موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ١٤ فبراير / شباط ٢٠٢٠
في شتاء إدلب المر.. سوريون بلا مأوى يحرقون القمامة بحثًا عن الدفء
أطفال من النازحين داخليا يلعبون في الجليد بالقرب من خيام في معسكر، الخميس (رويترز)

أطفال من النازحين داخليا يلعبون في الجليد بالقرب من خيام في معسكر، الخميس (رويترز)

رويترز :

 

قال موظفو وكالات إغاثة إن أسر وعائلات فرت من القصف الجوي ومن تقدم القوات السورية في محافظة إدلب، تنام في العراء وفي الشوارع وفي بساتين الزيتون وتضطر لإحراق أكوام سامة من القمامة التماسا للدفء في ليالي الشتاء القارس.

 

وتسبب هجوم الحكومة السورية على المنطقة في تشريد مئات الآلاف وأدى لتكدس عدد متزايد من النازحين في جيب قرب الحدود التركية تتقلص مساحته باستمرار. ويقول مسؤولون في وكالات إغاثة إن تلك هي أكبر موجة نزوح منفردة للمدنيين في الحرب الدائرة منذ تسع سنوات لكن هؤلاء النازحين لا يجدون المأوى ولا الإمدادات لمساعدتهم.

 

وقال موظفو إغاثة إن عشرة أطفال توفوا في الأسبوع المنصرم وحده في مخيمات مؤقتة تتناثر على منطقة الحدود. وتزدحم الطرقات بسيل لا ينتهي من السيارات والمركبات المحملة بأمتعة المدنيين الفارين بينما نزح آخرون سيرا على الأقدام.

 

ويروي أحد النازحين في مخيم بشمال إدلب كيف لقيت أسرة مؤلفة من أربعة أفراد حتفها يوم الثلاثاء اختناقا بالدخان بعد أن أوقدوا نارا في أحذية وملابس قديمة وألواح من الكرتون. وقال عدنان الطيب لرويترز عبر الهاتف "أغلب الناس يأتون بأكوام من الأحذية والملابس القديمة لحرقها... كان أفراد الأسرة نائمين فاختنقوا".

 

وهناك زهاء ثلاثة ملايين مدني ما زالوا عالقين بين قوات الحكومة السورية التي تتقدم في المنطقة والحدود التركية المغلقة. وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري بالفعل وتقول إنها لا تستطيع استقبال المزيد.

 

وتسببت العواصف، التي غطت أغلب منطقة شمال غرب سوريا بالثلوج هذا الأسبوع، في تفاقم محنة النازحين. وفي ظل تلك الظروف أصبح المأوى نادرا بعد أن غصت المنازل والخيام بالعشرات في حين لم يعد لدى المعدمين من النازحين ما يكفي لشراء وقود أو وسائل للتدفئة.

 

وتقول راتشيل سيدر من المجلس النرويجي للاجئين "يحرق الناس كل ما هو متاح لديهم.. يحرقون أشياء اتقاء للبرد لكن استنشاق دخانها يمثل خطرا كبيرا". بينما وصف مارك كاتس نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة المعني بالأزمة السورية الموقف في إدلب بأنه كارثي. وقال "نسمع باستمرار قصصًا عن رضع وأفراد يموتون من البرد وعدم قدرتهم على اتقائه".

 

ومع وصول الجيش السوري لمشارف مدينة إدلب التي يقطنها حاليًا نحو مليون نسمة، يمكن لهجوم عسكري شامل أن يؤدي إلى كارثة أكبر.

 

لم يبق مكان

 

تقول وكالات الإغاثة الدولية إن تدفق النازحين أغرق المخيمات الموجودة بما فاق طاقة استيعابها بكثير في شمال إدلب وهي مخيمات كانت تهدف لإيواء أسر نزحت بسبب موجات قتال سابقة مما أدى إلى رد القادمين الجدد على أعقابهم.

 

وقال كاتس "ببساطة نحن نرى أشخاصًا لم يعد لديهم مكان يذهبون إليه. إنهم يتكدسون في منطقة تتقلص باستمرار ويشعرون بأن العالم بأسره تخلى عنهم وخذلهم".

 

وبعد أن كان ريف إدلب منطقة زراعية أساسية للزيتون أصبح الآن يشبه المناطق العشوائية التي تحيط بأطراف المدن المكتظة. تقول سيدر "الأسر تتشارك الخيام مع ما يصل إلى 30 أو 35 شخصًا آخرين وهناك مساحة ضئيلة جدًا لمن يحاولون الفرار في شمال إدلب في تلك المرحلة".