موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٤ يونيو / حزيران ٢٠١٣
قرار 242 ... أساس لإحلال السلام في الشرق الأوسط

الدكتور حنا عيسى :

كان عدوان إسرائيل على مصر وسورية و الأردن في حزيران 1967م قد زاد من فاجعة الشعب الفلسطيني وارغم حوالي 410 ألاف عربي فلسطيني على الهجرة والانضمام إلى اللاجئين، بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان احتلت إسرائيل الضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة وكذلك القدس الشرقية.

وأثار عدوان إسرائيل على الأقطار العربية سخط الرأي العام العالمي وفي 22/تشرين الثاني/ 1967م اتخذ مجلس الأمن الدولي القرار رقم 242 الذي كان يراد له أن يغدو أساسا لتسوية النزاع في الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة إلى أن المشكلة الفلسطينية طرحت في هذا القرار بشكل أوسع مما لو كانت مجرد قضية إنسانية كما حاولت تصويرها إسرائيل. فالمطلب الرئيسي في القرار هو سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب حزيران 1967، وضرورة إحلال سلام عادل في الشرق الأوسط، وطالما خيم الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية-الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية فإن البت في مستقبلها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليس مجرد مهمة إنسانية بل هو قضية ذات طابع سياسي صرف ولها علاقة مباشرة بمسألة إحقاق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني.

إلا أن التفسير الآخر المشوه لقرار مجلس الأمن 242 نصاً وروحاً من جانب احد أطراف النزاع أي إسرائيل قد جرده من "الشمولية"، وكان واضحاً ان الحكم الدقيق الصياغة بشأن الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني في قرارات الأمم المتحدة المعنية هو الذي يساعد على وضع قاعدة من القانون الدولي للتسوية الشاملة في الشرق الأوسط.

وانطلاقاً من ذلك اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1969م في قرارها رقم 2535 بـ بالجوانب السياسية للقضية الفلسطينية وأشارت إلى "أن مشكلة اللاجئين ظهرت بسبب حرمانهم من حقوقهم المشروعة المضمونة في ميثاق هيئة الأمم المتحدة ولائحة حقوق الإنسان"، وفيما بعد في 1971-1972 قررت الجمعية العامة" أن الاحترام التام للحقوق المشروعة لشعب فلسطين عنصر ضروري في قضية إحلال السلام الوطيد العادل في الشرق الأوسط.

وأخيراَ تجدر الإشارة بهذا الخصوص إلى أن المادة 55 من ميثاق الأمم المتحدة تعتبر تقرير المصير واحداً من أسس العلاقات السلمية الودية بين الأمم، علماً بأن أصول العلاقات الدولية الراهنة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي تستند إلى فهم حق الشعوب في تقرير مصيرها على انه بالدرجة الأولى حق الوجود بشكل دولة وحق السيادة الوطنية والاستقلال.

ما هو نص قرار مجلس الأمن 242 الصادر في 22/11/1967م؟

ينص القرار على أن حل شامل لكل المشاكل في الشرق الأوسط بغية "قيام سلام عادل ووطيد هناك تعيش في ظله كل دولة في هذه المنطقة حياة أمنة"، ويؤكد القرار على عدم جواز كسب الأراضي عن طريق الحرب، وبموجب هذا المبدأ يطالب القرار بسحب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها أثناء النزاع الأخير، وكذلك "بالكف عن كل الادعاءات ووقف حالة الحرب والاعتراف بسيادة وحرمة أراضي كل دولة من دول المنطقة واستقلالها السياسي واحترام حقها في العيش بسلام في حدود أمنه ومعترف بها دون أن تتعرض لخطر التهديد بالقوة واستخدامها"، ويؤكد القرار على ضرورة تأمين حرية الملاحة في المياه الدولية في هذه المنطقة وإيجاد تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.