موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٢ أغسطس / آب ٢٠١٨
في اليوم العالمي للشباب.. مساحات آمنة للشباب

مكرم القيسي :

في مخاطبة الشباب الأردني المثابر والمنجز وحامل راية الإرادة والمبادرة، بمناسبة اليوم العالمي للشباب، نقف جميعنا اليوم أمام معادلة التحديات والأمل بالمستقبل الواعد، التي يحفزنا على النجاح بها ما نلمسه ونستلهمه من الشباب الأردني من إصرارٍ وعزمٍ وطموح يتميزون بها، متسلحين بحبهم لوطنهم، وتطلعهم للنهوض به، وحرصهم على المشاركة في مسيرته، في العطاء والبناء والتنمية.

وإذ تحتفل الأسرة الشبابية الأردنية، إلى جانب الشباب العالمي بهذا اليوم، الذي أقرته الأمم المتحدة مع مطلع الألفية كمناسبة دولية، لننتهز الفرصة لتهنئة شباب الأردن، الجيل الواعد وبناة المستقبل ووعد الغد، بهذه المناسبة، التي تدفعنا لمزيد من الحرص على بث الأمل والتفاؤل في نفوس شبابنا، وتحفيز قدراتهم والبناء عليها، وتعزيز القيم الإيجابية التي غرست فيهم.

إن الفلسفة التي تقوم عليها هذه المناسبة العالمية، والتي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تعزز نهج الحوار والتشاركية والانفتاح الذي تقوم عليه الفعاليات والنشاطات المتبعة والمخطط لها من قبل وزارة الشباب، وتطبقها عبر المراكز والمديريات الشبابية في مختلف مناطق المملكة. كما أنها تدفع باتجاه تعميق البعد التنويري والتأهيلي في البرامج والاستراتيجيات الحكومية نحو هذا القطاع الحيوي، وهذه الفئة العزيزة من أبناء الأردن، وصولاً إلى تزويدهم بأدوات المعرفة ومهارات الإبداع والتميّز، حتى يحقق الشباب طموحاتهم التي يتطلعون إليها، وليكونوا شركاء فاعلين في مسيرة الوطن.

وتشكّل الرؤية الملكية الحديثة والمتطورة لجلالة الملك عبدالله الثاني تجاه الشباب الأردني، نهجاً تنويرياً يحتذى، وفكراً نستلهم منه العمل الجاد، وخريطة طريق نسير عليها نحو الإنجاز، وما زالت رسالة جلالة الملك إلى الشباب الأردني في مثل هذا اليوم من العام 2007، تعكس الحرص الملكي على دعم القطاع الشبابي في الأردن، والفكر الناضج حول مستقبل الأردن بيد أبنائه، الحافز لجميع المؤسسات والجهات المعنية بالعمل الشبابي للعمل بأقصى طاقاتها لتوفير فرص التشاركية والإنتاج المؤدي إلى الإنجاز والنجاح والتفوق.

إن الإيمان بقدرة ومكانة الشباب، كقوة مجتمعية فاعلة وشريحة ذات دورٍ محوري، يتطلب توسيع وتعزيز آليات الانفتاح عليهم والحوار معهم والتشاركية بينهم، وهو ما تسعى وزارة الشباب اليوم إلى تحقيقه عبر خطط وبرامج مدروسة تؤمن بشراكة الحوار والتخطيط والعمل مع الشباب، استندنا فيها على تعزيز عناصر الثقافة والوعي في مختلف الملفات والأولويات التي تهمهم، كخطوة أولى تفتح قنوات الحوار، وتعزز عوامل الثقة الشبابية بأنفسهم ودولتهم ومجتمعهم، انتقالاً إلى خطوات تدريجية في مراحل لاحقة تحقق الاندماج، وتوفّر الفرص المتساوية، والمساحات العملية والمجتمعية التي يرون فيها أنفسهم، وفقاً للقدرات المتنوعة والطاقات المصقولة بوعي وطني وثقافة معرفية.

ومع اختيار "مساحات آمنة للشباب" كعنوان لليوم العالمي هذا العام، فإنه لا بد لنا من العمل المبني على الإيمان بعناصر التشاركية والمسؤولية لتوفير مساحات آمنة، ملموسة وميدانية وإلكترونية، تمكن الشباب من الانخراط في قضايا مجتمعاتهم، وتدعم فرصهم بالمشاركة في الرياضة والأنشطة النوعية، فضلا تحقيق التفاعل التنويري والمعرفي في الفضاء الالكتروني العابر للحدود والثقافات المختلفة، انسجاماً مع الفلسفة الفكرية والتطلعات التي قامت عليها هذه المناسبة الدولية.

ويتميز الأردن، بفضل قيادة جلالة الملك وتوجيهاته المستمرة، بتوفر بنية تحتية ومساحات ميدانية للشباب، من مرافق ومدن رياضية ومجمعات ومراكز ومسكرات وبيوت شبابية تغطي مختلف مناطق المملكة، بهدف توفير بيئة ومساحات آمنة للقطاع الشبابي، وهو ما جاء معظمه بمبادرات ملكية سامية استجابة لحاجة الشباب الأردني، وتسعى وزارة الشباب لتعزيزه ببرامج ميدانية وتدريبية وتأهيلية وتواصلية بين الشباب أنفسهم ومعهم، لفهم واقعهم بشكل أكبر، وتلمّس التحديات التي يواجهونها ميدانيا وعن قرب، وللاستماع منهم لأفكار تسهم في النهوض بواقع شبابي، نتطلع جميعا، دولة ومجتمعا، للوصول به إلى مرحلة انتاج قيادات شبابية وطنية فاعلة.

إن الإنجازات التي حققها العديد من شباب الأردن في مختلف المحافل الدولية، وفي قطاعات التكنولوجيا والعلوم والابتكار والرياضة، تزيد فينا من الفخر بهم، وتشد من عزيمتنا نحو دعمهم، وترسّخ إيماننا بأن الاستثمار بقدرات الشباب ودعمها، إلى جانب توفير المساحات الآمنة والدعم الملائم لهم، سيقودنا حتما للخروج من دائرة الإحباط نحو الأمل، ومن مستوى التواضع على درجات التميّز، التي هي طموح للشباب أنفسهم، وحق لمجتمعهم عليهم، والأهم أنها أمل المستقبل بهم.

ورغم ما يمر به الأردن ويواجهه من تحديات تعاني منها معظم دول العالم، إلا أننا تعلمنا من قائد الشباب ورائدهم جلالة الملك عبدالله الثاني أن النجاح واجتياز الصعاب يكمن في تحويل التحديات إلى فرص، يعززها الأمل المعقود على شبابنا الواعي والمتعلم والناضج، الذي نشأ في بيئة آمنة تنعم بالاستقرار، ودولة امتازت قيادتها بتبني ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والكراهية، ودعم جهود تحقيق السلم والأمن العالميين في مختلف المجتمعات والدول.

وإنني إذ أجدد التهنئة للشباب الأردني والشباب حول العالم بهذه المناسبة العزيزة، لأؤكد أن نهج الانفتاح وسياسة التواصل الفعّال والحرص و الحوار البناء ستبقى هي الأساس في التعامل مع القطاع الشبابي، وسيبقى في نصب أعيننا وفي صلب استراتيجيات وبرامج وزارة الشباب والمراكز التابعة لها الهدف بتحقيق تطلعات الشباب بغدٍ أفضل، ومستقبلٍ واعد ومثمر، طالما كان حرصنا جميعاً ينبع من الحب للوطن والارتقاء به كما تسعى له القيادة الهاشمية ويراه الشعب الأردني بعيون المستقبل.