قامت الآنسة مريانا قنزوعة، من المكتب الرعوي التابع للبطريركية اللاتينية في القدس، بجولة طافت خلالها عددًا من رعايا المملكة، خلال شهر آب الحالي، بهدف التعريف باللعبة الجديدة التي أطلقها المكتب العام الماضي، تحت عنوان: ’على خطى يسوع‘.

ومن رعية استشهاد القديس يوحنا المعمدان في مادبا، كان لموقع abouna.org حديثٌ مع الآنسة قنزوعة، الحاصلة على درجة البكالوريوس في الدراسات الدينية من جامعة بيت لحم، ودرجة الماجستير في اللاهوت الرعوي، كما والليسانس في التعليم المسيحي، من جامعة فريبورغ السويسرية، وتعمل منذ عامين في المكتب.

في البداية، تحدثت قنزوعة عن المكتب الرعوي التي تعمل فيه، موضحةً بأنه تأسس عام 2017، لمتابعة الشؤون الرعوية في مختلف الرعايا على امتداد مناطق أبرشية البطريركية اللاتينية، سيما تلك التي تخصّ المجموعات الشبابية والحركات الرسولية والعائلات، إضافة إلى إصداره الوسائل التي تزود أبناء رعايانا بثقافة مسيحية غنية. وأشارت إلى أن المكتب يعمل على تطبيق الخطط الرعوية المنبثقة عن مجلس الأساقفة، بإشراف مباشر من أمينه العام الأب إبراهيم شوملي.

وتقول: "ومن بين هذه الوسائل، أصدر المكتب هذا العام لعبة ’على خطى يسوع‘، والتي تهدف إلى معرفة حياة السيد المسيح، من خلال الأماكن التي عاش فيها وشهدت نشأة الكنيسة الأولى، كنيسة القدس، لدى حلول الروح القدس يوم العنصرة، بحيث يستطيع الشخص أن يتعرّف على هذه الأماكن تاريخيًا وجغرافيًا، وربطها بدلالة الآيات الإنجيلية، بأسلوب شيّق وممتع، وأيضًا مفيد، له وحتى لجميع أفراد العائلة المسيحية، والتي ندعوها ب "الكنيسة البيتية".

وتضيف الشابة العشرينية: "تستوحي اللعبة فكرتها من نصوص الكتاب المقدس، وهي مناسبة لجميع الأعمار: الأطفال والشباب والكبار. ونقوم فيها بمرافقة يسوع في الأرض التي شهدت تاريخ الخلاص، منذ ميلاده وحتى موته وقيامته وصعوده إلى السماء، من خلال زيارة أماكن طفولته ومعموديته وتجاربه وتعاليمه... بالتالي، تأخذ الأحداث المعروفة في الكتاب المقدس طابعًا حيًّا من خلال 60 مكانًا لحياة السيد المسيح والمسيحيين الأولين.

وتوضّح بأن اللعبة تعمّق المعرفة بالكتاب المقدس، وبأماكن الأرض المقدسة التي دعاها البابا القديس بولس السادس، وبحقّ، بـ’الإنجيل الخامس‘. ناهيك بأنه يمكن من خلال اللعبة إثراء المعرفة بهذه الأماكن من خلال ربطها بالنصوص الإنجيلية، والتي تتبع ترتيبًا زمنيًا لحياة يسوع ورسالة تلاميذه من بعده الذين انطلقوا إلى أصقاع الأرض من القدس. وإضافة لكل ما سبق، تأتي أهمية اللعبة كذلك بأنّها تساهم في تجذّر الحضور المسيحي المحليّ من خلال معرفة المسيحي بأرضه وبأماكنه المقدسة التي ماتزال حيّة ومقصدًا لكل الحجاج من مختلف أنحاء العالم.

من هنا، تابعت الآنسة مريانا قنزوعة حديثها لموقع abouna.org، "قمتُ في الأسابيع الماضية بجولة تعريفية بهذه اللعبة الهامّة في معظم رعايا فلسطين. ولتعزيز تواجد اللعبة في الأردن الحبيب، والأرض المقدسة كذلك، قمت بجولة في رعايا مادبا، والزرقاء الجديدة، وأدر، والكرك، واربد، وناعور، حيث عقدت لقاءات مع الكهنة ومسؤولي وأعضاء الحركات الشبابية، حول كيفية الاستخدام الأمثل لهذه اللعبة بغية الحصول على فائدتها المرجوّة.

وتضيف موضحة بأنه "إضافة إلى الرعايا، تم عقد لقاءات مع مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الأردن ومدير مكتب التعليم المسيحي الأب وسام منصور، بحضور الأب إبراهيم الشوملي، كما ولقاء المرشد الروحي للشبيبة المسيحية الأب مروان حسّان، تناولت محاورها كيفية تعزيز تواجد اللعبة لدى معلمي التربية المسيحية والشبيبات والعائلات. كما قدّمت هذه اللعبة إلى المطران وليم شوملي، حيث لفت سيادته إلى جانب آخر مهم، وهي أن اللعبة تعزز قيمًا إنسانية جمّة، من تعاونٍ وتبادلٍ بين أعضاء الشبيبة الواحدة، وبين أفراد الأُسرة الواحدة، وحتى روح المنافسة الهادفة بين مجموعات الشبيبة خلال نشاطاتها على مدار العام".

وخلصت الآنسة مريانا قنزوعة حديثها لموقع abouna.org، آملةً بأن تكون اللعبة متواجدة في مختلف النشاطات في رعايانا العزيزة، كونها أُنشئت لغاية قوامها تعزيز معرفتنا بالسيد المسيح، من خلال كلمته الحاضرة في النصوص الإنجيلية، ومن خلال الأماكن التي عاش فيها والممتدة في ربوع أراضينا المقدسة، لافتة إلى أنه سيصدر عمّا قريب فيلمًا تعريفيًا لهذه اللعبة، من إعداد رعية استشهاد القديس يوحنا المعمدان في مادبا، وبإشراف مشكور من قبل الأب فراس عريضة والأب سالم لولص.