موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الثلاثاء، ٢٤ يوليو / تموز ٢٠١٨
كاريكاتير أردني يجتاح المواقع العالمية ويحاكي قضية المهجرين

الغد الأردنية :

ما إن انتهت مباريات كأس العالم في مونديال روسيا، بفوز فرنسا على نظيرتها كرواتيا وحمل الفرنسيين كأس البطولة للمرة الثانية في تاريخهم؛ سارع فنان الكاريكاتير الأردني محمود الرفاعي إلى وضع رؤيته ورسم صورة كاريكاتيرية تُمثل مدى دور اللاعبين من أصول "مهجرة" في وصول هذا البلد لكأس العالم، بحسب رؤيته.

وانتشر الرسم الذي تناقلته المئات من المواقع العالمية والعربية، بل وأصبح موضوعاً للنقاش في أكثر البرامج العالمية شهرة، كما في برنامج المذيع الأميركي تريفورا نوا في الشهير "ذا ديلي شو"، الذي كان يقدمه العالمي كذلك جون ستيوارت.

وفي حديثه لـ"الغد"، قال الرفاعي إنه لم يتوقع هذا الكم الكبير من ردود الأفعال المتبانية؛ إذ بين أن هذا الرسم جاء بشكل "عفوي"، ويؤكد وجهة نظر الملايين وليس فقط وجهة نظره.

وفي تفاصيل الرسم، يُظهر الرفاعي مجموعة من "المُهجرين" من دول افريقية على الأغلب، يركبون قارباً، والذي يمثل طريق الهجرة، ويحملون بيدهم كأس العالم ليقدموه ليد كبيرة تمتد من خريطة دولة فرنسا، كما يظهر، وفيه دلالة كبيرة على دورهم في وصول فرنسا إلى هذا اللقب العالمي، والذي لا يمكن أن ينفيه أحد في العالم.

وما إن نشر الرفاعي رسمته على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تفاجأ بهذا الكم الهائل من التعليقات و"الترند" الكبير عبر "تويتر"، والأهم من ذلك حدوث نقاشات مختلفة عبر العديد من المواقع العالمية حول الرسم والمغزى منه، عدا عن المئات من التعليقات التي وصلت للرفاعي، من خلال التواصل المباشر معه من دول عدة في العالم.

وبغض النظر عما تحمله تلك التعليقات وردود الأفعال، التي تُظهر مدى وقع الرسم على العديدين من مختلف دول العالم، ومن فرنسا وأميركا تحديداً، في ظل هذه الظروف التي يستقبل فيها العالم مئات الآلاف من المهجرين سنوياً؛ إلا أن الرفاعي يشعر بالفخر كون هذا الرسم يحمل توقيعاً أردنياً، وتناقلته وسائل الإعلام على أنه رسم معبر يخرج من رحم الفن الأردني يخاطب العالم جميعاً في قضية عالمية محورية، ظهرت جلياً في المونديال.

إلى ذلك، قام المذيع الأميركي نوا بنشر الرسم على صفحته الخاصة عبر "فيسبوك"، وهو الذي يتابعه ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص، وتعمدت العديد من الوسائل العالمية، أفريقية وإسبانية وفرنسية وبرازيلية وغيرها، إعادة نشر الرسم والتعليقات والردود عليه، ما كان له كبير الأثر بانتشاره بشكل أكبر وأسرع.

ولم يخلُ كأس العالم من الطابع السياسي الرياضي في الكثير من التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك الملايين ممن تابعوا الرسم وفسروه على أنه يخاطب العالم في قضية اللاجئين، سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، فيما اعتبره آخرون أنه يوجه رسالة لدول أوروبا بأن لا تكون هنالك ازدواجية في التعامل مع المهاجرين بدولها.

ويؤكد الرفاعي أن العالم أجمع يعلم أن معظم لاعبي المنتخب الفرنسي هم من أصول افريقية هاجروا إلى فرنسا منذ عشرات السنين، حتى تمكنوا من إيجاد فرصة يشقون فيها طريقهم إلى عالم النجومية في كرة القدم، ليوصلوا فرنسا إلى منصة التتويج في المونديال العالمي، ويقوموا بأداء واجبهم في المثابرة لرفع علم كأس البلد الذي احتضنهم.

الرفاعي بدأ منذ أن كان يافعاً في المدرسة، بالرسم في المجلات وصفحات "مشاركات القراء" في صحف عدة، إلى أن أصبح يرسم بشكل منفرد وينشر رسوماته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودرس الأدب الفرنسي، ويعمل حالياً مخرج رسوم متحركة بالتعاون من شركات إنتاج محلية وعالمية عدة، عدا عن أنه من رسامي مجلة "توميتو" بمشاركة مجموعة من الرسامين الأردنيين.

وعلى الرغم من أن بعض "المعلقين الفرنسيين" بعثوا ردهم للرفاعي واصفين الرسم بأنه "عنصري ومستفز"، إلا أن الآلاف من الردود الأخرى، كانت تصف الرسم بطريقة إيجابية ويمثل دور المهاجرين في النهوض بمستوى البلد الذي يقيمون فيه، وبالفرصة الكبيرة التي أتاحتها تلك الدول لهؤلاء المهاجرين.

وبذلك، يبين الرفاعي وجهة نظره في هذا الموضوع، بأنه يحاول أن يوصل رسالته وفكره في أن اللاجئين بهذا العالم الواسع ينبغي أن يعيشوا بكرامة وبفرص تخرج طاقاتهم الإيجابية الخلاقة.

ويلفت إلى أن هذا الاندماج يشكل صورة حية على "التوليفة" التي تسهم في تقوية الدولة وليس إضعافها، خاصة في ظل وجود موجات نزوح وهجرة متتالية جراء الحروب والفقر الذي تعاني منه دول عدة، واختلاف وجهات النظر العالمية في استقبال هؤلاء اللاجئين الباحثين عن الحياة.

والرفاعي الآن عضو في رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين، وهي رابطة ثقافية انطلقت في العام 2007، تابعة لوزارة الثقافة، ويقوم أعضاؤها من الرسامين بعمل العديد من المعارض المحلية والدولية، وتعالج رسوماتها جميع القضايا الدولية والمحلية.