موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ٢٠ مارس / آذار ٢٠٢٠
طبيب أردني خريج ايطاليا.. ماذا يقول في هذا الوقت؟
الدكتور تغلب سمير مزاهرة

الدكتور تغلب سمير مزاهرة

د. تغلب مزاهرة :

 

أسعد الله مساءكم أبناء هذا الوطن العزيز جميعًا.

 

انتظرت عدة أيام قبل أن اقوم بالكتابة في أي شيء يخص الجائحة التي حلت بالعالم اجمع. 

 

كل ما سوف أكتبه هو رائي شخصي لا اكثر ولا اقل. 

 

من خلال متابعتي للأحداث العالمية، وخاصة ما يحدث في ايطاليا وبسبب وجود عدة أطباء أصدقاء لي في الدولة الإيطالية، أريد أن انوه أنهم يعانون من كارثة كبيرة وصلت لحد قريب من انهيار النظام الصحي الإيطالي، والذي يعتبر من أقوى الأنظمة العالمية، وخاصة في الشمال المتطور والغني، حيث أظهر الكثير منهم الإندهاش والحيرة لما وصلت إليه أرقام المصابين والموتى الذي فاق في آخر يومين عن 900 حالة وفاة، على الرغم من كل الجهود التي تبذلها الحكومة والأطباء والشعب للسيطرة على هذا الوباء العالمي. 

 

أعان الله الدولة الإيطالية على كل ما حدث، وما لنا غير الدعاء والأماني من أجل ذلك الشعب ومن أجل الطاقم الطبي هنالك على كل ما يقدموه من مساعدة وجهد وعناء ومخاطر لا مثيل لها في العصر الحديث.

 

في أردننا العزيز، وبتوجيه من جلالة الملك المعظم ومن الحكومة الأردنية بكافة وزاراتها ومديرياتها ومن الجيش العربي الأردني والأمن العام وكافة الدوائر والمراكز الحكومية، يعطيكوا ألف عافية، ما قصرتوا وقدمتوا الكثير الكثير الذي عجزت دول كبرى عن تقديمه وهذا يدل على أننا ننعم بوطن عظيم وقياده حكيمة تنحني لها الرؤوس وترفع لها القبعات. ولكن يجب أن لا يذهب هذا الجهد سدى ويجب أن يعِ المواطن الأردني خطورة الموقف الذي يمر به العالم أجمع، ويجب علينا في هذا الظرف أن نثبت أننا على قدر المسؤولية، وأن نحترم ما قدمته لنا المملكة الأردنية، وذلك بالانصياع إلى قرارات الدولة وخاصة عدم التنقل والحركة غير الضرورية والالتزام بالبقاء في المنازل واتباع كل التعليمات بجدية واهتمام حتى نستطيع أن نعبر هذا المأزق العظيم.

 

كل الشكر والاحترام للكوادر الطبية على مجهودهم العظيم، والذي لا يقدر بثمن، إذ أنهم خط الدفاع الأول في هذا الوطن العزيز، وـعرف جليًا ما يعانون من ضغط نفسي وجسدي، ولكن هذا هو القسم الذي أقسمناه بكل أمانة وشرف. حمى الله الأردن ملكًا وحكومة وشعبًا، وإن شاء الله سنعبر هذا الظرف وسنكون أقوى في المستقبل القريب، ومثلا للدول في الانضباط وتحمل المسؤولية.