موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر السبت، ٣ مارس / آذار ٢٠١٨
طرق تساعد على مسامحة الآخرين

علاء علي عبد - الغد :

على الرغم من أن التسامح يجلب الكثير من الفوائد والتي، بحسب موقع "VeryWellMind"، تصب في معظمها في مصلحة الشخص الذي سامح غيره، إلا أن مسامحة الغير لا تكون سهلة دائما.

ويجد البعض في أنفسهم أحيانا رغبة بالمسامحة والابتعاد عن الغضب، لكنهم يصطدمون بالسؤال الصعب "كيف أسامح؟".

وتختلف الأساليب باختلاف الأشخاص واختلاف نظرتهم للمسامحة، لكنني سأذكر فيما يلي عددا من أبرز الطرق التي تساعد المرء على مسامحة غيره:

• عبر عن مشاعرك: عند التأمل بعمق بكيفية مسامحة شخص أخطأ بحقك فستجد أن التعبير عن مشاعرك قد يقربك من مسامحتك له أو قد يبعدك أكثر وأكثر عن تحقيق هذا الهدف. لذا عليك تقييم الأمر بحسب أسلوبك في التعبير من جهة وفي أهمية الشخص الذي تسعى لمسامحته من جهة أخرى، وبطبيعة الخطأ الذي ارتكبه من جهة ثالثة. فلو كان ذلك الشخص مقرب لك فقد يكون من المناسب أن تحاول الإفصاح عن مشاعرك تجاه الخطأ الذي ارتكبه مع الحرص بأن تكون كلماتك هادئة وبعيدة عن العبارات التهديدية. لكن، لو لم يعد للشخص المعني دورا في حياتك أو أنك تعلم من طباعه أن مصارحتك له بإحساسك تجاه ما قام به سيزيد الأمر سوءا فالأفضل أن تقوم بكتابة أحاسيسك على ورقة ومن ثم تتخلص منها إلى الأبد فالهدف من كتابتها أن تفرغ مشاعر الغضب التي بداخلك لتتمكن بعد ذلك من تقبل مسامحة من أخطأ بحقك.

• ابحث عن الإيجابيات: ذكرت في النقطة الأولى أن كتابة أحاسيسك يمكن أن يسهم بتقريبك من تقبل مسامحة من أخطأ بحقك، لكن عليك أن تنتبه للصيغة التي ستكتب بها والتي تلعب دورا هاما بمدى تحقيق النتائج المطلوبة أو العكسية. فقد أظهرت الدراسات أن تركيز المرء على كتابة الدروس المستفادة من الموقف الذي مر به يمكن أن يساعده بالفعل من التخلص من مشاعر الغضب التي يشعر بها. لكن، لو ركز المرء على مدى إحساسه بالظلم أو بالمشاعر السلبية التي مرت به وقتها فإن الأمر سيزداد سوءا ولن يتمكن من تقبل المسامحة التي يسعى لها.

• ضع نفسك مكان من أخطأ بحقك: بالتأكيد لن أطلب منك أن تقتنع بالظلم الواقع عليك، لكن عندما تسعى لإيجاد الطرق لتخلص نفسك من المشاعر السلبية المسيطرة عليك عبر المسامحة فمن المناسب أن تحاول وضع نفسك مكان ذلك الشخص لتتمكن من النظر له من زاوية مختلفة فبدلا من أن تراه عدوك، ستجد نفسك ترى الصورة بشكل أشمل في محاولة فهم ما يعانيه ذلك الشخص وأدى لارتكابه هذا الخطأ بحقك. هذه النقطة تكون أكثر نجاحا لو كان الشخص المعني لا يحمل طباعا عدوانية مما يمكن من تسهيل إمكانية مسامحته. عندما تضع نفسك مكان المخطئ حاول أن تسأل نفسك "ترى هل يمر بظروف صعبة؟"، "هل سبق وأن أخطأت أنا خطأ مشابها؟".

• وفر الحماية لنفسك مستقبلا: في بعض الأحيان تصعب مسامحة شخص أخطأ بسبب خوف المرء من أن مسامحته ستعرضه لأخطاء مشابهة مستقبلا. هنا يجب التفريق بين مسامحة شخص ما وبين التغاضي عن خطئه. فالمسامحة في حقيقتها تفيد الشخص المسامح كما ذكرت في البداية بينما التغاضي عن الخطأ يفيد المخطئ فقط وهذا ليس المقصود هنا. لذا من المناسب أن يسعى المرء لتوفير الحماية لنفسه كي يتشجع للمسامحة؛ فعلى سبيل المثال لو كان زميلك في العمل يسرق أفكارك أو يتكلم عنك من وراء ظهرك فهنا يمكنك أن تسعى لنقلك إلى قسم آخر إن كان هذا متاحا أو تزيد درجة حرصك على عدم البوح بأفكارك قبل أن تبدأ بتنفيذها. هناك العديد من الطرق التي يمكنك توفيرها لحماية نفسك لذا حاول أن تختار المناسب منها.