موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
"كايروس فلسطين" تدعو أوروبا إلى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة

القدس - أبونا :

وجهت شخصيات مسيحية في تجمع "كايروس فلسطين"، اليوم الجمعة، نداءً إلى أوروبا للاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وجاء في النداء الذي وصل نسخة منه لموقع أبونا: "لا تزال منطقة الشرق الأوسط تعاني من آثار العنف، وما يزال الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال والمنفى. المسيحيون الفلسطينيون، المنحدرون من المسيحيين الأوائل، الذين هم جزء لا يتجرأ من الشعب الفلسطيني، لا يزالوا يعانون تماماً كإخواننا وإخوتنا المسلمين والسامريين الفلسطينيين. وقد حرمنا من حقوقنا الوطنية والإنسانية لمدة قرن تقريباً".

وأضاف النداء: "من القدس، عاصمتنا المحتلة، نبعث برسالة عاجلة إلى العالم أجمع وإلى أوروبا خصوصاً: نتطلع إلى العدالة والسلام. ويشكل الاعتراف بفلسطين وترسيم حدود إسرائيل المرحلة الأولى لتحقيق هذا الهدف".

وجاء في النداء: "لقد تحملنا الطرد وأجبرنا على الخروج منذ عام 1948، عندما طرد غالبية المسيحيين من فلسطين وهجروا قسراً من منازلهم في الأرض المقدسة. لقد ثابرنا خلال 66 عاماً من الخروج و47 عاماً من الاحتلال، متمسكين برسالة السلام من ربنا. لقد تعبنا من الدعوات إلى استئناف المفاوضات، فيما لا نستطيع التوجه إلى كنائسنا بسبب سلطة أجنبية، وتعرض شعبنا لإذلال متواصل من احتلال غير مرغوب فيه. نحن في انتظار ذلك اليوم حيث ستقرع أجراس كنائسنا احتفاءً بالحرية والعدالة".

وأوضح النداء أن "مقاومة الظلم واجبة على المسيحيين. كما نعتقد أن المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، لم يفعل كل ما يكفي من أجل تحقيق سلام عادل ودائم.. فلدينا حق طبيعي في أن نكون أحراراً، كما لأوروبا واجب أخلاقي وقانوني وسياسي لمحاسبة إسرائيل ودعم المبادرات غير العنيفة للفلسطينيين من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي عبر الاعتراف بدولة فلسطين بحدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية".

وأضاف البيان: "لقد حان الوقت لأوروبا أن تدرك أن السبيل الوحيد لدحر التطرف والإرهاب في منطقتنا يكمن بتحقيق العدالة للجميع، بدءاً من إنهاء الظلم التاريخي الذي ألمّ بالشعب الفلسطيني، الجرح المفتوح الذي ما يزال ينزف، كما أن الآمال في قيام دولة فلسطينية مستقلة ما يزال بعيد المنال بسبب التوسع في المستوطنات الإسرائيلية والقيود الكثيرة المفروضة على شعبنا، بما في ذلك التشريد القسري".

وأكمل البيان بالقول: "في وثيقتنا "كاريوس"، نحن الفلسطينيين المسيحيين نعلن أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية هي خطيئة تجاه الله والإنسانية، لأنه يحرّم الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية التي أنعم الله بها"، مؤكداً أن "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو السبيل الوحيد للفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، في التمتع بحياة من الازدهار والتقدم، كما أنها الطريقة الأكيدة لضمان استمرار الوجود المسيحي على هذه الأرض المقدسة ومنح إسرائيل الأمن المطلوب. فبدون عدالة لن يكون هنالك سلام وأمن".

وأضاف البيان الصادر بمبادرة من تجمّع "كايروس فلسطين": "إن المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، لديهم مسؤولية تاريخية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني. أوروبا، التي طالما كانت تدافع عن قيم السلام وحقوق الإنسان، يمكنها الآن أن تعكس هذه المبادىء من خلال مساعدة فلسطين".

وختم البيان بالقول: "من الأرض المقدسة، ندعوكِ بأن تأخذي موقفاً مبدئياً للاعتراف بدولة فلسطين والالتزام بمسؤولياتك القانونية الخاصة بك تجاه شعب رازح تحت الاحتلال، لكي تكون قادرة على الاحتفال بالعدل والسلام في أرض أمير السلام، يسوع المسيح".

وقد وقع على الرسالة المئات من رؤساء كنائس ودبلوماسيين وشخصيات عامة، من بينهم بطريرك اللاتين السابق في القدس ميشال صبّاح، ورئيس أساقفة القدس للروم الأرثوذكس عطالله حنا، والأسقف منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في فلسطين والأردن الذي يرأس الاتحاد اللوثري العالمي.