موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٤ فبراير / شباط ٢٠١٣
شعبكم المسيحي يرحبون بتنصيبكم بطريركا لكنيستنا والاوفياء يتذكرون سلفكم

د. غازي ابراهيم رحو :

بكل سعادة وفرح استقبل أبناء شعبنا المسيحي العراقي من الطائفة الكلدانية العريقة نبأ اختيار البطريارك الجديد مار لويس روفائيل الأول ساكو على رأس الكنيسة الكلدانية العريقة التي تحتاج اليوم بشكل كبير إلى راعي يعالج هموم أبناء شعبنا الكلداني بشكل خاص وأبناء شعبنا المسيحي بشكل عام وخاصة وان عراقنا اليوم يمر بأصعب مراحله وصيرورته وإننا إذ نستذكر بهذا اليوم هذا الاختيار لإدارة دفة كنيستنا الشهيدة لا بد أن نستذكر رجالنا الأوفياء من قادة كنيستنا المؤمنين اللذين خدموا هذه الكنيسة عبر عشرات السنين الماضية بكل ألمها وفرحها نجاحها وأخطائها علينا أن نتذكر بكل احترام وتقدير رجل من رجال كنيستنا الأوفياء اللذين قدموا كل ما استطاعوا لخدمة هذه الكنيسة وهو شيخ من شيوخ كنيستنا الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي الذي أفنى حياته لخدمة هذه الكنيسة وخاصة في ظرف مصيري كان للمحتل الغاصب أثرا كبيرا في تدمير طموحات أبناء العراق الذي قدم كوكبة من شهدائنا الإبرار من شعبنا المسيحي دفاعا عن بقاء وديمومة هذه الكنيسة الشهيدة .. إن استذكار البطريارك عمانوئيل دلي ينبع من خلق عالي وفاءا لهذا البطريارك الذي قدم ما يمكن أن يقدمه لشعبنا المسيحي خلال ترأسه لكنيستنا الكلدانية بالرغم من ما حل بشعب العراق الأصيل بسبب المحتل الغاشم والمجرم الذي جعل من ارض الرافدين مرتعا لكل قيم الجريمة ضد أبناء شعبنا المسيحي ....إننا اليوم إن كنا فرحين ومبتهجين لاختيار رجل شجاع يقول الحق ويؤمن إيمان كامل بضرورة إعادة دور كنيستنا الكلدانية التي فقدت بعض من بريقها لسبب أو لأخر.. كونه أهلا لهذه الدفة وهو سيدنا البطريارك الجليل مار اسحق روفائيل الأول ساكو الذي عرفناه مؤمنا شجاعا لا يتردد بقول كلمة الحق وهو القادر على ترتيب وضع كنيستنا الكلدانية بحيث يعود بريقها من جديد نظرا لما يحمله من ثقافة وعقلانية وشجاعة في اتخاذ القرار الصائب والذي بالضرورة يحتاج إلى طاقم استشاري يعينه على ما تحتاجه كنيستنا الكلدانية فإننا نأمل بأن يكون ذلك الطاقم الاستشاري من اللذين لهم القدرة على إعطاء المشورة التي قد وأقول واكرر .. قد... يحتاجها بطرياركنا الجديد حيث إن الهفوات التي وقعت بها كنيستنا في السابق وتحمل وزرها لوحده بدون حق البطريارك الجليل مار عمانوئيل دلي جعلت من البعض يحمل البطريارك السابق ما حصل من إيقاف عجلة التقدم والتطور والبريق لكنيستنا الكلدانية .. إننا في الوقت الذي نبارك لسيدنا مار لويس روفائيل الأول ساكو تسنمه هذه المسؤولية الكبيرة أعانه الرب عليها وفي هذا الزمن بالذات والذي يتطلب من الجميع رجال دين وكتاب ومثقفين أن يتركوا لسيدنا الجليل الفسحة لكي يعمل بما يفكر ويخطط له فهو قادر إنشاء الله على معالجة كل ما يعيق تطور كنيستنا وما تحتاجه,,,, ندعوا له من كل قلوبنا آن ينير الرب له طريقه الذي يرسمه بنفسه وبمساعدة من حوله من الذين نتمنى أن يختارهم بعناية ,,,ويبعد من كان لهم دورا مسيئا في تطوير كنيستنا الكلدانية العريقة .. وهو بالضرورة آهلا لذلك فسيدنا ساكو معروف عنه بقدراته العلمية والثقافية والإيمانية والفراسة التي يتحلى بها والتي يستطيع من خلالها أن يجتاز كل تلك السنوات الصعاب التي استطاع فيها أن يعطي صورة رائعة لمكانة كنيستنا الكلدانية من خلال وجوده في أبرشية كركوك حيث انه وضع النقاط على الحروف في جميع مقالاته وخطاباته ولم ينحاز لأي جهة فيها سوى لإيمانه الوطني والمبدئي والمسيحي والوطني الأصيل ..ولو تذاكرنا معا اجتماعاته إن كانت داخل الوطن وخارجه لوجدنا لمساته التي تركها واضحة للعيان عبر تلك السنوات التي تجعله اليوم قادرا على إرساء المحبة والعدالة بين أبناء شعبنا المسيحي لأننا واثقون من انه سيكون قريبا وقريبا جدا من أبناء شعبه ومحبيه وبعيدا عن الطواقم السابقة التي شوهت صورة ودور كنيستنا الكلدانية العريقة التي كان لها دورا مؤثرا في السابق في تشويه دورها بدون وجه حق ...إننا ندعو راعي كنيستنا اليوم أن يكون قريبا وقريبا جدا من فقراء شعبنا اللذين هم بأمس الحاجة له ولصلواته ولحنانه وخاصة من الذين هجروا من أرضهم ووطنهم والذين يعيشون اليوم بعذابات الحرمان من وطنهم في دول الجوار واللذين يتشوقون للعودة إلى وطنهم وأرضهم واستعادة حقوقهم كما إن أرواح شهدائنا الإبرار من رجال ديننا المؤمنين اللذين أعطوا أرواحهم دفاعا عن إيمانهم المسيحي ينتظرون الكثير لإظهار تلك الأيدي المجرمة التي كانت سببا في استشهادهم ...كما إن الوحدة المسيحية التي ينادي بها كل أبناء شعبنا تنتظر من يهتم بها وسيدنا ساكو أهلا لها .... ولا يسعنا إلا أن نؤكد أن تشكيل مجالس لكنيستنا في الداخل والخارج من العلمانيين ليعطوا أرائهم ومشورتهم لقادتنا الكنسيين له أهمية قصوى في هذا الزمن لتطوير عمل رؤسائنا الكنسيين الذي نعمل جميعا له جاهدين في ترسيخ دور الكنيسة للوصول إلى بر الأمان ... . فألف تحية لك سيدي بهذا المنصب وندعو من قلوبنا إلى الرب أن يعينك بإيمانك الكبير على كل ما تعانيه كنيستنا ويعانيه شعبنا ولا يسعنا إلا إن نستذكر سلفكم البطريارك الجليل عمانوئيل دلي حفظه الله ورعاه والذي نتذكره لان الرب يسوع علمنا أن تذكر من خدموا كنيسة الرب بكل أفراحها وأتراحها بعيدا عن الارخاصات لان من عادة الرجال الأوفياء أن يتذكروا من سبقوهم في خدمة الآخرين بالرغم من أي خطأ أو ارهاص مروا به نتيجة عملهم ...لان من لا يعمل لا يخطئ ..
حفظكم الرب يسوع سيدنا الجليل وأنار لكم دربكم في إدارة دفة هذه الكنيسة العظيمة