موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
سينودس العائلة منقسم إلى مجموعتين حول موضوع الطلاق

بقلم: جاكوبو سكارموتسي ، ترجمة: مرام حمارنة :

في السينودس الاستثنائي حول العائلة تم مناقشة قضية المطلقين المتزوجين ثانية والتي احتلت جانباً من النقاش في جلسات سابقة وذلك خلال عمل الآباء على وثيقة عمل السينودس المسماة "أداة العمل" منذ فترة ما بعد الظهر يوم أمس. هذا وقد ازدادت نسبة المشاركة خلال هذا النقاش الذي يمكن وصفه بالقوي حيث انقسم السينودس إلى فرقتين أحداهما تسمح للمطلقين المتزوجين ثانية بالتقدم للمناولة في حالات خاصة، وفرقة أخرى ترفض ذلك، ولكن جميع المشاركين من الفرقتين يؤمنون بتعليم السيد المسيح حول عدم انحلالية الزواج. وعليه قال المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي أن الوقت لم يحن بعد لاحتساب عدد الموافقين والمعارضين بشكل رسمي.

وهذا وتصر الفرقة الأولى على تعليم الإنجيل حول الزواج الذي يقول أنه إذا كان الزواج الأول صحيحاً فلا يسمح لمن طلق وتزوج مرة أخرى بالتقدم للمناولة المقدسة، حيث يجب أن تتصرف الكنيسة بطريقة تحترم التعاليم الإلهية. أما الفرقة الثانية فتذكر "أن يسوع ينظر للتجارب التي يمر فيها البشر بعين الرحمة والرأفة" و"يأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة لكل حالة"، ممّا يسمح للمطلقين المتزوجين ثانية بالتقدم للأسرار المقدسة. ولكن يجدر القول أن الفرقة التي تريد الحفاظ على التعاليم عيونها غير مغمضة عن المعاناة التي يمر فيها الأشخاص الذين يعانون أوضاعاً صعبة، وكذلك فإن الفرقة التي تقبل السماح للمطلقين المتزوجين ثانية بالتقدم للمناولة "لا تنكر بأي شكل من الأشكال عدم انحلالية الزواج".

هذا وقد عكس البيان الصحفي الخاص بالنقاش الذي دار في فترة ما بعد ظهر يوم أمس، وصباح اليوم هذا الموقف المنفتح وعليه قام الكرسي الرسولي كعادته، بنشر هذه المداولات اليوم بدون تحديد أسماء آباء السينودس وآرائهم. وقد تم التأكيد خلال مناقشات يوم أمس على ضرورة احترام المطلقين المتزوجين ثانية لأنهم عادة ما يجدون أنفسهم في وضع غير مريح معرضين لتعامل غير عادل اجتماعياً، فكثير منهم يعانون بصمت ويحاولون بشكل تدريجي المشاركة في الحياة الكنسية بشكل كامل، وعليه يجب أن تكون الرعاية الكنسية مليئة بالرحمة لا العكس.

قال المشاركون في السينودس خلال النقاش المفتوح الذي دار يوم أمس: "أنه من المهم تجنب إعطاء أحكام أخلاقية حول ديمومة الخطيئة (لهؤلاء الأشخاص)" بل محاولة فهم فكرة أن عدم (السماح) بالتقدم للمناولة المقدسة لا يلغي بشكل تام احتمالية الحصول على نعمة السيد المسيح، بل إنها -أي فكرة عدم السماح بالتقدم للمناولة- مرتبطة بحقيقة واقعية ألا وهي وجود رابط مقدس غير قابل للانحلال (أي الزواج). وعليه فقد تم التأكيد مراراً على أهمية المناولة الروحية. ولكن يجدر التنبيه إلى أن هذه المقترحات لا تخلو من العقبات حيث أنه لا يوجد حل "سهل" لهذه المشكلة.

تستمر اليوم انعكاسات موضوع السماح للمطلقين المتزوجين ثانية بالتقدم للمناولة المقدسة. شدد المشاركون في السينودس مرة أخرى على أن رابطة الزواج لا تنحل، مشيرين إلى أن كل "حالة يجب أن تدرس بشكل منفصل عن غيرها" كما ذكروا الأشخاص المطلقين المتزوجين ثانية أن "عدم السماح لهم بالتقدم للمناولة المقدسة لا يعني بأي شكل من الأشكال أنهم ليسوا أعضاء في جماعة الكنيسة".

الأب لومباردي قال أنه من غير الممكن في الوقت التحدث حول أكثرية أو أقلية من ناحية التصويت فنحن "لا نحصي عدد الأصوات الموافقة والمعارضة (لرأي ما) خلال اجتماعات السينوس"، فالخطابات حرة تماماً لأن "الكنيسة تسير على درب مقاسمة بالمعلومة" حيث "يصغي الجميع باهتمام واحترام". فالنقاشات التي تم تبادلها أمس واليوم يمكن وصفها "بالعظيمة والقوية"، حيث قال الأب روسيكا المتحدث الرسمي باللغة الانجليزية باسم السينودس أن الكهنة في السينودس لم يخاطبوا فقط رؤساء السينودس ولكنهم خاطبوا أيضاً آباء السينودس المشاركين.

هذا وقد وضح رئيس المجلس البابوي للنصوص القانونية الكاردينال فرنسيسكو كوكوبالميرو من خلال البيانات الصحفية أن اللجنة التي أسسها البابا فرنسيس في شهر آب برئاسة المونسنيور بيو بينتو تدرس حالياً ثلاثة احتمالات من أجل تيسير وتسريع إجراءات إبطال الزواج: أولها إلغاء المتطلب الحالي الذي يقتضي وجود قاضيين للموافقة على بطلان الزواج. وثانيها إلغاء الحاجة لوجود "اجماع قضائي"، وأخيراً إلغاء المتطلبات الإدارية، مما يعنى الموافقة على بطلان الزواج مباشرة من قبل المطران إذا الزواج باطلاً بشكل نهائي وكان المطران يعرف الزوجين ويعلم أنهما أهل للثقة. ولكن ذلك لا يعني أن الكنيسة الكاثوليكية تقدم الطلاق كخيار.

هذا وقد تم أيضاً خلال النقاشات التأكيد على أهمية "احترام الشاذين جنسياً وعدم التمييز ضدهم"، وقد شدد الكاردينال كوكوبالميرو على أن الكنيسة "لا توافق على الزواج المثلي ولا تباركه وإنما تحترم الأشخاص". أما بالنسبة للأشخاص المطلقين والمتزوجين مرة أخرى فقد قال الكاردينال: "يجب احترام خط البابا الفكري الذي يقضي بالحفاظ على التعاليم مع النظر لحالة كل شخص وحاجاته ومعاناته بشكل فردي" مع "تقديم الحلول للأشخاص الذين يعانون أوضاعاً جدية تتطلب تدخلاً سريعاً".

افتتح الكاردينال اندريا فان تروا جلسة هذا الصباح بالتأكيد على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية ضد استخدام موانع الحمل في عالم علماني، كما تم خلال اليوم مناقشة عدة أمور منها مسؤولية الوالدين و"خطورة جريمة الإجهاض" والعنف المنزلي وتعدد الزوجات وتحسين استعداد المقبلين على الزواج والعناية الرعوية للأطفال، والتطور الكبير الحاصل بالعائلة منذ انعقاد السينودس الماضي عام 1980 حول موضوع العائلة المسيحية.