موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٧
في اليوم الأول من زيارته إلى ميانمار، البابا يلتقي بقائد الجيش

رانغون – أ ف ب :

بدأ البابا فرنسيس الاثنين زيارة حساسة غير مسبوقة إلى بورما حيث استقبله آلالاف في رانغون بملابسهم الفولكلورية، قبل أن يلتقي قائد الجيش الذي أكد "عدم وجود تمييز ديني" في بلاده رغم اتهامه بممارسة "تطهير عرقي" بحق المسلمين الروهينغا.

وأعلن الجنرال مين اونغ هلينغ عبر حسابه على موقع "فيسبوك" أنه أكد للبابا فرنسيس خلال لقائهما "عدم وجود تمييز ديني" في بلاده، و"كذلك الأمر بالنسبة لجيشنا... فهو يسعى من أجل سلام واستقرار البلاد". وأضاف أنه لا يوجد كذلك "تمييز بين المجموعات الاتنية" في بورما.

وعقد اللقاء الذي استمر 15 دقيقة مع الجنرال هلينغ في مقرّ إقامة البابا. ووصف الفاتيكان اللقاء بأنه من باب "المجاملة". وقال متحدث باسم الفاتيكان أن اللقاء تطريق أن الرجلين "تحدثا عن المسؤولية الكبيرة على عاتق سلطات البلاد في هذه المرحلة الانتقالية".

وسيلتقي البابا اونغ سان سو تشي الحاكمة المدنية للبلاد، الحائزة نوبل للسلام، والتي تواجه انتقادات بسبب عدم تحركها في قضية الروهينغا، الذين هرب أكثر من 620 ألفًا منهم منذ أواخر آب من قراهم في راخين إلى بنغلادش من حملة القمع التي يشنها الجيش، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطهير عرقي".

وتزيد زيارة الحبر الاعظم التي تستمر أربعة أيام الضغوط على سلطات بورما بشأن معاملة أفراد هذه الأقلية الذين وصفهم البابا بأنهم "اخوتنا" وكرر نداءاته للتخفيف من معاناتهم. ويدرك البابا أن القوميين البوذيين المتشددين يتابعون من كثب تصريحاته خلال الزيارة، وقد نصحه رئيس أساقفة بورما الكاردينال تشارلز بو بعدم لفظ كلمة "الروهينغا" التي تثير غضب البوذيين واستخدام تعبير "المسلمين في ولاية راخين" بدلاً منها.

وحضرت حشود من الكاثوليك الإثنين إلى رانغون لاستقبال البابا البالغ 80 عامًا، ملوحة بأعلام بورما والفاتيكان من المطار وعلى الطريق التي سلكها موكبه. وقالت كريستينا اي اي سين موظفة البنك التي ارتدت قميصًا قطنيًا عليه صورة البابا وكلمتا "السلام والمحبة"، "رأيت البابا. لقد بكيت من شدة فرحي. إنه لطيف وحنون. لقد أتى من أجل السلام".

ويعلق المسيحيون الكاثوليك البالغ عددهم نحو 650 الف شخص ويشكلون نحو واحد بالمئة من سكان بورما الذين يعدون 51 مليونًا، آمالاً كبيرة على الزيارة. وقالت الراهبة جينيفياف مو من ولاية كارين في شرق البلد إن "الناس جاءوا من كل مكان لمجرد رؤيته لبضع دقائق. أنا سعيدة وفخورة بحكومتنا التي أتاحت تنظيم هذه الزيارة".

وبالمثل يترقب الزيارة لاجئو الروهينغا الذين رووا شهادات مروعة عن فظاعات جيش بورما التي تمثلت في عمليات اغتصاب وقتل وتعذيب. وقال إمام المسجد نور محمد البالغ من العمر 45 عامًا في مخيم للاجئين الروهينغا في كوكس بازار الحدودية في بنغلادش انه يأمل أن يقنع البابا مسؤولي بورما بعودة اللاجئين ومنحهم "المواطنة وانهاء كل اشكال التمييز" بحقهم.

وقبل اندلاع أعمال العنف كان يعيش نحو مليون من الروهينغا في بورما، عدد كبير منهم منذ عدة أجيال. ويطلق عليهم البوذيون "البنغاليين" لأنهم أساسًا هاجروا من هذا البلد. وقد أقرت بورما عام 1982 قانونًا يمنعهم من الحصول على الجنسية وهذا جعلهم أكبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم. وهم يتعرضون فيها لشتى انواع التمييز من العمل القسري إلى الابتزاز وحرمانهم من حرية التنقل وقوانين زواج غير عادلة عدا عن مصادرة أراضيهم.

لكن هامش المناورة لدى البابا محدود، إذ يقول ريتشارد هورسي المحلل المستقل المقيم في بورما أن "الغالبية في بورما لا يصدقون الروايات الدولية حول تعرض الروهينغا لفظاعات وحول لجوء مئات الآلاف منهم إلى بنغلادش". وأضاف "اذا أصر البابا على التطرق إلى المسالة، فسيؤجج ذلك التوتر"، وهو ما يخشاه الكاثوليك.