موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ٣ مارس / آذار ٢٠٢٠
ضغط تركي على أوروبا على خلفية الوضع في إدلب
توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال "الملايين" من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا للضغط عليها للحصول على المزيد من الدعم في الملف السوري. وتأتي تهديدات الرئيس التركي مع تواصل التوتر في إدلب شمال سوريا بين قوات أنقرة والجيش السوري. وفي رد منه، قال المفوض الأوروبي للهجرة مرغريتيس سخيناس: "لا يمكن لأحد أن يبتز أو يرهب الاتحاد الأوروبي".
كرامة الإنسان أصبحت لعبة بيد السياسيين

كرامة الإنسان أصبحت لعبة بيد السياسيين

أ ف ب :

 

هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين بالسماح لـ"ملايين" المهاجرين واللاجئين بالتوجه إلى أوروبا انطلاق من بلاده، في تكثيف لضغوطه على الدول الغربية للحصول على مزيد من الدعم في النزاع السوري.

 

وقال "بعدما فتحنا أبوابنا، تلقينا العديد من الاتصالات الهاتفية، قالوا لنا ’أغلقوا الأبواب‘. لكنني قلت لهم ’لقد تم الأمر، انتهى. الأبواب مفتوحة. وعليكم الآن أن تتحملوا نصيبكم من العبء‘". وزعم أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير، وقال إنها تصل إلى "مئات الآلاف". وأضاف "سيتزايد العدد. قريبا هذا العدد سيصل إلى الملايين".

 

واحتشد آلاف المهاجرين واللاجئين ومن بينهم أفغان وسوريون وعراقيون، على الحدود التركية مع اليونان بعد أن أعلن أردوغان الجمعة أن تركيا لن تمنعهم من التوجه إلى الاتحاد الأوروبي. واندلعت اشتباكات عندما منعت الشرطة اليونانية دخول الآلاف عبر الحدود في عطلة نهاية الأسبوع، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المهاجرين الذين ردوا بالقاء الحجارة.

 

وفي محاولة يائسة سعى العديد من المهاجرين إلى السير في طرق بديلة، وقالت شرطة الموانئ اليونانية إن صبيا توفي عندما انقلب قارب مكتظ قبالة ساحل جزيرة ليسبوس. وأعلنت أثينا عن تعزيز دورياتها البرية والبحرية وتعليق طلبات اللجوء التي تقدم بها الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.

 

وتستقبل تركيا على أراضيها أكثر من 4 ملايين مهاجر ولاجئ، غالبيتهم من السوريين، إلا أنها أبرمت اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي في 2016 لمنعهم من التوجه إلى أوروبا مقابل الحصول على مليارات اليورو من المساعدات.

 

ومن المقرر أن يزور كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي الحدود اليونانية الثلاثاء وسط مخاوف من تكرار تدفق اللاجئين إلى أوروبا في 2015.

 

ضغط تركي على أوروبا على خلفية الوضع في إدلب

 

وتأتي مسألة اللاجئين في الوقت الذي تشن فيه تركيا عملية عسكرية في إدلب شمال غرب سوريا، بعد أسابيع من تصاعد التوترات مع النظام السوري الذي شن هجوما مدمرا بدعم جوي روسي، لاستعادة المحافظة.

 

وأكدت السلطات السورية الإثنين عزمها التصدي بحزم "للعدوان" التركي على أراضيها.

 

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن بلاده "تؤكد العزم والتصميم على التصدي للعدوان التركي السافر بكل الحزم ووضع حد لكافة التدخلات التركية حفاظا على سلامة ووحدة الأراضي السورية".

 

وأكد مكتب أردوغان على أنه سيعقد قمة مع بوتين في موسكو الخميس لمناقشة تصاعد العنف.

 

وأكد أردوغان خلال خطاب في أنقرة "سأذهب إلى موسكو الخميس لمناقشة التطورات (في سوريا) مع بوتين. وآمل هناك، أن يتخذ (بوتين) التدابير الضرورية مثل وقف لإطلاق النار وأن نجد حلا لهذه المسألة". وبدوره قال الكرملين إن التعاون مع تركيا أولوية أساسية.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي هاتفي "نحافظ على التزامنا باتفاقات سوتشي، ووحدة الأراضي السورية، وندعم مكافحة الإرهابيين... وبطبيعة الحال نولي أهمية كبرى للتعاون مع شركائنا الأتراك".

 

"لا يمكن ابتزاز" الاتحاد الأوروبي

 

وفي رد من الاتحاد الأوروبي، قال المفوض الأوروبي للهجرة مرغريتيس سخيناس الإثنين إنه "لا يمكن لأحد أن يبتز أو يرهب الاتحاد الأوروبي". وأضاف "كل مرة يتم فيها اختبار الاتحاد الأوروبي كما هو الآن، يجب الحفاظ على الوحدة".

 

من جهتها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استخدام تركيا اللاجئين لممارسة ضغوط على الاتحاد الأوروبي "غير مقبول". وقالت في مؤتمر صحفي في برلين "من غير المقبول أن يعبر أردوغان وحكومته عن استيائهم ليس في التعاطي معنا كاتحاد أوروبي بل على حساب اللاجئين"، معترفة في الوقت ذاته "بالعبء الإضافي" على تركيا.

 

ونقلت وزارة الخارجية الألمانية عن تقارير لللمفوضية الأوروبية والمنظمة الدولية للهجرة أن بين 7 آلاف و13 آلاف شخص لا زالوا يحتشدون على الجانب التركي من الحدود. وقالت ميركل "بالنسبة لي الخيار هو التحدث إلى تركيا حتى نعود إلى الوضع الذي كنا عليه سابقا، وخصوصا أن تحترم تركيا التزاماتها بدعمنا حتى مع ازدياد العبء".