موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٠ يونيو / حزيران ٢٠١٥
عام على بدء العد التنازلي الأخير للوجود المسيحي في العراق
عنكاوا – ستيفان شاني :

احتلت عناصر الدولة الإسلامية (داعش) مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق، واصبحت محافظة نينوى في قبضته بشكل كامل في 10/6/2014.

قبل عام من الآن دقت الساعة من جديد معلنة عن بداية مأساة جديدة، بداية تمسك المسيحيين بأرض الآباء والاجداد، رغم قساوة الظروف التي عاشوها منذ عقود، مسيحيي الموصل قد واصلو تمسكهم في أرضهم ومحبتهم لمدينتهم التي لم يتخلو عنها منذ أن دخلت فيها المسيحية منذ القرون الاولى للميلاد، إلى اليوم الذي أعلن فيه تنظيم داعش إخلاء المدينة من المسيحين بقوة السلاح، أو تغيّر دينهم إلى الإسلام أو مواجهة السيف، كما كتبو على بيوت المسيحين حرف (ن) وتم مصادرة جميع أملاكهم إلى أموال الدولة الإسلامية.

لم تتوقف أصوات أجراس كنائس الموصل إلا بعد أن احتلت داعش نينوى. منذ تلك اللحظة توقف نبض المدينة أيضاً وأصبحت لأول مرة بعد ألف وخمسة مائة عام دون سكانها الأصليين، فقد توقفت أجراس كنائس الموصل منذ تلك اللحظة معلنةً عن حقبة سوداء لا أحد يدرك نهايتها، من هنا بدء العد التنازلي الأخير لوجودنا المسيحي في عراق اليوم.

وها نحن بعد مرور عام على هذه الفاجعة، الكل وقف صامتاً دون أي تحرك أو إظهار أي أمل في العودة، ما نشاهده من تحرك لا يتعدى مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام، وكلها شعارات رنانة وكلام لا منفعة منه سوى تضيّع للوقت. وفي هذا اليوم أيضاً نرى الجميع يكتب ويتحسر وكأن الكل بريء من ما حصل! ترى لدى من هو الحل؟ هل سوف يعرف هذا الشعب المسكين مصيره سوى كانت العودة أو عدمها؟