موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٦ أغسطس / آب ٢٠١٩
قوة الشكر

محمد داودية :

وكما نبه رب العزة إلى ضرورة الشكر واهميته وأثره، فقد نبه علماء النفس إلى تأثير الشكر على الدماغ وعلى نظام المناعة وعلى العمليات الدقيقة في العقل الباطن!

تشمل فاتحة القرآن الكريم، التي نرددها كل يوم عشرات المرات، جملة الشكر البارزة «الحمد لله رب العالمين».

كما أن رب العزة سمى نفسه شاكرا، في قوله تعالى:»وكان الله شاكرا عليما». في دلالة عظمى على قوة الشكر وفضله.

وقال تعالى: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ». في حث رباني على الشكر الذي دلنا على انه من اسباب المضاعفة والزيادة والخير ودوام النعم.

لقد وردت كلمة الشكر 74 مرة في القرآن الكريم. في دلالة ساطعة على اهمية الشكر والامتنان والتعود على قوله وتكرار اللهج به.

وثبت عن الرسول الكريم قوله: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس». ان في قرن شكر الله بشكر الناس، حث على اعتماد الشكر وممارسته.

ونسب الى الرسول الكريم قوله: «بالشكر تدوم النعم». في علامة معززة لضرورة الإعراب عن الشكر.

وخصص مسيحيو اميركا وكندا وبلاد اخرى، عيدا خاصا باسم «عيد الشكر»، اساسه احتفالات كان يقوم بها المزارعون بعد موسم الحصاد لكي يشكروا الله على ما منحهم من خيرات.

وجاء في رسالة بولس الرسول: «كُونُوا شَاكِرِينَ».

ويكتب المواطنون الإيجابيون على منصات التواصل حاثين على الشكر، ومن ذلك ما كتبته السيدة هدى النمري: «امنحوا أحبتكم الثناء والإطراء دائما، فحتى الورود تطربها قطرات الندى».

وقرأت ان العلماء وجدوا أن للشكر تأثيراً محفزاً لطاقة الدماغ الإيجابية، مما يساعد الإنسان على مزيد من الإبداع وإنجاز الأعمال الجديدة.

وقد وجد الدكتور روبرت إمون وفريقه من جامعة كاليفورنيا ان الطلاب الذين يمارسون الشكر كانوا أكثر تفاؤلاً وأكثر تمتعاً بالحياة. وكانت مناعتهم أفضل ضد الأمراض وحتى إن مستوى النوم لديهم أفضل!

فلنشكر الله على نعمائه التي لا تحصى. وليشكر بعضنا بعضا «فشكرا» كلمة جميلة تنطبق عليها مقولة المصريين: «الملافظ سعد».

قال المتنبي: «لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا، وَلا مالُ، فَليُسْعِدِ النُّطْقُ، إنْ لم تُسعِدِ الحالُ».

(الدستور الأردنية)