موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٩ يوليو / تموز ٢٠١٩
عزيزات يدعو إلى تأسيس نادي أصدقاء وخريجي ’الأميركية في مادبا‘

هشام عزيزات :

من عام ٢٠٠٩ عام وضع حجر الأساس للجامعة الأميركية في مادبا برعاية بابوية إلى ٢٠١١ انطلاقتها إلى تخريج الفوج الخامس من طلبتها عام ٢٠١٩ والضوء مسلط على هذه المؤسسة الأكاديمية الوطنية تارة، تراه معتمًا وأحيانًا ساطعًا.

ولكننا في زاوية أضواء هذا اليوم سنكون أقرب إلى السرد حول الجامعة حين كانت فكرة في أذهان البعض ومنهم غبطة البطريرك السابق فؤاد الطوال وبعض المقربين منه وكان صاحب هذه الزاوية يراها واحدة من اعطيات ليلة القدر لمادبا لما للمشروع من أهمية فاقت التصور، وفي الذهن مسيرة الجامعة الأميركية في بيروت والأخرى في القاهرة ودورهما التنويري بعكس ما كان مرتب لهما في الخفاء من أهداف لها علاقة بالحاق الضرر بهوية الأمة والحاقها بهويات أخرى وتدجين العقل العربي الذي كان طريا في القاهرة وفي بيروت آنذاك بفعل تنازع التيارات الفكرية والسياسية بصيغ استعمارية بليدة لكون الاستعمار كان وما زال رابضا على وفي العقول.

وليس غريبا أن وصمة الجامعة بأنها تبشيرية قبل أن تولد كانت جاهزة ومعدة سلفًا لأن الاتهامية جاهزة في عقليتنا ولها صناعتها ولها أو تملك أدوات الافشال لأي شيء يولد وينطرح في النهاية على الملأ إلى أن عكست استراتيجيات مجلس أمناء الجامعة واداراتها الأكاديمية والإدارية وافواج من طلبتها، صورة مغايرة تمامًا فغدت جامعة التفاهم والحوار وجامعة أو مؤسسة أكاديمية موضوع في استراتيجياتها، إن تكون من بيئتها والى بيئتها وإن تأخذ على عاتقها النهوض التعليمي الفكري التنموي ولو بمرحلة وبتدرج وضمن الإمكانيات.

لست معني بالدخول في سلسلة اشكاليات تعرضت لها الجامعة وجرى تصويبها بجراحات مؤلمة، محزنة إعادتها إلى حد ما إلى مربعها الأول إنها لمادبا وللوطن بدلالة مشروعها الريادي" لأنكم أهلنا"، الهادف لتوفير فرص تعليمية متميزة للطلاب المتفوقين وإن الإقبال على الانضواء تحت مظلتها التعليمية والتوظيفية إدارة وكادرا تعليميا وعمالا وطلبة من كل الانحاء في ازدياد مضطرد وإن جسورا متينة رممت العلاقة مع البيئة بالاشتراك بالاحتفالات الوطنية وعقد الورش التوعية التدريبية واحتضان بعض من فاعليات المجتمع المحلي ومؤسساته المدنية وبعقد الاتفاقيات التعاونية التعليمية الثقافية التبادلية مع مؤسسات أكاديمية دولية رافدة.

لكن يجول بالخاطر امل مشروع ليس صعبا بان يتم مثلا التوسع في فتح الكليات بحيث لا يظل الأمر مقتصرا علي كليات الهندسة والعلوم والعلوم الصحية وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال والمصرفية والفنون الجميلة واللغات إلى ما يلبي حاجات المجتمع المحلي ككلية زراعية لأن البيئية المحيطة بئية زراعية وكلية للعلوم الاجتماعية والانسانية والعودة إلى نهج استضافة رجال الحكم والسياسة في البلد للحديث في شوؤن البلد وشوؤن الساعة.

مسيرة الجامعة الأمريكية في مادبا لا تكتمل إلا بموانع ذاتية تحول من تحولها لجامعة طاردة لكل شيء، إلى جامعة جاذبة لكل شيء إلا المحذورات، وإن يتوسع دورها التنويري افقيا وعاموديا وإن لا تهاب من إطلاق المبادرات الايجابية نحو المجمتع المحلي بمشاركة فاعلة من طلبتها وخريجيها وكوادرها المتنوعة.

ولعل نادي أصدقاء الجامعة الأمريكية وخريجيها أول المبادرات الإيجابية التي تدشن عامها الجديد بعد احتفالاها مؤخرا بذكرى تأسيسها السنوي الذي يؤمل أن تكون السنوات القادمة زاخرة بالإنجاز وليس إنجاز يقتصر فقط على زيادة أفواج خريجيها وهذا أمر طبيعي بل بأن يلمس انعكاس هذا الكم من الخريجين وما رسخ في الاذهان والعقول من معارف وعلوم وتجربة على المجتمع المحلي وهنا يبرز دور نادي أصدقاء الجامعة وخريجيها لأن التعليم الجامعي الآن لم يعد معني فقط بالتلقين والحشو ومنح الشهادات والتدريب على التفكير بقدر مساوٍ لقيمة القدرة على التواصل مع الكل وانجاحه؟