موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٨ أغسطس / آب ٢٠٢٠
قبرص: كنيسة في خدمة الجماعة

حراسة الأراضي المقدسة :

 

وصل مع بداية شهر آذار الماضي، وباء كورونا إلى جزيرة قبرص أيضًا، حيث توجد جماعة لاتينية مركبة ومتنوعة، تتكون من بعض الآلاف من المسيحيين.

 

وأوضح مفوض حارس الأراضي المقدسة في قبرص، والذي يشغل أيضًا منصب النائب البطريركي اللاتيني الأورشليمي هناك، الأب جورج كراج، قائلاً: "قبرص هي رسالة جميلة وتحمل على الالتزام. وقد تأثرنا نحن كذلك بالأزمة الاقتصادية، ذلك أننا نستقبل تبرعات للقداديس وبعض الإحسانات المباشرة من الأشخاص. ولكن بفضل الله وعنايته، لا شيء ينقصنا وها نحن مستمرون في خدمة الجماعة بفرح وسخاء".

 

يتراوح عدد المؤمنين خلال الاحتفالات الأسبوعية في رعايا قبرص، حوالي 5000 مؤمن، من بينهم 2500 فقط من مواطني قبرص. أما الباقي فهم عمال أجانب أو من أبناء المهاجرين من بلاد أوروبا، والشرق الأوسط والمنطقة الجنوبية الشرقية من القارة الآسيوية. تهتم مؤسسة كاريتاس في قبرص بهم، ويترأس هذه المؤسسة رئيس أساقفة الموارنة هناك المونسينيور يوسف سويف، بينما يشغل الأب جورج كراج، كممثل عن الكنيسة اللاتينية، منصب نائب الرئيس.

 

وأوضح الأب كراج: "كلاتين، نحن حاضرون في أربع رعايا تقع في المدن الرئيسية لجمهورية قبرص، وهي: نيقوسيا ولارناكا وليماسول وبافوس. وإضافة إلى الرهبان الفرنسيسكان الخمس، هناك ثلاث كهنة من جمعية الكلمة المتجسد، يسهرون على خدمة الرعية في بافوس". منذ اغلاق كافة الأماكن العامة في شهر آذار الماضي، لم يعد من الممكن إقامة احتفالات في شمال البلاد، حيث تقيم أربع تجمعات رعوية للعناية بالمهاجرين من الجانب التركي. وتابع الأب جورج: "لم استطع قبل 28 حزيران الاحتفال بالقداس الإلهي هناك. كما أننا نادرًا ما نذهب، حتى الآن، إلى الجانب الشمالي، ذلك أن الحدود مع المنطقة التركية لم تُفتح بعد".

 

أما في كنيسة الصليب المقدس في نيقوسيا، حيث يقيم الرهبان الفرنسيسكان، فقد أضحى بالإمكان إقامة القداس الإلهي منذ 23 أيار. وبالإمكان اليوم استقبال حوالي 50 شخصًا في القداس الذي يقام في الداخل، على أن يتم احترام قواعد التباعد الاجتماعي، بينما يستطيع سائر المؤمنون متابعة الاحتفال من الخارج، في البستان، من خلال مكبرات الصوت.

 

وللمكوث بقرب الجماعة المؤمنة، يتم يوميًا عبر صفحة الكنيسة في نيقوسيا على فيسبوك، نقل الصلاة اليومية، التي تتضمن صلاة الغروب والسجود للقربان الأقدس. كما ويتم نقل قداس الأحد مباشرة أيضًا. تم وقف هذه الخدمة خلال شهري تموز وآب، ولكن من الممكن العودة إليها لاحقًا في شهر أيلول.

 

كانت هنالك أيضًا مجموعة من المبادرات التي تم من خلالها على سبيل المثال توزيع الطعام على من يمرون ببعض الصعوبات. وقال الأب جورج: "كثيرون منهم هم من العمال الأجانب. منهم من تم تسريحه ومنهم من كان يعمل في وظائف غير ثابتة ودون عقد، وهو الآن عاطل عن العمل. كان من الصعب أيضًا على المهاجرين، العثور على مكان ملائم للإقامة يتناسب والقوانين التي وضعتها الدولة في شأن الحجر الصحي. يعيش الكثيرون في شقق تضم عشر أو خمس عشرة شخصا، وقد جاءت الشرطة عدة مرات لمحاولة اخلائهم". أما في مرافق الرعية في نيقوسيا، فيوجد مقر لجمعية كاريتاس يقوم بمساعدة السوريين والفلسطينيين والباكستانيين وغيرهم. بعضهم لاجئون، وبعضهم الآخر هم ضحايا للتجارة غير المشروعة في مجال الهجرة، وقد دفعوا مبالغ طائلة لأجل الوصول إلى بلاد أوروبية أخرى. ولكن قد تم تنزيلهم في قبرص، وهم الآن دون أية عناية.

 

وأوضح رئيس الكنيسة في نيقوسيا قائلاً: "قمنا في رعيتنا في نيقوسيا، بتقديم قاعة القديس أنطون مجاناً لجمعية كاريتاس، حيث تتم النشاطات اليومية. كنا نقدم في قاعة القديس فرنسيس، في الدير، قبل بدء انتشار فايروس كورورنا، دروساً ووجبات طعام يوم الأحد للمئات من الأشخاص، لكننا اضطررنا للتوقف بسبب حالة الطوارئ. ومنذ شهر أيار، عادت مؤسسة كاريتاس إلى نشاطاتها خارج الكنيسة، تفادياً لتجمع الأشخاص في أماكن مغلقة". يوجد حوالي ألفي مهاجر، ممن يحصلون على المساعدة لحل مشكلاتهم القانونية، بينما يتم استقبال البعض الآخر في قاعة كبيرة للنوم. كذلك تقوم بعض المؤسسات الخيرية في رعيتي لارناكا وليماسول، بالعديد من النشاطات التي تهدف إلى تقديم الدعم.

 

واكد الأب جورج كراج قائلاً: "الحمد لله، لا يوجد في جماعاتنا مصابين بفيروس كورونا. وإنني مؤمن أن هذه حماية خاصة يقدمها لنا القديس أنطون، الذي نصلي إليه كل يوم منذ ان طلبت ذلك حراسة الأراضي المقدسة. قبرص هي نافذة على الشرق الوسط، لذلك فإننا نصلي لكي يبدأ السلام وتبدأ المصالحة من هذه الجزيرة بالتحديد. تحتفل قبرص هذا العام بمرور 60 عامًا على استقلالها، ولكنها تعاني من انقسام فعلي منذ 46 عامًا، يشكل جرحًا في المجتمع. نستمر في رفع صلاتنا وفي العمل من أجل بناء جسور وتحطيم الجدران".