الأستاذ عفيف شليوط مُقَدِّمًا ناجحًا في البرنامج التلفزيوني المذكور حيث أنني أعتقد أنّ جمهور المشاهدين قد أحبّه كإنسانٍ ينتهج البساطة والسهولة والانسيابية في عملية التقديم وطرح الأسئلة على المشاركين في البرنامج، فقد كان مثالاً لمُقدِّم البرامج الترفيهية المنوّعة الهادئة بحيث لا يدخل الملل إلى قلوب المشاهدين لا سيّما وأنّه الفنان الخبير بالجوانب الفنيّة، والعليم بالخلفيات الخاصة بالفنانين المشاركين في مثل هذه البرامج.

ولا يسعني في هذهِ الكلمة الموجزة إلاّ أن أختم بتقديم خالص التهاني والتحيات للأستاذ عفيف شليوط، بالأعياد المجيدة، متمنيًا له دوام التوفيق والنجاح والعطاء في مسيرته الأدبية والفنيّة والثقافية ليبقى فنّانًا متألقًا ومميّزًا في عالم الابداع. وكلّ عام وأنت بألف خير أيّها الفنّان الأصيل.