موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٣ يوليو / تموز ٢٠١٨
على مواقع التواصل الاجتماعي.. "غلطة الشاطر بألف"

مجد جابر - الغد :

بلمح البصر يتحول أحد المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لـ "نقمة" على صاحبه، رغم أن المنشور تعبير عن رأي صاحبه، إلا أنه لا يمر مرور الكرام، بل يحدث "ضجة"، ويتم تداوله عبر صفحات المواقع، وكأن الشخص تحت المجهر في هذا المجال الإلكتروني الواسع.

ولا يقتصر الأمر على فئة معينة أو محددة من مستخدمي المواقع، بل باتت تطال كل شخص يقرر اضافة منشور ليومياته، سواء كان شخصية عامة أو شخصا لديه حساب فقط، كما أن هذه المواقع فتحت المجال أمام الجميع لاصدار الأحكام والانتقاد والإدلاء بآرائهم بغض النظر عن أهليهتم.
وهذا ما نراه شائعا في الآونة الأخيرة، من خلال نشر مقاطع الفيديو لشخصيات عامة، سواء إعلامية أو سياسية، والتي لاقت هجوما واسعا من المتابعين، وانهالت جراءها التعليقات والانتقادات السلبية اللاذعة جدا.

وبحسب احصائيات عالمية وتقديرات، يبلغ عدد مستخدمي الفيسبوك في الأردن 5,7 مليون حساب، وعلى تويتر هناك ربع مليون مستخدم، أما الانستغرام فهناك ما يقارب مليون مستخدم، ومليون آخرون على سناب شات.

وفي ذلك يذهب الاختصاصي التربوي والنفسي الدكتور موسى مطارنة إلى أن انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل وسهولة الردود المتاحة على أي كلام سواء صحيح أو غير صحيح وانتقاله السريع، جميع هذه العوامل ساهمت في أن يأخذ "المنشور" مدى كبير في انتشاره ورواجه.

ويضيف، كما أن هذه المواقع تطال كافة الفئات سواء المثقفة أم لا، من على دراية بالموضوع أم لا، بالمقابل، في السابق، كان الإعلام هو الجهة الرسمية الوحيدة في تقييم الموضوع أو الرأي تحليله، مثل: التلفاز والصحف التي تصدر بجدية، والمسؤول عنها إعلاميين يمتلكون الخبرة الكافية في النقد والتحليل، أما الآن، فنرى وسائل التواصل الإجتماعي مكنت أي شخص من الإدلاء برأيه بغض النظر عن فكره وثقافة.

ويشير مطارنة الى أنه في كثير من الأحيان يصدر الكلام بدون قصد، ويأخذ صدى لا يستحقه، الى جانب أن أي انسان معرض للخطأ، الا أن هناك أشخاصا يجدون "تسلية" في اغتيال الشخصيات، مبيناً، أنه حتى في حال صدور الخطأ، لا بد أن يكون الانتقاد بناء وبطريقة حضارية.

ويعتبر مطارنة، أن الحجم الذي يحدث من ردات الفعل عبر وسائل التواصل المختلفة أكبر بكثير من الحدث ذاته، وعندما يرغب شخص بإنتقاد الآخر لا بد أن يطرح له بديل بعيدا عن اتخاذ إسلوب "الردح" الذي يتم اتباعه في الفترة الأخيرة، واقتحام خصوصيات الشخص وانتهاكها. ويرجح السبب وراء ذلك، في أن المنصات متاحة للجميع، مما ساهم في انتشار العديد من التفسيرات والأحكام الخاطئة.

في حين يرى المستشار والمدرب في شبكات التواصل الاجتماعي خالد الأحمد أن كل شيء يحدث على العالم الافتراضي هو عبارة عن تضخيم عشرات المرات عن طبيعة الأمر "الحدث" الفعلي على أرض الواقع .

ويضيف، ما يحدث في العالم الافتراضي مضاعف، ويمكن استغلاله بطريقة ايجابية من خلال أن يروج الشخص لنفسه بطريقة صحيحة، ويصبح لديه جمهور واسع وكبير، الا أنه في المقابل، اذا حدث مع الشخص أي أزمة ستكون أضرارها وخيمة، معتبراً أن الأمر بغاية السلبية.

ويشير الأحمد الى أن ردود الأفعال متباينة بين الأفراد، الا أن الأمر ينتشر بسرعة فائقة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم تناقل مقاطع الفيديو، ويوضع الشخص تحت المجهر، ويحدث له تمحيص لكل كلمة وكل حرف وكل حركة، مما يولد تضخيم كبير للحدث.

ويذهب الى أن انتقال الخبر "الموجة" يبدأ من شخص واحد، يقوم بمشاركة مقطع الفيديو مثلا، ثم شخص آخر، وهكذا، ويبدأ الجميع بعمل مشاركة، وأحيانا دون أن يعرف محتواه، فقط ليركب "الموجة"، ويبدأ إطلاق الأحكام على الأشخاص، ومشاركة التعليقات ويصبح الأمر تماما مثل "كرة الجليد التي تكبر شيئا فشيئا".

ويعتبر الأحمد أن الأزمات في العالم الافتراضي سيئة جداً وحجمها كبير، الا أنها في ذات الوقت ليست دائمة على الإطلاق، وتنتهي بمرور أيام قليلة وكأنها لم تكن، مبينا، أن هناك طرقا للتعامل مع هذه الأزمات، خصوصا أن معالجتها تتم بطريقة خاطئة، وهو الأمر الذي يزيد المشكلة لا يحلها. ويضيف، هناك دروس ومعاهد تعلم كيف يمكن إدارة هذه الأزمات ومعالجتها في العالم الافتراضي، وبأقل الخسائر التي يمكن أن يخرج بها الشخص.