موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٩ سبتمبر / أيلول ٢٠١٣
غازي رحو: الموصل أكثر المناطق العراقية تهجيراً للمسيحيين

عمّان - المدى برس :

شارك وفد عراقي ضم عدداً من النواب ورجال الدين المسيحيين والإسلاميين، في ورشة عمل إقليمية في العاصمة الأردنية عمان، لمدة يومين، نظمها مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية.

غازي رحو، رئيس المجلس السرياني في الأردن، شدد في الاجتماع الأول على أن الخوف هذه الأيام هو على المسلمين، في حال هجر العرب المسيحيون أوطانهم، لأن هجرة المسيحيين تعني أن العنف سيد الموقف، مضيفا أن الدستور العراقي قاصر عن تحقيق التمثيل السياسي الصحيح لكل الشرائح العراقية، وقاصر عن تلبية مطالب العراقيين المسيحيين، لأنه مليء بالقنابل الموقوتة في المجالات السياسية والاجتماعية، بفعل سياسات الاحتلال.

وبين رحو أن العراقيين المسيحيين يواجهون الخطر الاثني والقومي الذي يجعل الظلاميين يتوجسون من الوجود العراقي المسيحي، وهذا يحصل بسبب غياب وضعف السلطة المركزية لحكومة بغداد المركزية، مطالبا المؤتمر بأن يخرج بمعالجات جدية لهذه القضية.

وتابع رحو: أن ضعف السلطة في مناطق المسيحيين أدى إلى غياب الرعاية السياسية والتطور الاقتصادي، إلى جانب غياب مشاريع التنمية في هذه المناطق، إضافة إلى انتفاء عدالة التمثيل النيابي في البرلمان، مشددا على أن الحق المتبقي للمسيحيين هو حق العمل، لكنهم يعانون من ذلك لأن ممارسة هذا الحق مرهونة للظروف الأمنية والسياسية.

وفي حديثه عن هجرة العراقيين المسيحيين، قال رحو أن غياب السلطة والانفلات الأمني وعدم حماية المسيحيين من البصرة إلى زاخو، وتفجير الكنائس وقتل الرهبان ومنع المصلين، كلها عوامل أدت إلى الهجرة.

وتابع رحو: أن كل عملية انتخابية منذ العام 2005 تشهد على أن العراقيين المسيحيين كانوا هدفا للتفجير والتهجير، منوها بأن الموصل (التي ينتمي إليها) عرفت ثلاث هجرات ضخمة للعائلات المسيحية بسبب محاولة إكراههم على التصويت لجهات سياسية معروفة، فيما تشهد تناحرا بين الأكراد والعرب، الأمر الذي ينعكس سلبا على المسيحيين في المحافظة، مؤكدا أن الموصل هي اكثر المحافظات تهجيرا للمسيحيين.

أما النائب خالص إيشوع، رئيس كتلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في البرلمان العراقي، فقال أن العراقيين المسيحيين يعودون في جذورهم في العراق إلى منتصف القرن الميلادي الأول، وانهم تعرضوا للعديد من محاولات الإبادة والقتل خصوصا في العام 341 م، وقد بدأت أولى عمليات تهجيرهم إلى الهند وبلدان أخرى بالطبع، وهناك أبرشيات عراقية هندية حتى اليوم.

وبين ايشوع أن المسيحية في العراق، وتحديدا في تكريت انحسرت، وجرى نقل الكرسي الرسولي منها إلى الموصل، وقد استطاع المسيحيون ترسيخ مكانتهم الدينية والدنيوية وحافظوا على عاداتهم، منوها بأنهم تعرضوا لمذابح في عامي 1933و1969، ورغم ذلك فأنهم ما يزالون يحبون العراق وطنا عاشوا فيه منذ آلاف السنين وهم مكون أصيل من مكوناته.

وحول المكون الكلداني السرياني في شمال نينوى، قال أنه تعرض لحملة ترهيب وتجريد لممتلكاته، لافتا إلى أن 65% من العراقيين المسيحيين هجروا وطنهم، كما أنهم دفعوا ثمن تشبثهم بأرضهم، ألاف القتلى منذ الاحتلال الأمريكي حتى اليوم، محذرا من مخاطر استمرار الوضع الحالي.

وطالب ايشوع أخيرا باستحداث محافظة في سهل نينوى، على أساس مكون جغرافي، لتعزيز القدرات لدى المسيحيين ووضع حد لهجرتهم المستمرة، واقترح منح الحكم الذاتي في المناطق المسيحية الأكثر كثافة في كردستان، ووقف سياسة التغيير الديمغرافي في المناطق المسيحية، إضافة إلى تعديل بعض القوانين التي تمس الدين والأحوال الشخصية للمسيحيين، وإعادة النظر في المناهج التعليمية، إضافة إلى وضع الحلول الجذرية للإرهاب المنظم وتجفيف منابعه.