موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
قداس شكر بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الفضي للأب رشيد مستريح

عمان – أبونا :

رفعت الكنيسة في الأردن شكرها لله تعالى على اليوبيل الكهنوتي الفضي للأب رشيد مستريح الفرنسيسكاني، في القداس الذي ترأسه في كنيسة القديس فرنسيس بكلية تراسنطا، بحضور النائب البطريركي للاتين في عمّان المطران وليم شوملي، ورئيس أبرشية الروم الكاثوليك المطران جوزيف جبارة، والمستشار في السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي، والمستشار في حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، ومعلمي ومعلمات كلية تراسنطا، وحشد من المؤمنين من مختلف المناطق.

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، ألقى المطران الشوملي عظة القداس الإلهي، جاء فيها: "شكرًا للجنة التحضيرية التي دعتنا لحضور قداس الشكر بمناسبة اليوبيل الفضي للأب رشيد الذي عرفناه وأحببناه منذ فترة طويلة لخدمته في إدارة كلية تراسنطة، والتي جعل منها كلية مرموقة بين مدارس وكليات الأردن، وكذلك عمله كأمين عام للمدارس الكاثوليكية في المملكة، ومرشد لاتحاد الجمعيات الرهبانية في الأردن".

وأوضح بأن "الكتاب المقدس يستخدم 3 كلمات يونانية ليصف الحب والمحبة؛ ايروس: الحب الامتلاكي المستفيد، الذي يأخذ ولا يعطي، وهو حب الذات أو حب المصلحة. والكلمة الثانية هي فيليا: وتعني حب الصداقة بين شخصين، بسبب تشابهات ومقاربات ومصالح نبيلة يتصادق الناس، ففيها تضحية متبادلة. أما حب الأغابي فهو الحب النبيل الذي يعطي ولا يبحث عن مقابل، كحب الأهل لأبنائهم، والأزواج لبعضهم البعض، وحب الله أيضًا".

وأشار إلى أن "المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تظن السوء، وتفرح بالحق. هذه المحبة هي التي عرف الله نفسه بها حين قال يسوع: الله محبة. حب الأغابي الذي يتحدث به النص مستحيل إنسانيًا إذا لم يكن هدية مجانية. لا يمكننا أن نحب الرب ونشعر بأنه محبوبون لو لم يكن ذلك نتيجة نعمة مجانية منه وليس من فضلنا. الرب لا يحبنا لأننا طيبون وقديسون، لكن حبه لنا يجعلنا طيبين وقديسين".

وقال المطران شوملي: "دعا الله بمحبته الأب رشيد لاتباعه فلبّى الدعوة إلى الكهنوت، وفي الرهبة الفرنسيسكانية التي تجد في القديس فرنسيس ملهمًا لها، ونموذجًا في المحبة والمسالمة والوداعة. فمثلما سأل يسوع بطرس، سأل رشيد الصغير 3 مرات اتحبني اتحبني اتحبني، والكملة التي استعملها يسوع ليس حب الصداقة، بل حب العطاء بلا حدود. ففي الرسامة الكهنوتية يطبع المسيح في المدعو للكهنوت وسمًا جديدًا داخليًا لا يمحى، يجعل يسوع بواسطته الكاهن شبيهًا به. وهكذا يغدو كل مسيحًا آخر، حيث يقول البابا القديس بولس السادس: ’طبع المسيح في كل كاهن وجهه الإنساني والإلهي، معطيًا إياهم صورته ومثاله‘. لهذا السبب فإن الكاهن مؤهل أن يمثل المسيح الراعي والكاهن والخادم. بواسطة الكاهن يستمر يسوع في إعطاء المجد للآب، وفي تخليص العالم، مزودًا إياه بالمغفرة والنعمة الإلهية. لهذا السبب، يكون الواجب الأساسي على الكاهن أن يجعل المسيح حاضرًا، بصورة مرئية، في حياته وفي خدمته، وأن يعكس من وجهه وجه المسيح القائم".

وخلص المطران الشوملي عظته قائلاً: "باسمكم، وباسم اتحاد الرهبنات الذي يخدم فيه الأب رشيد منذ 2004، وباسم الأمانة العامة لإدارة الدارس المسيحية التي يرأسها منذ 2014، وباسم إدارة تراسنطا التي يديرها منذ 2001، أقدّم التهاني الصادقة للأب رشيد مستريح على خدمته الكهنوتية في حقل التربية، فقد مثّل المسيح المعلم خير تمثيل".

وقبل ختام القداس الإلهي، ألقى الأب رشيد مستريح كلمة، جاء فيها: "بقلوب تفيض بكثير من الفرح والمحبة والإيمان، احتفلنا بقداس اليوبيل هذا المساء. والقداس في التعبير الليتورجي هو الإفخارستيا أي فعل شكر. وفعل الشكر هذا ترفعه الكنيسة يوميًا، وفي كل مكان، حمدًا للرب على نعم الحياة والخلاص. لذلك أود في ختامه أن أجدد الشكر أولاً للرب الذي أحبني، وعلى دعوته، وشراكته في كهنوتية، وتحقيق حلم الطفولة، وكذلك على خبرة العناية الإلهية في كل الظروف الجميلة والصعبة، وعلى مرافقة نعمته لي في مختلف حقول الرسالة وفصول العمل، لذلك كلي ثقة بأمانة الرب أنه سيرافقني وسيثبتني عليها، وسيزيدني".

أضاف: "أودّ توجيه الشكر والتقدير لأصحاب السيادة الأساقفة على حضورهما ومشاركتهما وصلاتهما. ولإخوتي الآباء الكهنة من مختلف الكنائس، لهم شكري الصادق على حضورهم ومشاركتهم في هذه الإفخارستيا معي، وكذلك على خبرة الأخوّة الكهنوتية والرعوية التي نتشاركها. أما إخوتي الرهبان وأخواتي الراهبات، فأنا منكم ومعكم، فكذلك راهب يبحث عن حب المسيح واتباعه، لكم شكري الكبير على حضوركم وخدمتكم وأمانتكم الرهبانية".

وتابع الأب رشيد في كلمته: "أتوجه بالشكر على عائلة حراسة الأراضي المقدسة التي انتميت إليها واحتضنتني منذ شبابي، وأخص بالذكر الأب فرانشيسكو باتون المحترم، حارس الأراضي المقدسة، الذي يمثله بيننا قدس الأب إبراهيم فلتس، مستشار الرئاسة العامة. كذلك يذهب قلبي وفكري إلى عائلتي في سوريا، وأقول لهم أنتم حاضرون معنا بالروح والقلب، شكري الكبير لكم على محبتكم ومثالكم المسيحي ودعمكم الإنساني".

تابع: "لأسرة كلية تراسنطا الحبيبة في عمان الذين أصروا على هذا الاحتفال وتحضيره، أقول لكم أنني معكم وبينكم شعرت بكلمات يسوع تتحق عندما قال: ’ما من أحد ترك بيتًا أو أخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًا من أجلي ومن أجل البشارة إلا نال في هذه الحال مائة ضعف‘. كذلك أشكر اللجنة التحضيرية والكورال والكشافة وخدام الهيكل وجميع العاملين والمتطوعين الذين بذلوا من جهد ووقت، بحبٍ وسخاء. ولكم أيها الأخوة والأخوات الأحباء، أنتم جماعة المؤمنين، أنتم الكنيسة والحياة الحيّة. فمن أجلكم دعانا الرب، ومعكم نسير نحو الملكوت، لكم عظيم شكري على حضوركم اليوم من أماكن مختلفة. أشكر محبتكم وصلاتكم".

وخلص الأب مستريح في كلمته إلى القول: "وأما الأردن الحبيب وأهله الطيبين، فله في القلب مكانة ومحبة كبيرة كما كانت فيه أعوام كهنوتي ورسالتي. هو حقل الرسالة ومساحة واسعة من الخدمة والعلاقة الإنسانية اليومية، ولكنه حقل مثمر، والحمد لله. فقد أعطاني أضعاف ما بذرت من خدمة ومحبة وصداقة. دعواتي أن يحفظه الرب آمنًا وسكانه سالمين بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني. وأخيرًا، أرجوكم أن تنضموا معي لنرفع صلاة حارّة وصادقة لأجل السلام في منطقتنا، في سوريا الحبيبة، في فلسطين وكل بلاد منطقتنا وشعوبها. فلتشفع فينا بنت بلادنا، وسيدة السماء والأرض البهيّة، سلطانة السلام، الحبيبة أنا مريم العذراء، لكي يمنحنا الرب أيام خير وطمأنينة وسلام. واختم بالدعاء التقليدي والمحبب على قلب القديس فرنسيس الأسيزي Pax et Bonum، متمنيًا لكم ولعائلاتكم ولرعاياكم؛ السلام والخير".

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…