موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٧ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
فنزويلا تقتحم اليوم العالمي للشباب في بنما، والفاتيكان: لا لمزيدٍ من المعاناة

بقلم: دومينيكو أجاسو ، ترجمة: منير بيوك :

لم يستطع الكرسي الرسولي البقاء صامتًا. وقع ضغط كبير جدًا على البابا منذ أن وطأت قدماه أرض أمريكا اللاتينية. وهكذا اندلعت الأزمة في فنزويلا خلال زيارة فرنسيس إلى بنما من أجل الإحتفال باليوم العالمي للشباب، مما أجبر البابا على التعبير عن نفسه من خلال المتحدث أليساندرو جيسوتي.

في مذكرته، صرح المدير المؤقت للمكتب الصحفي بأن "الأب الأقدس، الذي وصل إلى بنما في الوقت الذي انتشرت فيه أخبار فنزويلا، يتابع تطور الوضع عن كثب ويصلي من أجل الضحايا، ومن أجل كل الفنزويليين، كما إن الفاتيكان يدعم كل الجهود لتجنيب السكان المزيد من المعاناة". إنه بيان حذر، جاء بدافع من عدم اليقين لما يحدث، إضافة لديناميكيات الميدان إنطلاقًا من تلك المتعلقة بالجيش. إنه يدل على الحذر والأهمية أيضًا لأنه لا يقر بأي شيء للأطراف المعنية. وفوق كل ذلك، لا يريد البابا المخاطرة بخلق شرارات قد تثير ردود فعل نارية.

ومن الجدير ذكره المشهد غير المتوقع بعد لقاء البابا فرنسيس مع أساقفة أميركا الوسطى: فبنبرة جادة، أخذ فرنسيس الميكروفون للتساؤل عما إذا كان هناك أي أسقف فنزويلي حاضر. الشعور هو أنه يريد التحدث معهم في أقرب وقت ممكن. كما تشارك الكنيسة الفنزويلية بشبابها في يوم الشباب العالمي، وسط مخاوف، ومكالمات هاتفية في المنزل، واهتمام بالأخبار وبالصحف.

أما الموقف الرسمي للأساقفة الفنزويليين فهو معروف بشكل جيد: إنهم يطلبون ضمان حياة الناس وحرية التعبير. وفي بيان، وقعه رئيس المجلس المونسنيور روبرتو لوكيريت: فإنه "يحث مختلف القوى الأمنية ويطالب باحترام المواطنين -الذين يتظاهرون اليوم، والذي ينص على حقهم في المادة 68 من الدستور- وبتجنب القمع العنيف، والاحتجاز االعشوائي، والقسوة، إضافة إلى استخدام الأسلحة النارية والمواد السامة للتحكم في المظاهرات السلمية". ويشير المجلس إلى أن الجمعية الوطنية، هي "حاليًا الهيئة الوحيدة ذات السلطة العامة التي يحق لها ممارسة سلطتها"، وأن التظاهر يهدف أيضًا إلى التشاور الشعبي مع ما يسمى (Cabildo abierto)، وهي طريقة للتشاور الشعبي المنصوص عليها في الدستور "حيث قراراته ملزمة لجميع ظروف الدولة".

وقد أبلغ مؤتمر الأساقفة الفنزويليين وكالة فيدس الفاتيكانية للأنباء بأنه ما زال في ماتورين (Maturin) ما يقرب من سبعمئة شخص محتجزين داخل كاتدرائية نوسترا سينورا ديل كارمن (Nuestra Señora del Carmen)، خوفًا من أعمال العنف ضد المتظاهرين. وماتورين مدينة تقع شرقي فنزويلا، وتعتبر العاصمة النفطية لشرق البلاد. وفي تلك المنطقة بالذات، قام الحرس الوطني والشرطة بعملية قمع قاسية للمتظاهرين.

كما تدخل من بنما الكاردينال الفنزويلي بالتازار إنريكي بوراس كاردوزو، رئيس أساقفة ميريدا والمدبر الرسولي لأبرشية كاراكاس، داعيًا قوات أمن الدولة إلى احترام حق الاحتجاج، ومؤكدًا حق الكهنة بالتظاهر أيضًا "يتم ذلك دون اتخاذ نزعة ريادية، ودون شعارات سياسية، ومن خلال موقف أخوي". بالنسبة للكاردينال أيضًا، فمن الأهمية بمكان "وببساطة، مرافقة الناس وحمايتهم، خاصة الأكثر تعرضًا للإساءة، إضافة إلى منحهم الأمل، والفرح، والسلام".

أثناء تواجده في الكرسي الرسولي، علم موقع الفاتيكان انسايدر أن موقف الاتحاد الأوروبي الذي عبرت عنه فيديريكا موغيريني، مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كان كالآتي: "إن الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل كامل الجمعية الوطنية كمؤسسة منتخبة ديمقراطيًا بحيث من الضروري استعادة صلاحياتها واحترامها. ومن الضرورة، تحقيق الإحترام الكامل للحقوق المدنية، والحرية، والسلامة لجميع أعضاء الجمعية الوطنية، بما في ذلك رئيسها خوان غوايدو". إنها كلمات تظهر قلق الفاتيكان نفسه بشأن احتمال حدوث المزيد من الانهيار العنيف، وبالتالي الدفاع عن المؤسسات والتصويت الديمقراطي، لكن دون تقديم اعتراف واضح لأي شخص على وجه الخصوص.