موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ ابريل / نيسان ٢٠١٢
"عبادة شعبية" تحوط البابا يوحنا بولس الثاني

الفاتيكان - جريدة النهار :

بعد سبع سنوات على وفاته، تحوط البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني "عبادة شعبية" لم يعد يمكن إنكارها، في وقت يتلقى الفاتيكان رسائل عن "نِعَم" لا تفسير لها حصلت بشفاعته، على ما أعلن طالب دعوى تقديس البابا المونسنيور شلافومير اودر.

جاء هذا الإعلان، في وقت كان البولونيون يحتفلون بذكرى "البابا" البولوني "الخاص بهم"، في أمسيات وقداديس ومسيرات في 2 نيسان 2012، مصلين من اجل إعلان قداسته بسرعة، بعدما كان البابا بندكتس السادس عشر احتفل بتطويبه في أيار 2011. وفي وارسو، اجتمع آلاف، رغم البرد، في ساحة بيلسودسكي. وأحضر المؤمنون معهم المصابيح والأعلام البولونية وأزهار الخزامى البيضاء والصفراء التي ترمز إلى البابوية، في وقت عرضت أمامهم ذخيرة من ثوب البابا الكهنوتي ملطخة بالدماء.

كذلك، تجمع مئات أمام مقر مطرانية كراكوف تحت "النافذة البابوية"، التي اعتاد البابا الراحل أن يطل منها ليخاطب الحشود خلال زياراته لبولونيا. وفي مدينة فادوفيتشي، مسقط البابا، لم ينظم أي احتفال رسمي هذه السنة، واكتفى المؤمنون بالمشاركة في قداس في الكاتدرائية التي شهدت عماد البابا. وعلى قمة أحد جبال بيسكيدي، أشعل الأهالي النار مساء.

لطالما حظي البابا الطوباوي بشعبية كبيرة، قبل موته وبعده. وإذ يأمل مؤمنون كاثوليك كثيرون بإعلان قداسته في أسرع وقت ممكن، بعدما أقرت دعوى تطويبه في وقت قياسي، يلاحظ المونسنيور اودر، وهو بولوني، أن من أبرز الجوانب اللافتة للعبادة الشعبية التي تحوط البابا "الزيارات المستمرة لقبره" في الفاتيكان، و"الحج بذخائره التي فرضت نفسها بطريقة عفوية".

الأمر بدأ، على ما يقول في حديث إلى "راديو الفاتيكان"، "بمشاركة ذخيرة له- عبارة عن قطرات من دمائه محفوظة في قارورة- في أيام الشبيبة العالمية التي عقدت في مدريد (آب 2011). وتواصل الأمر مع حج دولي لذخائره. وكانت المرحلة الأولى في المكسيك، ثم كولومبيا. واليوم صارت في نيجيريا".

في شكل أو بآخر، يعكس "ترحال" ذخائر البابا "نشاطه عندما كان على قيد الحياة، والبعد الدولي لدوره"، يقول. واليوم، ينتظر المعنيون "إشارة من الله للمضي قدماً في عملية تقديس البابا. والإشارة هي أن تحصل معجزة".

حالياً، ترد إلى اودر "إشارات" عديدة من مختلف أرجاء العالم إلى "نعم منسوبة إلى شفاعة البابا الطوباوي، "وبعضها مثير للاهتمام"، على قوله. وما ينتظره هو توثيق هذه الحالات، من اجل إجراء درس معمق لها، "كي نجري تمييزاً جيداً لها"، مؤثراً عدم الكشف عن أي منها.

ثلاثة معايير أساسية ملزمة لإقرار الفاتيكان بحصول معجزة: أولاً وجوب أن تكون فورية، ثانياً أن تكون دائمة، وثالثاً لا تفسير علمي لها.