موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٠ أغسطس / آب ٢٠٢٠
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، كاريتاس الدولية تدعو لتمكين المجتمعات المحلية
إحدى المبادرات الإنسانية لكاريتاس سوريا المتمثلة بإقامة خزانات مياه للنازحين على الحدود السورية التركية

إحدى المبادرات الإنسانية لكاريتاس سوريا المتمثلة بإقامة خزانات مياه للنازحين على الحدود السورية التركية

أبونا :

 

في اليوم العالمي للعمل الإنساني، 19 آب 2020، سلّطت مؤسسة كاريتاس الدولية الضوء على دور المجتمعات المحليّة كجهات فاعلة في التضامن، ودعت لمزيدٍ من تقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدني المحليّة، لاسيما المؤسسات الدينية، التي تدعم وتساعد وتمكّن المجتمعات المحليّة في جميع أنحاء العالم.

 

وجاء في البيان الصادر عن كاريتاس الدوليّة: "في عام 2020، يتم الاحتفال بهذا اليوم في سياق جائحة كوفيد-19 العالميّة، وبعد فترة وجيزة من انفجار لبنان الذي سيبقى محفورًا في أذهان المجتمع الدولي. في هذه اللحظة التاريخية، يُختبر النظام الإنساني الدولي بشكلٍ لم يسبق له مثيل، فيما تقدّم البعثات الإنسانية المساعدة إلى شخص واحد من بين حوالي 45 شخصًا حول العالم".

 

وقال ألويسيوس جون، الأمين العام لمنظمة كاريتاس الدوليّة، وهي ثاني أكبر شبكة كاثوليكية اجتماعيّة، والحاضرة في جميع بلدان العالم تقريبًا: "في هذا اليوم، يستذكر المجتمع الدولي كرم آلاف العاملين في المجال الإنساني، والفقراء، وقبل كل شيء الناجين من الكوارث وهم يأملون في العيش بكرامة". ويهدف جزء كبير من عمل مؤسسة كاريتاس الدولية (وهو اتحاد يضم 162 عضوًا) في تمكين المجتمعات المحليّة، بما في ذلك تعزيز المساعدات الإنسانية.
 

مشروع زراعي انتاجي بدعم من كاريتاس إفريقيا الوسطى

مساعدة الناس على مساعدة الآخرين

 

ويوضّح جون بأنّ "الدفاع عن المجتمعات الأكثر فقرًا، ومرافقتها في وقت وقوع الكارثة بشكل خاص، هي مهمّة مؤسسة كاريتاس الدوليّة، بحيث يتمثّل دورها بشكل رئيسي في مساعدة الناس لمساعدة الآخرين"، مشددًا على الكيفية التي تنظر إليها المجتمعات المحليّة إلى جائحة كوفيد-19، باعتبارها الجهة الفاعلة في الاستجابة لحالات الطوارىء الإنسانيّة هذه.

 

وبالتالي، تدعم كاريتاس الدوليّة بشكل كامل توطين المساعدات الإنسانيّة، وتعمل على تزويد المجتمعات المحليّة بالمعرفة والوسائل التي تحتاجها لتمكينها من الاستجابة لحالات الطوارىء الإنسانيّة بشكل مستقل. ويضيف جون: "يجب أن يقودنا اليوم العالمي للعمل الإنساني إلى الابتكار في الاستجابة الإنسانيّة، كما أنّه على الحكومات ومجتمع الدول المانحة التركيز على تمكين منظمات المجتمع المدني المحليّة، وخاصة المنظمات الدينية الموجودة في المجتمعات المحليّة".

 

وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني، حثّت مؤسسة كاريتاس الدوليّة الحكومات ومجتمع الدول المانحة على "1: تخصيص صناديق محلية لتمكين منظمات المجتمع المدني، 2: تخصيص التمويل اللازم لتمكين الجماعات المحليّة على اتخاذ الإجراءات المناسبة في أوقات الكوارث، 3: ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، وكذلك حماية مصالح الجماعات المحليّة".

من مبادرات كاريتاس القدس في دعم المجتمع المحلي

لمحة عامة عن العمل الإنساني

 

في عام 2019، كان عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانيّة أكثر مما توقعته الأمم المتحدة. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى النزاعات والظروف المناخية القاسية. وقدّم المانحون رقمًا قياسيًّا من التبرعات بلغ حوالي 16 مليار دولار لصالح النداءات الإنسانيّة المشتركة بين الوكالات الأمميّة في الفترة من كانون الثاني حتى تشرين الثاني من ذات العام.

 

وتلفت الأمم المتحدة الانتباه إلى أنّ "الامتثال للقانون الدولي آخذ في التراجع. حيث تؤدي النزاعات المسلحة إلى قتل وتشويه عدد هائل من الأطفال، مما يرغمهم على ترك منازلهم، وبالتالي أصبحوا جيلاً ضائعًا. وتعدّ النساء والفتيات أكثر عرضة لمخاطر العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي. كما يعاني واحد من بين كل خمسة أشخاص يعيشون في مناطق النزاع من أحد اضطرابات الصحّة العقليّة".

من مبادرات كاريتاس لبنان بعد انفجار ميناء بيروت

وحول الاتجاهات والمخاطر الناشئة، توضّح الأمم المتحدة "يؤدي التغيّر المناخي إلى جعل الناس أكثر عرضة للمخاطر أثناء الأزمات الإنسانيّة. وترتبط أسوأ ثماني أزمات غذائيّة في العالم بكلّ من الصراعات والصدمات المناخيّة. كما أصبحت الأمراض المعديّة أكثر انتشارًا، وازدادت صعوبة احتوائها بسبب الصراعات، وضعف النظم الصحيّة، وسوء حالة المياه والصرف الصحي، وعدم الحصول على اللقاحات.

 

وفي عام 2019، تضيف الأمم المتحدة، "كانت 33 دولة من البلدان منخفضة الدخل تعاني من أزمة الديون، أو معرّضة لمخاطرها. من بينها، هناك 12 دولة لديها نداءات إنسانيّة تستضيف 40% من الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانيّة. يمكن أن يؤدي التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى زيادة ضعف البلدان التي تعاني بالفعل من الضغوط الاقتصاديّة ومشاكل الديون".

 

وحول الاحتياجات والمتطلبات الإنسانيّة، تقول الأمم المتحدة "في عام 2019، سيحتاج حوالي 168 مليون شخص المساعدات الإنسانيّة والحماية، أي بمعدل واحد من كل 45 شخصًا حول العالم، وهو أعلى معدل منذ عقود". وتسعى الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة إلى مساعدة ما يقرب من 109 مليون شخص من بين الفئات الأكثر ضعفًا، وسيتطلّب ذلك تمويلاً بقيمة 28.8 مليار دولار.

جهود مباركة لكاريتاس فنزويلا

أما على المستوى العالمي، ففي بداية العام 2019، كان هناك نحو 821 مليون شخص يعانون من سوء التغذية، من بينهم 113 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد. وشددت الأمم المتحدة على أنّ "النزاعات المسلحة والاضطهاد قد تسبّبا في إجبار عدد قياسي من الأشخاص (71 مليون تقريبًا) على النزوح من ديارهم".

 

وحول الوضع الإقليمي فأشارت إلى أنّ اليمن "تعدّ أسوأ أزمة إنسانيّة في الهالم، ومن المتوقّع أن يظل عدد المحتاجين تقريبًا من معدل عام 2019 البالغ 24 مليون شخص (80% من عدد السكان). وتعدّ الاستجابة الإنسانيّة في اليمن هي الأكبر على مستوى العالم، رغم التحديات الهائلة". وحول الوضع في سورية "فلا يزال الصراع يحرّك أكبر أزمة للاجئين في العالم، حيث بلغ تعداد اللاجئين في المنطقة 5.6 مليون شخص. بالإضافة إلى ذلك، فهناك أكثر من 6 ملايين نازحين داخل بلادهم".