موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
كاهن كلداني عراقي يتحدث عن التعاون بين الشبان المسلمين والمسيحيين

فاتيكان نيوز :

 

لم تترتب على الأزمة التي نشبت مؤخرا بين فرنسا وجزء من العالم الإسلامي، لاسيما تركيا، أي انعكاسات تُذكر على العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في الموصل. فالمدينة العراقية تعيش أجواء من التعاون، واللافت أن الأهالي المسلمين يعملون من أجل عودة العائلات المسيحية التي نزحت عن الموصل بسبب غزو تنظيم داعش في صيف العام 2014.

 

وتتحدث مصادر الكنيسة الكلدانية المحلية عن مساعدة متبادلة بين أتباع الديانتين في إطار الحوار، مع العلم أنه تم إطلاق مسيرة في مدينة الموصل وسهل نينوى ترمي إلى عودة النازحين ، بعد سنوات طويلة من أعمال العنف التي حملت طابعا دينيا ومذهبيا، ناهيك عن نفوذ المجموعات الإسلامية الجهادية. وتتخلل المسيرةَ هذه سلسلةُ مبادرات ترتكز إلى التعاون بين المسيحيين والمسلمين، لاسيما الشبان منهم، ومن بينها مبادرة تحمل عنوان "السواعد المصلية".

 

للمناسبة أجرت وكالة آسيا نيوز الكاثولكية للأنباء مقابلة مع الكاهن الكلداني العراقي بولس تابت مكّو، المسؤول عن الجماعة المسيحية في منطقة كرمليس، الذي اعتبر أن هذه المبادراتِ تعكس الروح السائد وسط جزء كبير من السكان المحليين، موضحا أن أهالي المنطقة المسلمين يتعاونون في عملية إعادة ترميم وتنظيف وتجهيز الكنائس، كي تقوم بدورها لدى عودة المواطنين المسيحيين الذين نزحوا عن ديارهم.

 

وأشار مكو إلى أن المبادرات التي أُطلقت هي عبارة عن مجموعات صغيرة يتألف معظمها من الشبان الذين تحركهم الإرادة الصالحة، ويعملون على وضع برامج إيجابية، موضحا أن مجموعة من الشبان المسلمين ستشارك قريبا في أعمال ترميم كاتدرائية الموصل للكلدان. وأضاف أن هذه المبادرات تعكسُ تبدلاً في الذهنية من جهة وهي تساعد أيضا الآخرين على الالتزام في درب الحوار، من جهة ثانية.

 

في سياق حديثه عن أجواء استعادة الثقة في المنطقة، خصوصا في ضوء تجدد السجال بين الغرب – فرنسا بالتحديد – والعالم الإسلامي، قال الكاهن الكلداني العراقي إن هذا الأمر لم يحمل تأثيرا يُذكر على المنطقة. ولم يُخف حصول صدام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن المنطقة لم تشهد تظاهرات احتجاجية أو مصادمات في الشارع، خصوصا لأن هذه البعقة من العالم كانت تُعتبر ساخنة في الماضي.

 

بعدها أوضح الكاهن بولس مكو، الملتزم منذ سنوات في الاهتمام بشؤون آلاف العائلات التي نزحت عن المنطقة في صيف العام 2014 أمام الغزو الداعشي، أوضح أن عملية العودة تتم انطلاقا من الشبان، في المقام الأول، والذين أطلقوا سلسلة طويلة من المبادرات والمشاريع فور الانتهاء من عملية تحرير الموصل. ولفت إلى أن ما يحتاج إليه هؤلاء هو وجود جهاز يقوم بتنسيق هذه المبادرات، كي تُستخدم الموارد المتوفرة بصورة أفضل. مع ذلك اعتبر أن ما يهم هو الالتزام المشترك وقال إن انتشار فيروس كورونا لم يشكل عائقا في وجه المجموعات الشبابية، المسيحية والمسلمة، التي تساعد أيضا الأشخاص المحتاجين عن طريق مدهم بالمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الضرورية.

 

هذا ثم تحدث الكاهن الكلداني العراقي عن ضرورة الانتهاء من عمليات نزع الألغام التي تركها الجهاديون، ومن بينها ألغام زُرعت في جوار الكنائس. وأشار إلى مشروع تم تنفيذه مؤخرا وهو عبارة عن مركز ثقافي يتضمن صالة للأعراس، ومسرحاً ومقهى، هذا بالإضافة إلى معرض ومتحف صغير يحتوي على عدد من الجرّات وأدوات الطهي وغيرها. وأوضح مكو في الختام أن عملية إعادة إعمار الموصل وسهل نينوى لم تنته بعد، على الرغم من الخطوات الهامة التي أُنجزت، مؤكدا أن فيروس كورونا لن يوقف هذه المساعي.