موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥
كاهن من كينيا: زيارة البابا فرنسيس إلى أفريقيا مشجعة

بقلم: أندريا تورنيلي ، ترجمة: منير بيوك :

"حتى بعد الهجمات المروعة في باريس، لا يجب أن نسمح لأنفسنا بالوقوع تحت تأثير الخوف لأن ذلك يعني الوقوع في فخ المسلحين الجهاديين. إن زيارة فرنسيس لأفريقيا مشجعة". إن الأب جوليو ألبانيز، المرسل الكومبوني ومدير المجلة الشهرية الشعوب والرسالة Popoli e Missione، سيسافر مع البابا فرنسيس خلال زيارته إلى كينيا، وأوغندا، وجمهورية أفريقيا الوسطى خلال الفتره 25-30 تشرين الثاني. وقد أجرت معه الفاتيكان إنساييدر المقابله التالي:

كيف ينبغي أن ننظر إلى زيارة البابا المرتقبة إلى أفريقيا في ضوء هجمات باريس؟

لا يجب أن نسمح لأنفسنا بالوقوع تحت تأثير الخوف لأن ذلك يعني الوقوع في فخ المسلحين الجهاديين. وبناء عليه، فإن زيارة البابا فرنسيس، خاصة تلك التي تشمل جمهورية أفريقيا الوسطى هي مشجعة لأننا نعلم أنه ما زال هناك اطلاق نار في العاصمة بانغي. دعونا نأمل يتحسن الوضع. فالحقيقة أن إعلان تقديم فتح باب اليوبيل لسنة الرحمة يوجز بصورة محقة رسالة البابا فرنسيس البابوية. إنها لفتة تاريخية لأنها المرة الأولى التي يطلق فيها البابا فتح باب اليوبيل في بلد في نصف الكرة الجنوبي، على الرغم من أن الأمور ليست وردية في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، وإنني هنا أقول ذلك لأعبر عن الوضع بصورة لطيفة.

هل هناك أيضاً مخاوف تتعلق بتوقف البابا في كينيا أثناء جولته؟

"الأمن مستتب بصورة أفضل في كينيا، فسيادة القانون سائدة والأهم من ذلك أنه ليس هناك حرب. لكن علينا أن نضع في الإعتبار أن هناك وجود بارز لصوماليين في نيروبي، حيث أن البعض قلق من أن الجهاديين من حركة الشباب، وهو الجناح الراديكالي لإتحاد المحاكم الإسلامية المنحل، قد ينفذون هجمات. كما ينبغي أن يقال أن الجيش الكيني والشرطة قد باشروا بالإستعداد لبعض الوقت الآن لهذه الزيارة. كما أخذوا جميع الأمور بالتفصيل وبعين الاعتبار. وفي الوقت نفسه، فإن الوضع في كمبالا، أوغندا، المحطة الثانية لزيارة البابا فرنسيس في رحلته الأفريقية، هادئ".

ماذا ستكون أهم محطة في زيارة البابا ؟ ماذا تتوقع أن يقول البابا؟

"أعتقد أن أهم موضوع سيتطرق إليه البابا أثناء زيارته إلى جمهورية أفريقيا الوسطى هو المصالحة. هناك انقسامات وصراعات بين الجهاديين والمسيحيين التي يتم إسقاط سببها للدين ولكن جذور الاشتباكات تعود في كثير من الأحيان إلى أسباب عرقية، وعلينا ألا ننسى أنه تكمن هناك مصالح اقتصادية. فذلك البلد يصلح ليكون جنة على الأرض. فلديه موارد ذات أهمية حيوية كالنفط ودفائن اليورانيوم. إلا أنه من حيث التنمية، يأتي في أسفل اللائحة مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة. فيتم بيع موارده أو تباع في الخارج بأسعار بخسة لتشجيع الغير على شرائها. فيشرح تقرير موثق صدر عن منظمة بريطانية غير حكومية بعنوان "خشب الدم"، (وهو تقرير يبين أن شركات قد دفعت الملايين إلى العصابات المسلحة) ما جرى في الكواليس خلال النزاع الخطير الذي اندلع في جمهورية أفريقيا الوسطى في العام 2012. وتبين أن بعض الشركات العاملة في قطاع الخشب قد مولت مختلف فصائل المتمردين -وهي الجماعات المسلحة المتهمة بارتكاب جرائم حرب- من أجل الحصول على عقود مربحة وخشب منها، والمقصود تلك الجهات المسلحة بالذات. وتنتمي هذه الشركات لأصحاب مشاريع بلجيكية، وفرنسية، وألمانية، وصينية، ولبنانية. كما ينتقد التقرير أيضاً الاتحاد الأوروبي -الذي يستورد ثلثي الخشب من جمهورية أفريقيا الوسطى- لعدم وجود متابعة وافيه فيه".

وماذا نتوقع أن تكون أهم رسالة يقدمها البابا إلى كينيا؟

"يمتلك هذا البلد أيضاً موارد طبيعية حيوية. من الأهمية بمكان هنا التأكيد على دور الأديان في إشاعة السلام ورفض استخدام اسم الله لتبرير الإرهاب والعنف والتخريب. علينا أن نتذكر أن مجزرة خميس الأسرار في جامعة غاريسا عام 2015 قد أودت بحياة 148 شخصاً، معظمهم من الطلبة المسيحيين. قام الجهاديون من حركة الشباب بالقتل لأنهم يربطون المسيحية بالغرب، ظناً بأن مذبحة المسيحيين تحتل العناوين الرئيسة أكثر من قتل مسلمين.

أخيراً، هناك أوغندا، إنه البلد الأكثر هدوءاً مع أنه يتميز بعدم المساواة الاجتماعية بصورة هائلة...

"نعم، إنها الاختبار الحقيقي لتناقضات أفريقيا، ذلك البلد الذي حكمه نفس الشخص لما يقرب من ثلاثين عاماً. فهناك أعمال ضخمة تتعلق بشركات بالنفط في بحيرة ألبرت. ولكن، في نهاية المطاف، تستقر كميات هائلة من المال دائماً في أيدي قلة من المستفيدين. وفي الوقت نفسه، يزداد الإقصاء الاجتماعي في كل مكان. وأعتقد أن الموضوع الرئيسي هنا قد يكمن بالفقر وبالاقصاء الاجتماعي وبأهمية المشاركة الديمقراطية".

ما هي التوقعات لهذه الزيارة؟

منذ ألفي عام، قال الفيلسوف الروماني بليني الأكبر: 'هناك دائماً شيء جديد يخرج من أفريقيا'، وأعتقد أن هذا صحيح، كما آمل أن يشكل هذا فرصة لأفريقيا لإعطاء شيء يخص الشهادة. إنني أفكر بمبادرات مثل المبادرة التي دشنت مؤسسة الخدمة الاجتماعية للرسالة بكلية تانجازا في نيروبي، حيث قدم مساق درجة الدكتوراة في إدارة الأعمال بتخصص في ريادة الأعمال والإدارة الإجتماعية. وكان الهدف هو تدريب أصحاب المشاريع في غرس قيم ثقافة الريادة الجديدة، كما هو مقترح في الرسالة العامة لبندكتس السادس عشر: "المحبة في الحقيقة".