موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
سينودس الأساقفة يحول اهتمامه إلى الأزواج من نفس الجنس

جاكوبو سكارموتسي ، ترجمة منير بيوك :

إن بعض النقاط التي تحدث عنها الكاردينال بيتر أردو صباح اليوم أمام السينودس اشتملت على الاعتراف "بالعناصر الايجابية"، حتى في "أشكاله المنقوصة" في إعداد الأسرة، بما في ذلك المعاشرة قبل الزواج ورعاية "العائلات المتألمة" (منفصلة/ الأزواج المطلقين) من خلال "خيارات رعوية شجاعة" وإعادة اكتشاف "ضرورة احترام كرامة الشخص في التقييم الأخلاقي لطرق تحديد النسل" المذكور في رسالة الحياة البشرية لبولس السادس. يصادف اليوم الأسبوع الثاني من السينودس الاستثنائي الخاص بالأسرة (5-19 أكتوبر) الذي يبدأ اليوم بمجموعات لغوية مختلفة تسعى إلى تعديل النص قبل البحث في دور السينودس الذي سيتم التصويت عليه في 18 أكتوبر.

وفي معرض حديثه عن الاستفسار البارز حول تقديم القربان المقدس للمطلقين والمتزوجين ثانية، قال رئيس أساقفة بودابست أن هناك نقاشاً مفتوحاً بين أولئك الذين يعارضون الفكرة وأولئك الذين يتفقون مع الكنيسة بالسماح بها بعد انقضاء فترة من التوبة. وأظهرت مناقشة الأمر أيضاً انفتاحاً على مثليي الجنس الذين "لديهم المواهب والمميزات لعرضها على المجتمع المسيحي وتقديم "الدعم الثمين" لمن يشاركونهم الحياة.

في الجزء الأول من الحوار، ذكر رئيس مؤتمر الأساقفة في المجر سلسلة من الأسئلة التي تؤثر على الأسرة من الداخل والخارج منها الفردية، والشعور بالوحدة، وعدم النضج العاطفي، وتعدد الزوجات، والزواج المختلط، الأمهات في سن المراهقة، ومعدلات المواليد المنخفضة، زيادة معدلات الطلاق، والعنف المنزلي ضد المرأة، وهشاشة وضع الأطفال، والهجرة، والحرب.

في الجزء الثاني من كلامه، استذكر أردو أن "يسوع نفسه -في إشارة إلى خطته الأولية للزوجين- يؤكد أن الاتحاد لا ينفصم بين الرجل والمرأة". ثم وجه مقارنة -قدمها رئيس أساقفة فيينا كريستوف شونبورن في قاعة السينودس- بين وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني حول الحرية الدينية، التي تؤكد أن "العديد من عناصر التقديس والحقيقة وجدت خارج" الكنيسة الكاثوليكية (الفقرة 17)، وأيضاً "إمكانية الاعتراف بالعناصر الإيجابية حتى الأمور التي لا تتسم بالكمال التي قد توجد خارج وضع الزواج، وهي التي اشتملت على الامر ذات العلاقة". وأكد الكاردينال أنه يتوجب على الكنيسة "مرافقة أبنائها وبناتها الذين يعانون من هشاشة أوضاعهم ومن جروح الحياة وفقدان الحب، بتقديم الاهتمام والرعاية، واستعادة الثقة والأمل لهم لتكون مثل ضوء منارة في الميناء، أو الشعلة التي ترفع بين الناس" (الفقرة 23).

تناول الجزء الثالث من الخطاب التعامل مع "بعض الاحتياجات الرعوية الأكثر إلحاحاً على أن يعهد بها بأن تكون ملموسة في الكنائس المحلية الفردية". "هناك حساسية جديدة في الرعوية اليوم تتمثل في استيعاب الواقع الأيجابي للزواج المدني والإشارة إلى خلافاتنا حول التعايش بدون زواج" (الفقرة 36). أكد رئيس أساقفة بودابست، على سبيل المثال، على أنه في بعض "الدول يكون الزواج العرفي متعدد جداً. وذلك لا يعود لرفض القيم المسيحية فيما يخص الأسرة والزواج، ولكن، قبل كل شيء، لأن الزواج مكلف، لذلك فالفقر المادي يشجع اللجوء إلى الزواج المدني".

وعندما تحدث أردو عن "رعاية العائلات المتألمة" (المنفصلة، والأزواج المطلقين الذين لم يتزوجوا، والمطلقين الذي تزوجوا ثانية)" سارع إلى التأكيد على أن "ما برز بوضوح في السينودس كان ضرورة إيجاد خيارات رعوية شجاعة". وأكد الكاردينال الهنغاري أن "العديد" من آباء السينودس قد دعوا الى "الإسراع في إجراءات" بطلان الزواج.

وكان التعليق التالي لأردو حول المطلقين المتزوجين ثانية قد تم اختيار كلماته بعناية حيث قال: "وفيما يتعلق بإمكانية الإشتراك في أسرار التوبة والقربان المقدس، أبدى بعضهم الرأي لصالح القوانين الحالية بسبب انتمائهم اللاهوتي، في حين وقف آخرون لصالح انفتاح أكبر بشروط دقيقة عند التعامل مع حالات لا يمكن حلها دون إلحاق أذى ومعاناة جديدين. بالنسبة للبعض، فالمشاركة بالأسرار قد تحدث حين يسبقها طريق التوبة -وذلك تحت مسؤولية الأسقف الأبرشي- مع وجود تعهد واضح لصالح الأطفال. ولن تكون هذه إمكانية عامة، ولكنها ثمرة بصيرة تطبق على أساس كل حالة على حدة، وفقاً لقانون التدرج، التي تأخذ بعين الاعتبار التمييز بين حالة الخطيئة، وحالة النعمة، والظروف المخففة" (الفقرة 47). "فالاقتراح باقتصارها فقط" على التواصل الروحي "هو سؤال طرحه عدد ليس بالقليل من آباء السينودس. فإذا سمح بالتواصل الروحي، لماذا لا يمكن السماح لهم للمشاركة في الاسرار؟".

قال أردو: "لدى المثليين مواهب ومزايا يقديمونها للمجتمع المسيحي. هل نحن قادرون على الترحيب بهؤلاء الناس، وضمان لهم علاقات الأخوة في مجتمعاتنا؟ (الفقرة 50). "لا بد من الإشارة إلى أنه بدون إنكار المشاكل الأخلاقية المتصلة بعلاقات المثليي الجنس، هناك حالات تستدعي المساعدة المتبادلة إلى حد تقديم تضحية تشكل دعماً ثميناً في حياة الشركاء. وعلاوة على ذلك، فإن الكنيسة تولي اهتماماً خاصاً بالأطفال الذين يعيشون مع أزواج من نفس الجنس، مؤكدة أن احتياجات الصغار وحقوقهم يجب أن يعطى الأولوية دائماً" (الفقرة 52).

حول موضوع "الحياة والتحدي في انخفاض معدل المواليد"، أكد المتحدث العام أنه "يجب علينا أن نعود إلى رسالة الحياة البشرية لبولس السادس، التي تؤكد على ضرورة احترام كرامة الشخص في التقييم الأخلاقي لطرق تحديد النسل" (الفقرة 54).

وسوف تستمر المناقشات في اجتماعات السينودس العادية التي في الفترة من 4-25 أكتوبر 2015. في بداية جلسة اليوم، وقال سكرتير السينودس الكاردينال لورنزو أن لهذه المرحلة الثانية من اعمال السينودس عنواناً أطول مما كان أصلاً متوخى وهو: "مهمة الأسرة ورسالتها في الكنيسة والعالم الحديث".