موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
قداس وجناز الثالث والتاسع والأربعين عن راحة نفس الأب شادي بدر في الحصن
لقد خسرنا جسدًا ولكن ربحنا قدّيسًا للسماء. رحمةُ الفادي أَطيبُ منَ الحياة.
جانب من القداس عن راحة نفس الأب شادي بدر، في الحصن حيث ترأسه قداسه الأول بعد رسامته الكهنوتية عام 2008 (تصوير: أبونا)

جانب من القداس عن راحة نفس الأب شادي بدر، في الحصن حيث ترأسه قداسه الأول بعد رسامته الكهنوتية عام 2008 (تصوير: أبونا)

أبونا :

 

أقيم عصر اليوم الأربعاء 21 تشرين الأول 2020، في كنيسة الحبل بلا دنس للاتين في مدينة الحصن، جنوب شرق محافظة اربد، قداس وجناز الثالث والتاسع عن راحة نفس الأب شادي بدر الفرنسيسكاني، كاهن رعيّة اللاتين في اللاذقية، والذي انتقل إلى ديار النور صباح يوم الخميس الفائت جراء حادث طريق أليم في سورية، وشيّع في المقبرة الفرنسيسكانيّة على جبل نيبو في الأردن.

 

وشارك في القداس الإلهي كاهن الرعيّة الأب رامز دعيبس، وممثل حراسة الأراضي المقدسة الأب عمّار شاهين، وأهل الكاهن الفقيد، ولفيف من الكهنة والراهبات والمؤمنين. ووجّه مترئس القداس، الأب إياد بدر، كلمة مقتضبة في بداية الذبيحة الإلهيّة، جاء فيها: "يردّد أبناء السيد المسيح، عندما يتركنا شخص عزيز علينا ويسبقنا للحياة الأبدية، الكلمات التالية: ’المسيح قام، حقًا قام‘. وبهذا الإيمان والرجاء نصلي من أجل راحة نفس الكاهن الشاب شادي هاني بدر، الذي سبقنا للحياة الأبديّة حيث مكان الراحة والسلام والطمأنينة".
 

عظة القداس

 

وألقى الأب رفعت بدر عظة القداس، وجاء فيها:

 

"روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين بالروح" (لو 18:4). هذه الآية من إنجيل القديس لوقا الفصل الرابع التي اختارها أخونا الأب شادي بدر شعارًا لكهنوته، وسار عليها طوال مسيرته الكهنوتيّة، التي شاءت عناية الله ألا تكون طويلة ولكن شاءت أيضًا أن تكون مليئة بروح الرّب الذي مسحه ليبشّر المساكين بالروح. وسار قبلها وبعدها على خطى السيد المسيح الذي دعاه لأن يكون عمره فعلَ خروج دائم، سفر خروج متواصل، ذلك أن الرب هو الذي يدعو، والإنسان هو الذي يلبي، في كل مرة عليه أن يجدد نَعَمه للرب.

 

دعاه الرب إلى الحياة، وخرج من رحم أمه في أول أيام عام 1981، ليخرج مع أهله وذويه عام 1984 راحلاً إلى مدينة اربد للسكن هناك. ومن هناك، دعاه الرب ليخرج أيضًا على مثال النبي إبراهيم، ابي المؤمنين، "اخرج من أرضك وبيت أبيك وعشيرتك، وانطلق إلى الأرض التي أُريك". وكانت الأرض التي أراه الرب إياها اولا هي المعهد الإكليريكي في بيت جالا، فاستقرّ هناك من عام 1994 إلى عام 1997. ومن هناك أيضًا خرج لينطلق إلى مدرسة أخرى، مدرسة المساكين بالروح، مدرسة القديس فرنسيس، البساطة الإنجيلية، الفقر الروحي، التبتّل العفيف، والطاعة للرؤساء. وانطلق في مدرسة فرنسيس يتربّى على روح الفقر، والبساطة، وعيش الرعاية الصالحة، ومحبّة الإخوة أجمعين. والإخوة الأجمعون هم Fratelli Tutti، كلّ البشر؛ إخوة وأخوات تطبيقًا لتعاليم المعلم الأول السيد المسيح، وسيرًا على خطى مار فرنسيس.

 

سار إذًا على درب البساط، فلبس الثوب الرهباني في روما يوم 27-8-2000، وأبرز النذور الأولى في عين كارم يوم 12-9-2001، وأبرز النذور الدائمة في القدس يوم 9-10-2005، وهي نذور مار فرنسيس الذي عاش كوجهٍ شبيهٍ للسيد المسيح في عيش التطويبات الإنجيلية التي استمعنا إليها قبل قليل. نقرأ التطويبات في الإنجيل المقدّس، ولكننا نراها في حياة مار فرنسيس: بساطة، فقر، الفرح بالروح، السعي إلى السلام: يارب اجعلني أداة لسلامك. وهكذا وتحت شعار Pax et Bonum "السلام والخير" ارتبط الأخ شادي بدر بالرهبنة الفرنسيسكانيّة، واستمرّ بدروسه وتحصيله وتنشئته إلى أن أتى يوم 24 تموز عام 2008، فوقف في كنيسة مار فرنسيس في تراسنطة – عمّان، ليقبل سرّ الكهنوت المقدّس، من يديّ الأسقف الجديد آنذاك الأب غالب بدر، بعد أسبوع من رسامته الأسقفية. وسامه كاهنًا، وكان اشبينه الأب رشيد مستريح.

 

"أخرج من أرضك، وبيتك أبيك"، واذهب إلى إيطاليا، وأكمل تعليمك هناك. ثم أُخرج وعدّ إلى سورية. وفي سورية، لم تكن الحياة كما كانت في السابق. كان ما يُسمّى بـ"الربيع العربي" قد انطلق، والعمليات الإرهابيّة قد استقرّت كالسكين في خاصرة البلد العربي الشقيق، وتهجّر العديد من أشقائنا هناك. لكن كان هنالك رعاة صالحون، لم يكونوا أُجراء، لكي يهربوا عندما يهاجم الذئب الخراف، لكنهم بقيوا هناك، وتعرضوا للمخاطر. ففي 18 آذار 2012، كان الأب شادي مجتمعًا مع 50 طفلاً في حلب، وجاءه رجال الشرطة وقالوا إننا نشكّ بسيارة مفخخة أمام مركزكم، فاصرفوا الأطفال لكي نقوم بواجبنا الأمني. وهكذا، بعدما صرفهم الأب شادي بربع ساعة، كان التفجير الرهيب في سيارة فيها 200 كغم من المتفجرات، وأحالت ذلك المكان إلى شظايا. نجا شادي، وبعث إلينا خبر ذلك العمل الإرهابي، وشكر الله على أنه حفظ حياة الأطفال، وحياة الأشخاص، وبالوقت ذاته قال: "إنّ الخسائر الماديّة يعوّضها الرب". ومن هناك، ووسط الخراب الذي طال سورية الصابرة، خرج شادي راعيًا صالحًا إلى كنيسة قلب يسوع الأقدس في اللاذقية، وبقي فيها إلى الأسبوع الماضي.

 

وبعد ذلك، يطلب من شادي سفر خروج نهائي من هذه الحياة، وهو بسيارة أخرى، لكنها هذه المرّة لم تتفجّر بفعل إرهابي، إنما بحادث سير مؤسف، حيث كان على طريق دمشق، مثل القديس بولس الرسول، شفيع إقليم الفرنسيسكان في سورية ولبنان والأردن. دعاه الرب في ساعة لم يتوقعها على بوابة دمشق: "شاول شاول، شادي شادي، هلمّ إليّ!". وهنالك حصل ما آلمنا، وما انغرس في قلوبنا جميعًا كالسكين الحادة.

 

اليوم نقف في هذا الجناز الثالث والتاسع والأربعين، بعدما ودعنا شادي، ابن جبل عجلون حيث نبي الله ايليا يصرخ: "خذ روحي يا إلهي، فلست خيرًا من آبائي وأجدادي". وودعناه وأودعناه قبل يومين على قمة جبل نيبو، إلى جوار كليم الله موسى، سيّد سفر الخروج، الذي كان وجهه يشّع نورًا حين كان يحدّث الرب وجهًا لوجه. ونتساءل، ليس بيأس وإنما بشكّ الإيمان: لماذا يا ربّ يمضي الشاب بهذه السرعة؟ ولماذا يرحل الكاهن الشاب الحبيب بهذه المأساوية؟ فيقول لنا الرّب سفر الحكمة الفصل الرابع: "أما الصديق؛ فإنه وإن تعجله الموت، يستقر في الراحة. لأن الشيخوخة المكرمة ليست هي القديمة الأيام، ولا هي تقدر بعدد السنين. ولكن شيب الإنسان هو الفطنة، وسن الشيخوخة هي الحياة المنزهة عن العيب. إنه كان مرضيًا لله فأحبه، وكان يعيش بين الخطأة فنقله. خطفه لكي لا يغيّر الشر عقله، ولا يطغى الغش نفسه. لأن سحر الأباطيل يغشى الخير، ودوار الشهوة يُطيّش العقل السليم. قد بلغ الكمال في أيامٍ قليلة؛ فكان مستوفيًا سنين كثيرة" (الحكمة 4: 7-13).

 

الكاهن أيها الأحباء، هو فعل عطاءٍ كامل، هو نعم مستمرّة، هو دعوة وتلبيه للدعوة بكل حين. وفي الأحد السابق لرحيله عن هذه الأرض، كان شادي يتحدّث عن عرس الملكوت، وكيف أن لا أحد يعلم متى سيدعوه الرب إلى العرس، ويقول له: تفضّل، تعال عندي! وطلب أن نكون مستعدين. تقول الأم تريزا القديسة: "تذكر أيها الكاهن، عندما تقيم القداس الإلهي، أنه قداسك الأول، وقداسك الوحيد، وقداسك الأخير"، لكي نقوم به بكل تقوى ومحبّة وروح الراعي الصالح.

 

وكان ذلك قداسه الأخير في رعية قلب يسوع الأقدس، قبل أن يذهب إلى يسوع ذاته: شادي على صغر حياته قد علّمنا نحن الكهنة الرعاة والمؤمنين أنه بالبساطة والتواضع ومحبّة القريب ومساعدة المحتاجين والشعور مع الناس مساكين الروح والمضطهدين والمهجّرين والمتألمين والمجروحين، إنما نحن نكنز الكنز الأكبر في هذه الحياة، وهو الذي ما سنحمله معنا من هذه الأرض إلى الحياة الأبديّة. إنّ الذي تأخذه معك أيها الكاهن، وأيها المؤمن، ليس مقدار ما تجمعه على هذه الأرض، بل مقدار ما تقدّمه وتعطيه. أعطى قلبه، أعطى جسده، أعطى نفسه، أعطى حبه، أعطى ذاته كليّة لخدمة القريب في سر الكهنوت المقدس وفي الرهبانية الفرنسيكانيّة، لذلك هو اليوم يحمل كل ذلك معه.

 

غادر هذه الحياة بثوبه الفرنسيسكاني الرائع عليه. بصندله علامة السير والمسير والخروج المتواصل. وبحبله الذي يرمز إلى النذور الثلاثة: العفة والفقر والطاعة. وذهب ببطرشيل الكهنوت، وبالمسبحة الورديّة ملفوفة على يديه، يطرق بها باب الملكوت، ولن تكون مريم العذراء إلا على الباب مستقبلة له.

 

استرح بسلامٍ يا شادي، وادعُ لأهل الأرض، ادعُ لأهلك، ووالديك، اشقائك وشقيقاتك، الأحفاد الرائعين الذين أحببتهم بلا شكّ، وكنت تتشوق لأن تأتي وتراهم. لم تستطع التفجيرات الإرهابية أن تأتي على حياتك، ولم يستطع فيروس الكورونا أن يقترب منك، فقد قمت بفحص قبل رحيلك وبعد رحيلك، وكان سلبيًا. لكن الرّب بمشيئة أراد أن تنتقل إليه بفعل حادث سير أليم.

 

أنت الراعي الأمين، الذي أحببت شعبك ورعيتك، وأحبوك، ومن خلال هذه المنبر، وفي هذا القداس، نشكر رعيتك في حلب، وفي السنوات الأخيرة السبعة في اللاذقية. نشكرهم لأنهم أحبوك كجواب على محبتك الراعوية والأبوية لهم، فتحيّة لكم، يا من تشاهدون هذا القداس، ونقول لكم: ثقوا بأن الربّ لن ينساكم، وسيعزيكم، على فقدانكم هذا الأخ العزيز، هذا الراعي الصالح، هذا صورة القديس فرنسيس بينكم. شكرًا على محبتكم، وعلى صلاتكم، وعلى دموعكم، وعلى لهفتكم في هذه الأيام، وقد شاهدناها وقدّرناها واشتركنا معكم بالصلاة، وتشتركون معنا الآن. شكرًا للرهبنة الفرنسيسكانيّة، ولأسرة البطريركية اللاتينية، ورهبانية الوردية، ولكل السلطات التي ساهمت بنقل الجثمان الطاهر، واليوم تسهم معنا في الصلاة من أجل روح الأب شادي الطاهر.

 

"روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين"، ولكي يكون تبشيري صادقًا نزيهًا وصريحًا وشفافًا وإنجيليًا، عليّ أن أعيش التطويبات قبل أن أدعو الناس إلى عيشها. سلامٌ لروحك الطاهرة أخانا العزيز، سلامٌ لقلبك الطيب، سلامٌ لبساطتك، سلامٌ للخير والسلام، سلامٌ لمحبتك في كل مكان كنت فيه، سواء في الأردن أو في فلسطين أو في إيطاليا أو في سورية.

 

في يوم من الأيام حمل الأب شادي الصليب المقدّس في ليلة الجمعة العظيمة إلى جوار البابا بندكتس السادس عشر، في ملعب الكولوسيوم، حيث الشهداء المسيحيون. واليوم يحمل صليبه ويخرج لملاقاة الديّان الرحيم، ونحن بدورنا نحمل صليب الافتراق، لكننا نؤمن بأنّ الانتقال من هذه الحياة هي عودة إلى منزل الآب السماوي، كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني، قبل لحظات من رحيله: "دعوني أعود إلى منزل الآب السماوي". هذا القديس نحتفل بعيده يوم غدٍ 22 تشرين الأول، فنطلب منه أن يكون مع مار فرنسيس والأم البتول مريم أول المستقبلين لشادي على بوابة الملكوت.

 

سلامٌ لروح الطاهرة أيها الحبيب، ولا تنس أن تمطرنا بالسلام والخير من لدن الله الرحيم.

كلمة تأبينية

 

وقبل ختام القداس ألقت الأخت كارولين بدر، من رهبنة الورديّة المقدسة، كلمة تأبينية جاء فيها:

 

"لم تُصِبكُم تجربةٌ إلّا وهي على مقدارٍ وُسعِ الإِنسان، إنَّ الله أمينٌ فلَن يأذَنَ أَن تُجَرَّبوا بما يفوقُ طاقتَكُم بل يُؤتيكُم مع التَّجربةِ وسيلةَ الخروجِ منها بالقدرةِ على تَحمُّلِها" (1 كورنثوس 10: 13). اليومَ ترحلُ الوداعةُ من بيننا، ونتعثَّرُ بالغصَّةِ، ونندبُ حظَّ الإنسانيةِ بفقدانِ كاهنٍ وراهبٍ اتَّخذَ منَ الهدوءِ مسلكًا لفعلِ الخيرِ، وفَرَشَ طريقهُ بكلِّ أثرٍ طيّبٍ، وحملَ النَّقاءَ في قلبهِ ليعكِسَهُ على كلِّ من مرّوا في دربهِ.

 

إنّنا وبكلِّ أسىً إذ ننقُلُ إليكُم رحيلَ الأب شادي بدر كاهنِ رعيّةِ اللاذقيةِ الذي قضى نحبَهُ صباحَ يومِ الخميسِ بحادثٍ مؤسفٍ على طريقِ دمشقَ الذي ما انفكّ الياسمينُ يرَحِّبُ فيه في كلِّ مرَّةٍ يزورهُ بها، لكنَّ الياسمينَ في هذه المرَّة تساقطَ بهدوءٍ على جسدِهِ ليغدوَ ملاكًا نائمًا، واختارهُ الله لجوارِهِ لأنَّهُ يعلَمُ أنَّ أَثرَ راهبٍ مثلَهُ دائِمٌ بديمومةِ الله  وأنَّ قِصصَ عطائِهِ لا تَنضَب لأَّنَّها دُرِّست لمن حولَهُ، وأنَّ الورودَ التي نَبتَت في شرايينهِ ستبقى متفتِّحة نَشتَّمُ منها شذىً وعبيرًا وقداسة. فكما دعا سيّدُنا يسوعَ المسيح بولسُ الرَّسولَ على طريقِ دمشقَ ليكونَ هادِيًا ومبشِّرًا وراعيًا. ها هو يدعو على مثالهِ اليومَ ابننا الكاهنَ والراهبَ شادي لِيَهنَيءَ على طريقِ دمشقَ في مَلكوتِهِ السَّماويّ ملاكًا قديسًا بينَ ملائِكتِهِ وقِدِّيسيهِ وعلامةً حاضرةً بينَنَا على مدى الزَّمان.

 

باسمي وباسمِ إخوتي وعموم آل بدر نقولُ لكَ أيُّها الخالُ العظيمُ إنَّنا نحمِلُ في قلوبِنا أَحرَّ التَّعازي والمواساة، وأنّ رحيلَ كاهنٍ كأَخينا شادي أثقلَ من أن يحمِلَهُ بكاءٌ، ولكنَّ الصّالحينَ لا يموتون وإنْ دُفِنوا، فالحياةُ تنبتُ من ذكراهُ الطّيبة وفي نومِهِ الأَبديِّ يستفيقُ على ملامحهِ نورُ الصَّلاةِ، وفي حضرةِ سيرتِهِ نُرتّلُ بصلواتِ الرَّحمةِ والتسبيحِ. أيُّها الخال، إنَّ الحزنَ ليُشفِقُ على قُلوبِنا لذا نغلِّفُهُ بالصَّبرِ وقَبولِ مشيئةِ الله، وإنَّ عزانا هو اقتباسُ سُلوكيّاتِهِ الرُّوحانيّةِ كأُسلوبِ حياةٍ يُوَرّثُ للأَجيال.

 

لقد خسرنا جسدًا ولكن ربحنا قدّيسًا للسماء. رحمةُ الفادي أَطيبُ منَ الحياة.

 

للمزيد من الصور