موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢١ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
سينودس الكنيسة الألمانية – الكاردينال ماركس: حوار بنّاء مع الأب الأقدس

الفاتيكان نيوز :

على طاولة العمل الأشواك والرغبة في الولادة من جديد من خلال مسيرة سينودسيّة. أشواك تمزّق حياة الكنيسة الألمانية هي في الواقع عينها في العديد من الوقائع الكنسيّة. من الانتهاكات الجنسية من قبل الاكليروس إلى التأمّل في أسلوب حياتهم. من الصعوبات المنتشرة لقبول مبادئ الخلقيّة الجنسية إلى مشكلة جماعة تشيخ وتخاف من أن يتمَّ استبدالها بجيل جديد. حول هذه المواضيع وغيرها تحدث رئيس مجلس أساقفة ألمانيا الكاردينال راينهارد ماركس في لقائه مع قداسة البابا فرنسيس، في ختام سلسة لقاءات له في الفاتيكان حيث شارك ايضًا في لقاء مجلس الكرادلة ولقاءات المجلس الذي يُعنى بالشؤون الاقتصادية.

كذلك التقى رئيس مجلس أساقفة ألمانيا الكاردينال راينهارد ماركس عميد مجمع الأساقفة الكاردينال مارك أوليه. وفي ختام هذه اللقاءات صدر بيان صحافي عن مجلس أساقفة ألمانيا سلّط الضوء على ثمار هذه اللحظات كوقفة حوار بناء ستشكل نتائجها جزءًا من أعمال السينودس. هذا وقد سلّم الكاردينال راينهارد ماركس رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس من المجلس المشترك الذي يجمع مجلس أساقفة ألمانيا وأعضاء لجنة الألمان الكاثوليك (Zdk) تحمل توقيع الكاردينال ماركس والبروفيسور توماس ستيرنبرغ يتمُّ فيها التذكير بوضوح بالرسالة التي وجّهها البابا فرنسيس في التاسع والعشرين من حزيران الماضي إلى شعب الله الحاج في ألمانيا.

في رسالته كان البابا فرنسيس قد شجّع الكنيسة الألمانية على القيام بمسيرة ولادة جديدة تحت شعار الشركة. وللقيام بهذه المسيرة السينودسيّة يؤكّد البابا فرنسيس أنّه من الضروري أولاً التحلّي بالشجاعة. ولكن وفي الوقت عينه هناك حاجة للتنبّه لعدم السقوط في الفخاخ التي قد نواجهها خلال المسيرة ويسميّها البابا "تجارب". ويكتب أنّه في أساس هذه التجارب هناك الاعتقاد بأن الجواب الأفضل للعديد من المشاكل وللنقص الموجود هو إعادة تنظيم الأمور وتغييرها لجعل الحياة الكنسية تتلاءم مع المنطق الحالي أو منطق مجموعة معينة. ولذلك علينا أن نتقدّم بحكمة لأن الرؤية المنطقية للمشاكل تحمل معنى مهم ولكننا بهذه الطريقة لا نعيش امانتنا بالكامل. وبالتالي يعود الحبر الأعظم في رسالته إلى الارتداد الراعوي مؤكّدًا أنّه على البشارة أن تكون المعيار الذي يقودنا ويحركنا.

ولكي لا يبقى في الأمور المجرّدة، يشير البابا فرنسيس في رسالته إلى أهداف الإصلاح الحقيقي: أن نسير لكي نلتقي الإخوة والأخوات ولاسيما المهمّشين منهم والضعفاء في إطار ثقافة التهميش وثقافة غالبًا ما تملؤها "خطابات رهاب الأجانب". ومرّة أخرى يعود الأب الاقدس للحديث حول موضوع السينودسيّة التي تحتاج إلى "حس كنسيٍّ" حي؛ شعور مشترك للكنيسة بأسرها، لأن المسيرة التي بدأتها لا يجب أن ينتهي بها الأمر في عزلة التفاصيل الخاصة.

أما الرسالة التي سلّمها الكاردينال ماركس للأب الأقدس فتؤكّد على هذه الرغبة أيضًا ونقرأ فيها: نحن أيضًا ندرك كقداستكم أنّه علينا أن نبدأ مسيرتنا كلها إنطلاقًا من أولوية البشارة. نحن عازمون على تنظيم المسيرة السنودسية كعمليّة روحية، وبالتالي نتّحد معكم في الـ "حسّ الكنسي" لأننا ندرك جيدًا معنى وحدة الكنيسة كلها والوضع المحلّي ولأن مشاركة شعب الله بأسره هي جانب بالغ الأهمية بالنسبة لنا جميعًا.

كذلك تعلن الرسالة عن عناوين المواضيع التي سيتمحور حولها السينودس: السلطة والمشاركة في سلطات الكنيسة، المشاركة معًا في الرسالة، الحياة الكهنوتية اليوم، النساء في خدمة الكنيسة ومسؤولياتها، الحياة في العلاقات الناجحة وعيش الحب في الحياة الجنسية والحياة الزوجية؛ وتُختتم الرسالة بالقول: لقد وصلنا إلى النتيجة بأنه ينبغي علينا مواجهة هذه المسائل إذا أردنا أن نستخرج تعاليمًا من سوء استعمال السلطة الروحية الذي يهزّ بعمق كنيستنا ومجتمعنا بأسره وإذا أردنا أن نحسّن متطلبات البشارة في ذواتنا أولاً لكي نقدّم شهادة صادقة للبشرى السارة في عالم اليوم. نحن بحاجة لجو من الحوار المنفتح والذي يحترم الآخر لكي نبحث عن الحلول معًا.