موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
عيد الميلاد: أجواء دينية واجتماعية من فرح ومحبة وتواصل

وليد سليمان :

على درب الايمان يحبون الله ويتبعون تعاليمه ويحبون الاهل والاقارب والجيران والفقراء والمساكين والمرضى، ولا ينسون زيارتهم ومساعدتهم ماديًا ونفسيًا، ولو بكلمة طيبة حلوة. وفي عمان وباقي مدن ومناطق الاردن الاخرى بدأ إخواننا المسيحيون منذ أول هذا الشهر كانون الاول بالاستعداد للاحتفالات بقدوم أعياد الميلاد المجيدة.

وكان لملحق "آخر الأسبوع" (في جريدة الرأي الأردنية) وقفات وأحاديث مع بعض المواطنين الأردنيين في عمان ومأدبا لسرد ما يشعرون ويقومون به استعدادًا لقدوم أعياد الميلاد وعن أجوائها الدينية والاجتماعية من فرح ومحبة وتواصل انساني في وطننا الاردن:

نقولا عقروق أوضح قائلاً: لا بد من شجرة عيد الميلاد المزينة والمضيئة التي نضعها في بيوتنا في تلك المناسبة العطرة، وكذلك تقديم الكنافة وشراء نوع من الشوكولاته التي تكون على شكل سانتا كلوز، وتحضير الجاتوهات الخاصة، وجلب الهدايا والالعاب للأطفال الصغار، والزيارات المتبادلة بين الناس في أيام الاعياد، والذهاب الى الكنائس للصلاة لله باعث الحب والخير لكل الناس.

وفي عيد رأس السنة الميلادية يسهر الناس حتى منتصف الليل لإنتظار مجيء عام جديد ليهنئ الجميع بعضهم بعضًا بعام جديد أفضل مما سبقه بقولهم "سنة جديدة طيبة مباركة إن شاء الله". وختم عقروق كلمته بتمنيه الصحة والعافية وطول العمر لمليكنا المعظم ولولي عهده وللأسرة الأردنية جميعها، مع أمنية أخرى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لشعبها الصامد الذي لاقى الظلم والإضطهاد طوال السنين.

د. جلال فاخوري أشار حول هذه المناسبة الى ان المسيحيين في الاردن يحتفلون في معظمهم بتزيين شجرة عيد الميلاد التي يضعونها في منازلهم وفي أماكن أخرى بارزة والتي ترمز الى الفرح والمحبة بذكرى ميلاد السيد المسيح، ويقومون بتجهيز مأكولات ومعجنات وحلويات العيد، سواء كانت من الصنع المنزلي او من المحلات التجارية، وفي بعض الكنائس تقام عروض التسوق بأسعار زهيدة لمن يريد شراء حاجيات العيد، وكذلك يقوم الأهل بشراء ملابس العيد الجديدة لأطفالهم ليفرحوا بها في أيام المسرة. وفي يوم اول أيام العيد يذهب البعض لزيارة قبور المرحومين من أهاليهم وأقاربهم في 25 من هذا الشهر، وهم الكاثوليك. أما الارثوذكس فيحتفلون بذلك في 7 كانون الثاني في بداية العام الجديد.

أما عبلة حمارنة من مادبا تقول متوجعة من أحوال العرب: اننا ونحن نشاهد في أيامنا هذه ما يحيط بأرض العرب من حروب وقتال! يُضيِّع بهجة الفرح بالأعياد! ومناسبة أعياد الميلاد ما بين الماضي والحاضر أختلفت أجواؤها النفسية والروحية! فقديمًا كان الفرح يعم الجميع من أهل وجيران ومعارف، حيث الزيارات والتواصل الاجتماعي والعزائم والموائد، لكن الآن صارت تلك المظاهر تقتصر على اللمة العائلية المختصرة. فالأجواء العامة تؤثر علينا. انظر في فلسطين كل يوم شهداء! والقدس شو صار فيها من آلام ومصاعب لأهاليها ومقدساتها! ومع ذلك ما زال الأمل فينا ان ننتصر على كل تلك المآزق، لنفرح بأعياد الميلاد ونزرع أشجار المحبة والسلام في نفوس البشر.

عبد الله معايعة قال: ان رسالة عيد الميلاد بمفهومه الكتابي هو انبثاق عهد النعمة، عهد جديد لميلاد المحبة والتسامح. ومن أهم الرسائل كذلك ان الانسان البشري عليه التخلص من أخطائه، ليكون لديه ميلاد الرجاء والاخلاص. وعن مجسم المغارة التي وُلد فيها المسيح فهي رمز للتواضع وللأم العذراء التي حملت وعانت، أما شجرة عيد الميلاد الخضراء والمزينة بكل البهجات فهي رمز للبركة والنمو والإنارة لقلوب وبيوت المحبين للرسول المسيح ولنور الحقيقة ونور الوطن الآمن. ونحن كأردنيين في هذا الوطن المشرقي الاردن نعتز ونفتخر بهذه اللحمة الوطنية ما بين الديانات السماوية وأبناء هذا الشعب، الذي أكد دائمًا على ثوابته من القيم الدينية والاجتماعية من حيث التعايش مع الآخر, وهذا شيء مقدس لدينا في هذا الوطن الغني بأخلاقه. والشكر الأجمل لجلالة سيدنا الملك المعظم عبدالله الثاني وقيادته الهاشمية وللأجهزة الأمنية الرائدة في نشرها للأمن والسلام لكل مناطق وأطياف المجتمع الاردني المُحب للحياة الحرة الكريمة.

(الرأي الأردنية)