موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٢ يونيو / حزيران ٢٠١٤
عظة البطريرك فؤاد الطوال في رسامة الأب بشار فواضلة الكهنوتية

رام الله - أبونا :

أيها الأخوة الأحباء، إن ابننا الماثل ههنا، الشماس بشّار فواضلة، والذي تربطكم به عرى القرابة أو الصداقة، سيرقّى، بعد قليل، إلى درجة الكهنوت. لذا، عليكم أن تتأملوا وأن تدركوا سُموّ هذه الدرجة في الكنيسة.

إنّ يسوع المسيح، كاهننا الأعظم، قد اختار بعض التلاميذ من بلادنا، ليقوموا باسمه علانيةً بمهمة الكهنوت في الكنيسة، أعني للتبشير والتقديس والرعاية. فكما أرسله الآب كذلك أرسلَ هو الرسل إلى العالم، ليواصلوا، هم والأساقفة خلفائهم، مهمة المسيح، المعلّم والكاهن والراعي. أما الكهنة، فهم معاونو الأساقفة، يشاركون في خدمة شعب الله وتقديسه.

وإنّ أخانا هذا، بعد تفكير ملي في الأمر، سيرتقي إلى درجة الكهنوت، ليخدم الناس أسوة بأخوته الكهنة والتنسيق معهم. إنه سيكون على صورة المسيح، الكاهن الأعظم محب الفقراء والمحتاجين، ويبشر بالإنجيل، ويرعى شعب الله ويقدسه، ولا سيما عند إقامة الذبيحة الإلهية.

والآن، أيها الابن الحبيب، المقبل على الرسامة الكهنوتية، إنك ستأخذ على عاتقك نصيباً من مهمة التعليم المقدس، باسم المسيح اُلمعلّم. فأعلن لجميع الناس كلمة الله، هذه الكلمة التي قبلتها بفرح وتأملت فيها مدة إقامتك في الإكليريكية. وإذ تتأمل في كلمة الرب، اجتهد في أن تؤمن بما تقرأ، وأن تعلّم ما به تؤمن، وأن تعمل بما تعلّم.

ليكن تعليمك غذاءً روحياً لشعب الله. لتكن نفحة سيرتك الزكية ينبوع سرور للمؤمنين بالمسيح، فتبني بيت الله، أي الكنيسة، بِقَولك وقدوتك.

وستوكل إليك أيضاً مهمة التقديس بالوعظ وعمل الخير وإقامة الأسرار المقدسة.

تنبه إذاً لما أنت صانع، واقتدي بما أنت متمم. فإذ تحْتفل بسر موت الرب وقيامته، اعمل على قمع حواسك، واسلك سبيل الحياة الجديدة.

وبالمعمودية ضم المؤمنين الجدد إلى شعب الله، وفي سر التوبة كن رحيماً، واغفر الخطايا باسم المسيح والكنيسة، وبالزيت المقدس شدد المرضى وثبّت الأطفال.

أدِّ الشعائر المقدسة، وارفع آيات الحمد والشكر والدعاء، طوال النهار، من أجل أبناء رعيتك ومن أجل أهلك وإخوتك الكهنة، ومن أجل السلام في بلادنا.

وفي كلّ هذا، اذكر أنك من الناس أُخذْت وأنك من أجلهم في ما هو لله أقمت. مارس إذن مهمة الكهنوت والتبشير في فرحٍ دائم، ومحبة خالصة للجميع وخاصةً للشبيبة، غير متوخ ما هو لَك، بل ما هو للمسيح يسوع.

وأخيراً، أيها الابن الحبيب، قم بأداء رسالتك متحداً بالأسقف، وله طائعاً، واعمل على جمع المؤمنين في أسرة واحدة، لتقودهم بالمسيح إلى الله الآب في الروح القدس.

ولتكن دائماً نصب عينيك قُدوةُ الراعي الصالح، الذي لم يأت ليُخدم بل ليَخدم، والذي جاء ليبحث عن الضالين ويخلّصهم.

لا تخف من عِظم المسؤولية. فأنت لست وحدك في الميدان. إخوتك الكهنة حولك، إخواتك الراهبات كنز لا يفنى من العطاء. العدد الكبير من الأصدقاء يُصلون لك ومعك.

وفي الأخير كلمة شكر وتهنئة للأهل والأقارب، وكلمة شكر وتقدير للمعهد الإكليريكي والقائمين عليه، الذين رافقوك كل هذه السنين كي تصل الى هذه اللحظة.

ألف مبروك