موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠١٨
صدق أو لا تصدق

د. جلال فاخوري :

كلما دعت الحاجة إلى إبراز هويتي مجدت الله على نعمة خص وحبا بها الاردن، وتذكرت قيمة النعمة الألهية التي اعيشها. فالاردن ارض قداسة يزخر بأماكن الحج المسيحي ويمتلئ بمعابد ومزارات إسلامية تمنح المواطن الاردني روحية وقيمة وتميزاً ويمسك بتلابيب الاردنيين للتمسك بتراب ارضهم حتى التقديس. من هذا انني واثناء إقامتي في بريطانيا لسنوات عديدة اتيح لي ان امتلك هوية بريطانية لكنني امتنعت عن اسقاط هويتي الاردنية لقناعتي ان هويتي انبل وافضل من كل الهويات الاخرى. وفضلت العيش ببلد يحنوا على اهله ويمنحهم عطراً وطنياً قلما يتوفر في بلد اخر، بعد ذلك بعدة سنوات اتيح لي امتلاك هوية اميركية في فترة قصيرة اذا اقمت في بلاد الاغتراب لكن حبي للأردن اصابني بما يسمى بمرض الوطن (Home sick) فلم اطق البقاء وعدت إلى عمان. وهكذا اقتنعت ان حب الوطن لا يعدله حب آخر. كان ذلك ايام شباب يطمح بالاغتراب. وبهذا اعتبرت انني شاذ عن قاعدة حب الاغتراب. فانا في عمان التي حنت علي وعطفت. لم اكن في يوم بحاجة إلى الاغتراب اللهم لمزيد من التعلم والدراسة اذ يرى معظم طالبي الاغتراب ان الغربة توفر لهم كرامة العيش والمساواة والعدالة وفرص البروز. ولكن مهلاً ايها القارئ فحديثي اليك هو حديث من عاش الفرقة عن الوطن سنوات عديدة ولم اجد في الاغتراب الكرامة التي يجدها المواطن في وطنه.

بلادي وان جارت علي عزيزة

واهلي وان ظنوا علي كراما

ما قيمة مواطن هارب من بلده بحثاً عن بلد يرتزق منه او يراه اكرم من وطنه. في الاردن روحية سماوية يجب ان ينعم بها الاردني ويشكر الله على نعمته عليه وعلى بلده. فلا يعرف مرارة الاغتراب الا من جربه.

(الرأي)