موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يتسبب تناول الأغذية الفاسدة بإصابة 600 مليون شخص حول العالم بالأمراض، أي واحد من بين كل 10 أفراد يصاب بتوعك. وسنويًا، يموت 420 ألف شخص بسبب تناول الأغذية الفاسدة، وذلك بحسب وكالات أممية متخصصة.
وأشارت كل من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية إلى أن "سلامة الأغذية هي مسؤولية مشتركة" تقع على عاتق الجميع: الحكومات والمصانع والمنتجون وأصحاب الشركات والمستهلكون. وفي الوقت الذي سلّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على أهمية مراقبة سلامة الأغذية ومعالجة هذه القضية وتكييف أنظمة سلامة الغذاء للاستجابة إلى تعطيل سلاسل الإمداد وضمان استمرار الحصول على الغذاء الآمن.
وقال ماركوس ليب، مدير وحدة سلامة الأغذية وجودتها في منظمة الأغذية والزراعة، إنه في مثل هذه الأوقات العصيبة فإن شعار هذا العام هو: "سلامة الأغذية مسألة تهم الجميع" وهي أكثر أهمية من أي وقت مضى. وأضاف: "بصرف النظر عن أي أمر آخر يحدث، يحتاج كل شخص إلى طعام سليم يوميا، لا يجب أن نتخلى عن يقظتنا، يجب ضمان سلامة غذائنا".
استثمار في الصحة
ولا تُعدّ السلامة الغذائية أمرًا حاسمًا فقط من أجل صحة أفضل وأمن غذائي، ولكن أيضًا هي مهمة لسبل العيش وتنمية الاقتصاد والتجارة وسمعة البلدان حول العالم.
وفي بيان مشترك صدر عن المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، شو دونيو، ود. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وروبرتو أزيفيدو، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، قال المسؤولون إن الملايين حول العالم يعتمدون على التجارة الدولية من أجل أمنهم الغذائي وسبل عيشهم.
ودعا البيان "إلى توخي الحذر لتقليل الآثار المحتملة على إمدادات الغذاء أو العواقب غير المقصودة على التجارة العالمية والأمن الغذائي مع اتخاذ الدول إجراءات لاحتواء جائحة كوفيد-19". كما أشار المسؤولون إلى أهمية التأكد من أن المعلومات الخاصة بإجراءات التجارة المتعلقة بالأغذية وبمستويات إنتاج الأغذية واستهلاكها والمخزون والأسعار متاحة للجميع.
وشدد البيان على ضرورة ضمان ألا تخلق جائحة كوفيد-19 دون قصد نقصا غير مبرر في المواد الأساسية وبذلك تؤدي إلى تفاقم الجوع وسوء التغذية. وقال البيان: "حان الوقت لإظهار التضامن والعمل بمسؤولية والالتزام بهدفنا المشترك المتمثل بتعزيز الأمن الغذائي وسلامة الأغذية والتغذية وتحسين الرفاهية العامة للناس حول العالم".
إنتاج الطعام
تحمل الأمراض الناجمة عن الأغذية الملوثة آثارًا أكبر على الناس الذين يعانون من سوء الصحة أو ضعف الحالة الصحية، وتؤثر على الرضّع والحوامل وكبار السن والمرضى وتؤدي أحيانا إلى الوفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي الوقت نفسه، وطوال مراحل الإمدادات الغذائية المختلفة والمعقّدة، تزداد فرص فساد الأغذية بدءا من الإنتاج في المزارع إلى الذبح أو الحصاد وأثناء التجهيز والتخزين والنقل وانتهاء بالتوزيع. وعلاوة على ذلك، فإن عولمة إنتاج الأغذية وتجارتها تطيل عملية الإمدادات الغذائية مما يعقّد التحقق من تفشي الأمراض التي تنقلها الأغذية ويؤخر سحب المنتجات من الأسواق.
وتتجاوز آثار تلوّث الغذاء بكثير العواقب المباشرة على الصحة العامة، وتقوّض صادرات الأغذية والسياحة وسبل العيش التي تُعنى بالأغذية والتنمية الاقتصادية في البلدان متقدمة النمو والبلدان النامية على حدّ سواء. ولتحسين سلامة الأغذية، دعت الصحة العالمية الحكومات والوكالات التي تشمل الصحة العامة والزراعة والتعليم والتجارة إلى التعاون فيما بينها وكذلك إشراك المجتمع المدني بما في ذلك مجموعات المستهلكين.
معالجة القضية
ولضمان سلامة الأغذية وجودتها، يجب تقوية الأنظمة على مستويات محلية وإقليمية ودولية بحسب منظمة الأغذية والزراعة. ومن بين أمور أخرى، يتطلب ذلك:
- إظهار قيادة في تقييم وتطوير نظم مراقبة الأغذية بما في ذلك السياسات والأطر التنظيمية.
- الإدارة المؤسساتية والفردية بما في ذلك إدارة حالات الطوارئ المتعلقة بسلامة الأغذية.
- تقديم المشورة العلمية السليمة لدعم المعايير على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
- وضع منصات وقواعد بيانات وآليات تدعم الحوار والوصول العالمي إلى المعلومات.
- جمع وتحليل وتوصيل المعلومات حول الإمدادات الغذائية.